ساحل العاج: انتخابات تشريعية يتوقع أن تعزز موقع الرئيس وتارا

حزب غباغبو يقاطع ويدعو لإطلاق قادته.. والرهان نسبة المشاركة

امرأة تحمل رضيعتها وتدلي بصوتها في مركز اقتراع بأبيدجان أمس (رويترز)
TT

أدلى الناخبون في ساحل العاج بأصواتهم، أمس، في انتخابات برلمانية يتوقع أن تعزز ائتلاف الرئيس الحسن واتارا. ودعي نحو 5.7 ملايين ناخب إلى هذه الانتخابات التي تجرى في دورة واحدة، وهي أول اقتراع ينظم منذ الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) والتشريعية الأولى سنة 2000.

ودعا الرئيس وتارا «كل المواطنين» إلى التصويت في هذه الانتخابات التي قاطعها حزب الرئيس السابق لوران غباغبو الملاحق لدى المحكمة الجنائية الدولية. وقال الرئيس وتارا أمام الصحافيين «بودي أن أدعو كافة مواطنينا إلى الاقتداء بي والتصويت لنوابهم في البرلمان». وأضاف عقب التصويت في حي كوكودي الفخم في أبيدجان، أن «البرلمان سيكون برلمانا توافقيا وديمقراطيا وسيساهم في تعزيز الديمقراطية في بلادنا». وأكد وتارا أن «الانتخابات تجرى في شفافية تامة، وأنها شاملة لأن لدينا أكثر من ألف مرشح يتنافسون على 255 مقعدا».

لكن يبدو أن العاجيين لم يتحمسوا كثيرا لهذه الانتخابات، بل إنهم منشغلون أكثر بتحسين ظروفهم المادية. وأعلن ناطق باسم قوات الأمم المتحدة في ساحل العاج قبل الظهر، أن «الهدوء يسود والإقبال قليل، لم نبلغ عن وقوع أي حادث في مختلف أنحاء البلاد». وتعد نسبة المشاركة ودرجة ضمان سلامة الاقتراع رهانات هامة بعد أن تخللت الحملة الانتخابية أحداث أسفرت عن سقوط خمسة قتلى حسبما أفادت حصيلة رسمية، ثلاثة منهم قتلوا بقذيفة مجهولة المصدر.

ويتوقع فوز الائتلاف الداعم للرئيس الحسن وتارا بأغلبية المقاعد الـ255 في المجلس الجديد، حيث لا يوجد منافس له وزنه، لكن نتيجة أكبر حزبين يشكلان الائتلاف ستحسم ميزان القوى في الحكم الجديد. ويتوقع إعلان النتائج خلال الأسبوع المقبل. ويسهر نحو 25 ألف عنصر من قوات الأمن العاجية يدعمهم سبعة آلاف من عناصر القوات الدولية في ساحل العاج على أمن الاقتراع، لا سيما في غرب البلاد الذي شهد أشنع المذابح خلال الأزمة التي أعقبت أزمة الانتخابات الرئاسية. وقامت آليات مدرعة بدوريات، خصوصا في أبيدجان.

وقد دعت الجبهة الشعبية العاجية (حزب غباغبو) أنصارها إلى مقاطعة الاقتراع بمبرر أن الشروط ليست مناسبة لإجراء اقتراع منصف. وطلبت الجبهة الإفراج عن أبرز قادتها، وخصوصا زعيمها «لأن المصالحة من دون غباغبو ستكون صعبة». وفي مراكز الاقتراع التي أقيمت في مدرسة ابتدائية في حي بالييه بحي أعجمي في أبيدجان، لم يتجاوز عدد الناخبين الذين كانوا في الساعة السابعة ينتظرون الاقتراع، العشرة ومن بينهم سنغاري سانيسي البالغ من العمر نحو أربعين سنة. وقال الرجل إنه جاء يصوت «لطي صفحة سوداء في تاريخ بلادنا. تعبنا كثيرا ويجب أن نتقدم».

من جانبها، قالت التاجرة فطومة كوليبالي بعد التصويت: «أنا مرتاحة، بعد أن انتخبنا رئيسنا (الحسن وتارا)، يجب الآن أن نعطيه أغلبية تنفذ برنامجه». وفي بواكي، عاصمة حركة التمرد سابقا، والتي ساندت وتارا، لم تحضر الحشود التي شاركت في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2010. وقالت التاجرة مريم كوليبالي (49 سنة)، والمسؤولة المحلية في تجمع الجمهوريين (الحزب الرئاسي): «يجب أن نصوت على إعادة الإعمار والمصالحة في بلادنا».

وفي حي دار السلام في بواكي، حيث أكبر مركز انتخابي في المدينة كانت الأجواء هادئة ولم يتجاوز عدد الناخبين الذين ينتظرون صباح الأحد الثلاثين. وكان إدريس ديالو المزارع السبعيني بعباءته البيضاء الطويلة وإصبعه الملونة بالحبر في دلالة على أنه أدلى بصوته، من أول من انتخبوا، وقال «إنه بلدنا. لا بد أن نختار ممثلينا». وأضاف «آمل أن تؤدي الانتخابات إلى التخلص من الأزمة نهائيا كي تستعيد البلاد استقرارها».

وقد جر لوران غباغبو برفضه الاعتراف بهزيمته في نوفمبر 2010، البلاد إلى أخطر أزماتها بعد أن كانت تأمل إنهاء عقد من التقلبات الخطيرة، وانتهت الأزمة بعد حرب استغرقت أسبوعين. واعتقل غباغبو في 11 أبريل (نيسان) الماضي، ثم اقتيد إلى كورهوغو (شمال ساحل العاج)، ومن هناك نقل في 30 نوفمبر الماضي إلى لاهاي. وتلاحقه محكمة الجزاء الدولية بتهمة «المشاركة مباشرة» في جرائم ضد الإنسانية ارتكبتها قواته خلال الأزمة الانتخابية.