خبراء: الظواهري محكوم بالموت سواء كان متنقلا أو مختبئا

TT

يرى خبراء أن زعيم تنظيم القاعدة الحالي أيمن الظواهري بحكم الميت سواء كان متنقلا أو مختبئا، على الأرجح في باكستان، لأنه قد يصاب في أي لحظة بصاروخ تطلقه طائرة أميركية دون طيار. فالولايات المتحدة تطارده بلا هوادة لأنها تعلم أن تصفية الظواهري الذي شارك في تأسيس «القاعدة» ستوجه ضربة قاضية على الأرجح للقيادة المركزية لهذا التنظيم الجهادي. وقال الطبيب النفساني مارك سيغمن العميل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) في باكستان ومؤلف كتاب «الجهاد دون زعيم»: «تصوروا ما يعيشه من كرب»، مضيفا: «إنه قد يصاب بصاروخ في أي مكان، في النهار أو الليل، في أي وقت». وتابع: «فإن بقي فترة طويلة في المكان نفسه فإنه يخاطر بإمكانية رصده. لكنه إن تحرك فإن الأمر أسوأ لأنه يصبح أكثر عرضة. إنه موقف لا يطاق». فمع تتبع أثر الاتصال الوحيد الذي سمح له بزيارته، نجحت «سي آي إيه» في تحديد مكان أسامة بن لادن وتنفيذ الهجوم على المنزل الذي كان يقيم فيه في أبوت أباد، مما أتاح للقوات الأميركية الخاصة بتصفيته في مايو (أيار) الماضي في باكستان. وهي سابقة باتت هاجسا يقضّ مضجع أيمن الظواهري كما يرى توماس هيغهامر مدير الدراسات حول الإرهاب في المعهد النرويجي للأبحاث حول الدفاع. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية أثناء مؤتمر حول «(القاعدة) بعد بن لادن» في واشنطن: «إن بن لادن كان حذرا جدا لكن كان عليه أن يبقى على حد أدنى من الاتصال مع التنظيم. وذلك كلفه حياته». وأضاف: «أعتقد أن الظواهري يفعل الشيء نفسه مع مزيد من تدابير الحيطة. فعليه أن يكون أكثر انتباها في اتصالاته. لكن لا بد من التحدث إلى أحد ليحتفظ بسطوة. وفي كل مرة يقوم بذلك يجازف بحياته. فأمامه الخيار: إما المجازفة بحياته وإما الاختفاء». وتابع: «إنه يعلم أن الـ(سي آي إيه) تبذل كل الجهود للامساك به، فهو محكوم عليه. وسيتغلبون عليه غدا أو بعد شهرين أو سنتين، لكنهم سيتغلبون عليه في النهاية».

ويبدو أن حملة الهجمات التي تقوم بها طائرات دون طيار تابعة للـ«سي آي إيه» على أهداف جهادية في باكستان فعالة بحيث التشكيك فيها غير وارد، وإن لم تتبنَّها الحكومة الأميركية أو تعترف بها رسميا. وفي الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين واشنطن وإسلام أباد تدهورا كبيرا من المرجح أن تحاول الولايات المتحدة تصفية الظواهري بواسطة هجوم بطائرة دون طيار بدلا من هجوم مماثل للهجوم الذي أدى إلى مقتل بن لادن. وقال دوغلاس لوت كبير مستشاري الرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون أفغانستان وباكستان هذا الصيف: «علينا أن نسعى للقيام بالضربة القاضية». وأضاف: «لن ألمس أي برنامج يهدف إلى توجيه ضربة قاضية للعدو. ليس واردا تغيير التوجه خلال الأشهر الستة المقبلة عندما تكون لدينا فرصة وحيدة» لضرب رأس ما تبقى من قيادة «القاعدة».

ويرى براين فيشمن الخبير في مؤسسة «نيو أميركا» ومركز «ويست بوينت» لمحاربة الإرهاب أنه لا شك «أن الظواهري سيُقتل. لا أعلم متى لكنه سيُقتل. لم أكن أعتقد أن بن لادن سيصمد لفترة طويلة». وتابع: «لكن لو كنتم مكان الظواهري لعلمتم ما يحدث: تمضون كل وقتكم وطاقتكم للبقاء على قيد الحياة. للبقاء من أجل التحدث على الإنترنت مرة أخرى. لا تعلمون بمن تثقون، ترون خونة أينما كان. لقد هزمناه. فباستثناء خطبه على المواقع الجهادية فهو غير قادر على المشاركة في أي مؤامرة. لأن ذلك سيكون قاضيا بالنسبة له».