جوبيه: دمشق تقف «بلا شك» وراء الاعتداء على القوة الفرنسية جنوب لبنان

المعارضة السورية تعتبر الانفجار رسالة سورية

معارضون سوريون يتظاهرون ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مدينة إسطنبول التركية أمس (رويترز)
TT

أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، أن سوريا تقف «بلا شك» وراء التفجير الذي استهدف قوة «اليونيفيل»، إلا أنه أوضح أن لا دليل لديه على هذا الأمر.

وردا على سؤال، خلال مقابلة مع قناة «تي في - 5 موند» و«إذاعة فرنسا» الدولية وصحيفة «لوموند»، حول ما إذا كان هذا الاعتداء «رسالة» من سوريا، أجاب جوبيه «بلا شك»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وجاء ذلمك بعد ساعات من اتهام قوى المعارضة اللبنانية النظام السوري بالوقوف وراء التفجير نفسه، معتبرة أن سوريا «وجّهت رسالة قوية إلى فرنسا التي تدعم الحراك الثوري في سوريا».

ورأى رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أن الانفجار الذي استهدف آلية تابعة للكتيبة الفرنسية العاملة في إطار قوات «اليونيفيل» مجرّد «رسالة سورية»، مبديا أسفه لـ«العنف المتمادي في سوريا، حيث سقط يوم الجمعة ما يزيد على أربعين قتيلا»، سائلا: «كيف يمكن لأي شخص أن يقف إلى جانب النظام السوري؟».

وبينما شدد الحريري على أنّ التاريخ لن يرحم أولئك الذين ساندوا ما وصفه بـ«آلة القتل»، جزم بأنّ «النظام السوري سيسقط عاجلا أم آجلا»، واصفا الموقف العراقي إزاء الملف السوري بـ«المذل والمخزي»، مستغربا صدور موقف من هذا النوع من شعب عانى الأمرّين على مدى تاريخه.

وشدّد الحريري على أن «الشعب السوري ليس بحاجة إلى مساعدة أحد، وسيحقق النصر في نهاية الأمر»، رافضا تشبيه ما يحصل في سوريا بما يحصل في البحرين، «حيث هناك حوار يحصل بين السلطة والمعارضة، بعكس سوريا حيث لا يوجد حوار إلا مع آلات الحرب».

وبينما ثمّن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي يزور لبنان الشهر المقبل، عاليا الموقف اللبناني الرسمي من الاعتداء على «اليونيفيل»، لفت موقف السفير الفرنسي لدى لبنان دوني بييتون الذي شدّد على «وجوب أن تحدد (اليونيفيل) كيفية الرد على الاعتداء الأخير عليها»، إلى أنه «يجب اتخاذ تدابير أمنية، وهذا يطرح مسألة شروط عمل (اليونيفيل)»، وأضاف: «نحن نأمل أن تكون هناك مراجعة استراتيجية تحت إشراف قسم عمليات حفظ السلام، تتم بالتعاون مع السلطات اللبنانية، وتأخذ بعين الاعتبار التقييم والاستنتاجات التي ستبرز ما حدث وما يحدث في منطقة صور». وأشار بييتون إلى أن تفويض «اليونيفيل» سيبقى على حاله، أي تحت القرار 1701، لافتا إلى وجوب النظر في كيفية العمل على تطبيقه.

واتّهم نائب رئيس كتلة المستقبل النيابية أنطوان أندراوس حزب الله «بتنفيذ عملية تفجير (اليونيفيل) بأمر سوري»، لافتا إلى أنه «وبما أن المنطقة كلها تحت سيطرته فهو الوحيد القادر على تنفيذ عمليات مماثلة». وفي اتصال مع «الشرق الأوسط» أعتبر أندراوس أن «حزب الله هو الطرف الوحيد الذي يقف وراء كل عمليات الاغتيال التي وقعت في لبنان ووراء كل العمليات الأمنية التي تتم حاليا». وأضاف: «لم يعد مسموحا بأن يقوم النظام السوري وفي آخر أيامه بتهديد أمن لبنان والمنطقة وحتى الأمن العالمي بعد دخول روسيا على الخط»، مطالبا الأمم المتحدة «بتوسيع مهام القوات الدولية في الجنوب للحلول مكان الجيش اللبناني الذي أصبح جزء كبير من ضباطه مرتبطين مباشرة بحزب الله». وأدان البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي التفجير الذي استهدف الكتيبة الفرنسية العاملة ضمن قوات «اليونيفيل» في جنوب لبنان، داعيا «الحكّام إلى أن يحزموا أمرهم ويتحملوا مسؤولية أمن المواطنين عامة وقوات حفظ السلام الدولية خاصة».

بالمقابل، استغربت قوى 8 آذار اتهامات قوى المعارضة التي صوّبت مباشرة باتجاه سوريا. وقال عضو كتلة التحرير والتنمية، النائب قاسم هاشم: «المؤسف أن هذا الفريق لديه اتهامات جاهزة، وهي تصب ضمن الاستهداف السياسي».

ورأى عضو الكتلة نفسها النائب عبد المجيد صالح أن «الإصرار على تعطيل الأمن واستدراج إسرائيل لردود فعل، آخرها ما جرى من اعتداء على آلية لقوات (اليونيفيل)، عملية مشبوهة ومدانة، تدخل من باب التسلل تحت جنح الظلام والتآمر على العناوين الثابتة، وعلى مثلث الجيش والشعب والمقاومة، وعلى الاستقرار الأمني وتوازن الرعب مع العدو الإسرائيلي».