ميدفيديف يرفض مطالب المتظاهرين بإعادة الانتخابات

المعارضة تحدد مواعيد جديدة للاحتجاج.. وخبراء يعتبرون التحرك تحديا للنظام

ناشطون قوميون بينهم ملثمون خلال تظاهرهم في موسكو أمس (رويترز)
TT

أبدى الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، أمس، معارضته لمطالب المحتجين الذين تظاهروا في أنحاء مختلفة من البلاد خلال عطلة الأسبوع، مطالبين بإعادة إجراء الانتخابات التشريعية المتنازع عليها. وكتب ميدفيديف على صفحته على «فيس بوك» في أول تصريحات عامة له على المظاهرات التي شهدتها موسكو ومدن روسية رئيسية أخرى: «أعارض الشعارات والتصريحات الصادرة عن الاجتماعات» المعارضة.

كان عشرات الآلاف قد تظاهروا في موسكو ومدن أخرى وطالبوا بإعادة الانتخابات التي تمت في 4 ديسمبر (كانون الأول) الحالي ومنحت حزب «روسيا الموحدة» الحاكم فوزا بهامش أقل وسط اتهامات بعمليات تزوير انتخابي واسعة. وقال ميدفيديف إن الروس أحرار في التعبير عن آرائهم في مظاهرات بالشوارع، طالما لم يخرقوا القانون. وكتب ميدفيديف على «فيس بوك»: «للمواطنين الحق في التعبير عن رأيهم، كما فعلوا أمس.. من الجيد أن يحدث كل شيء في حدود القانون». وجدد الرئيس الروسي التأكيد أنه «أصدر تعليمات بفحص جميع التقارير الواردة من مراكز الاقتراع» المتعلقة بمخالفات محتملة.

جاء هذا بينما قال أحد قادة المعارضة التي تنظم الحركة الاحتجاجية، الوزير السابق بوريس نيمتسوف، لإذاعة «كومرسانت إف إم» أمس: إنه ستجرى مظاهرات جديدة في 17 و18 و24 ديسمبر. وأضاف: «سنواصل حركتنا الاحتجاجية طالما لم تتم تلبية مطالبنا». وتطالب المعارضة بتنظيم انتخابات جديدة وإطلاق سراح محكومين بعقوبات بالسجن تصل إلى 15 يوما إثر توقيفهم في مظاهرات أولى نظمت في موسكو وسان بطرسبورغ غداة الاقتراع.

واعتبر خبراء أن الانتخابات التشريعية الأخيرة وما تلاها من احتجاجات شعبية غير مسبوقة تشكل تحديا حقيقيا للنظام. ورأى يفغيني غونتماخر، من «معهد التنمية المعاصر»، أن هذه الانتخابات هي «القشة التي قصمت ظهر البعير» بعد الاستياء المتزايد للسكان في مواجهة الظلم والفساد. وأضاف الخبير أن «الناس أصبحوا يستسيغون المظاهرات الحاشدة ومستعدون لتعبئة جديدة في أي وقت وبأي حجة».

تأتي هذه التعبئة قبل 3 أشهر من الانتخابات الرئاسية التي يأمل رئيس الوزراء فلاديمير بوتين في الفوز فيها في 4 مارس (آذار) المقبل. ويمكنه نظريا البقاء رئيسا للبلاد حتى 2024 بعد أن تولى الرئاسة 8 سنوات من 2000 إلى 2008. وحذر ألكسي مالاشنكو، الخبير في معهد كارنيغي في موسكو: «لم تعد هناك ثقة في القادة. إنها أزمة سياسية خطيرة. إذا جرت الانتخابات الرئاسية غدا فسيحصل بوتين على عدد قليل جدا من الأصوات».