قيادات يمنية جنوبية تواصل المشاورات لإعادة النظر في الوحدة مع الشمال

التقوا في القاهرة وبينهم رئيسان سابقان

TT

واصلت قيادات من جنوب اليمن بينهم رئيسان سابقان، أمس، العمل من أجل حشد أكبر تجمع للجنوبيين من أجل إعادة النظر في صياغة الوحدة مع شمال اليمن في مرحلة ما بعد الرئيس علي عبد الله صالح، لكن هذه القيادات، ومن بينهم الرئيس اليمني السابق حيدر أبو بكر العطاس، والرئيس اليمني الأسبق، علي ناصر محمد، وممثلون لمحافظة عدن وأمين رابطة العلماء بالجنوب وآخرون، أعربوا في لقائهم بالقاهرة أمس عن عدم موافقتهم على تعاطي الحكومة الانتقالية الحالية التي جاءت وفقا للمبادرة الخليجية مع قضية الجنوب.

وقال العطاس في لقاء أمس الذي جمع عددا من السياسيين اليمنيين الجنوبيين وبعض الإعلاميين والباحثين المصريين والعرب، إن الوضع في اليمن كما هو في سوريا وبعض البلدان العربية ما زالت تكتنفه الكثير من المصاعب، وتابع قائلا فيما يتعلق بقضية الوحدة اليمنية إن «قضيتنا تمثلت في مشكلة الوحدة التي تم القضاء عليها عام 1994.. الجنوب الآن في وضع احتلال.. لقد جرى تصفية الجنوب».

ومن الأهداف التي قال العطاس إنه ينبغي التركيز عليها هي «كيف نستطيع أن نحفظ انسياب المصالح الكلية للشعب اليمني وليس للنخب. مصالح الشعب التي غيبت تماما منذ عام 1994.. لا يمكن أن تتخيلوا حجم الفساد الذي بدأ منذ عام 1994، سواء بالنسبة للأراضي أو الثروة السمكية أو النفطية، وتم تقسيم البلاد إلى إقطاعيات»، مضيفا أن «قضية الجنوب جزء من قضية اليمن ككل.. كانت هناك نظرة رومانسية لقضية الوحدة عرقلت الحديث عما يجري من فساد في الجنوب. وحرب 1994 جاءت بسلطة عسكرية أسرية أساءت لليمن.. الشعب اليمني بشماله وجنوبه يناضل الآن من أجل إسقاط هذه السلطة».

وأشار العطاس أيضا إلى أن الهدف من الوحدة من البداية كان «بناء الدولة المدنية اللامركزية الديمقراطية، وفقا لوثيقة العهد»، مشيرا إلى أن الوضع تحول بعد هذه الوثيقة إلى حرب، والآن يوجد نوع من الالتفاف وربما تعود نفس المشكلة التي بدأت عام 1994.

وقال إن حكومة الوفاق الوطني وقعت تحت ابتزاز رأس النظام.. وأضاف: «نحن نرى أن الوحدة هي أن يكون الاثنان مع بعضهما وليس أن يركب أحدهما الآخر»، مشيرا إلى أن «الشمال يتعامل مع الجنوب باعتبار أنه أصل والجنوب فرع.. وأن الفرع كان محتلا ثم عاد إلى الوطن»، وأضاف أن تشكيل حكومة الوفاق الوطني لا يعني شعب الجنوب في شيء.

وأضاف العطاس أن الحكومة الانتقالية اليمنية الحالية مطلوب منها أن تعطي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح «ضمانات»، على الرغم من أن هذه الحكومة قدمت تضحيات، والمفروض أنها مقبلة من ثورة شباب اليمن. وتابع قائلا إن المبادرة الخليجية «جاءت لتخرج صالح من عنق الزجاجة»، وإنه يرى أن هذه المبادرة أغفلت القضية الجنوبية، وأن القوى التي تناضل لإسقاط نظام صالح عليها أن تثق في أن إزاحته هي خطوة أولى أمام إعادة ترتيب الوضع في البلاد والاعتراف بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره.

وعما إذا كان التيار الجنوبي فتح أي قنوات اتصال مع الحكومة الانتقالية الجديدة، قال شعفل عمر علي، القيادي في التيار الجنوبي، لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لا تعنينا الحكومة الانتقالية الحالية لأنها لم تضع أي معالجة جادة للقضية الجنوبية، وهي جاءت على أساس المبادرة الخليجية التي أغفلت أي معالجات جادة للقضية الجنوبية على الرغم من أن هذه القضية هي جوهر الأزمة الحالية».