اليمن: مقتل 6 من «القاعدة» بينهم سعودي في زنجبار.. وفرار 15 سجينا في عدن

بن عمر يلتقي الرئيس.. وعضو في المجلس الوطني: متفائلون حيال فرص النجاح

أحد المحتجين في خيمته التي نصبها لهذا الغرض بالقرب من ساحة التغيير في العاصمة صنعاء (أ.ب)
TT

مع بدء وزراء حكومة الوفاق الوطني اليمنية أمس مزاولة أعمالهم في مكاتبها، أظهرت مؤشرات اقتصادية تحسنا إيجابيا ملحوظا، فيما قتل الجيش أمس ستة أشخاص من تنظيم القاعدة بينهم سعودي في مدينة زنجبار جنوب البلاد، وأعلن في عدن عن فرار 15 سجينا منهم أعضاء بـ«القاعدة» من سجن المنصورة. والتقى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أمس المبعوث الدولي الخاص باليمن جمال بن عمر، ودعا صالح المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى «مواصلة دعم اليمن لما من شأنه تخفيف انعكاسات الأزمة السياسية على حياة المواطن وعلى الاقتصاد الوطني وما خلفته من مآس وآلام وجراح في نفوس الجميع» وقال: «إن الوطن يتسع للجميع دون استثناء للمشاركة في مواصلة بناء الوطن وتنميته والحفاظ على ما تحقق له من منجزات ومكاسب» فيما صرح عضو المجلس الوطني الشيخ علوي الباشا لـ«الشرق الأوسط» بأنه «يشعر بالتفاؤل إزاء نجاح حكومة الوفاق مع وجود مع وجود عدم رضا لدى بعض الأطراف» وأضاف الشيخ الباشا «أتوقع أن تحدث حكومة باسندوة انفراجة في الأوضاع في البلاد» وأكد أن من أهم مهام الحكومة «إعادة سلطة الدولة إلى المناطق التي خرجت على سلطة الحكومة السابقة والتي تمثل 80% من المحافظات».

إلى ذلك زار المبعوث الأممي بن عمر ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء، بعد زيارة ميدانية لمدينة تعز، وعدن، التقى فيها بشباب الثورة، وأكد بن عمر مجددا للشباب أن الأمم المتحدة لن تعطي حصانة لمن شارك في أعمال العنف في اليمن، وقال: «لا حصانة لأي منتهك لحقوق الإنسان ولا مساومة تسمح لأي قاتل النجاة من العقاب»، ووعد بن عمر بأن «صوت الشباب المحتجين سيكون مسموعا لدى مجلس الأمن لأنكم عامل رئيسي فيما يحدث باليمن». ومن المتوقع أن يزور بن عمر محافظة صعدة شمال اليمن غدا بحسب مصادر مطلعة.

وفي موضوع آخر قالت مصادر محلية في زنجبار محافظة أبين الجنوبية، إن الجيش قتل مساء أول من أمس ستة من تنظيم القاعدة في قصف مدفعي لمواقعهم بينهم السعودي «أبو الليث». وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط: «إن الجيش قصف مواقع للقاعدة في منطقة باشحارة ووادي حسان، قتل فيها أعضاء من تنظيم القاعدة بينهم السعودي أبو اليلث وشخص أفريقي».

وأشار المصدر إلى أن «الجيش يستعد لهجوم كبير على مواقع القاعدة في زنجبار، خلال الأيام القادمة، بعد تزايد هجمات عناصرهم على وحدات الجيش هناك». وكشف المصدر عن «مقتل جندي وإصابة 35 آخرين في هجوم للقاعدة الأسبوع الماضي على موقع كتيبة عسكرية، في جولة حسان وينتمي الجنود إلى اللواء 201، وقد أصيب قائدهم في الهجوم بإصابات خطيرة وتم نقله إلى صابر». إلى ذلك فر 15 سجينا، بينهم عناصر من «القاعدة» من سجن المنصورة بمدينة عدن صباح أمس، وقال مصدر أمني لـ«الشرق الوسط»: «إن الفارين تمكنوا من الهرب عبر حفر نفق من تحت السجن، بطول 7 أمتار، وينتهي إلى جوار محطة وقود، ثم لاذوا بالفرار».

وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته: «إن الفارين عليهم أحكام في قضايا قتل، وسرقة، وتشكيل عصابات مسلحة، إضافة إلى عناصر من القاعدة لم يعرف هويتهم مشيرا إلى أن السلطات سارعت في إغلاق مداخل المدينة، فيما انتشر الجنود على الشوارع لملاحقة الفارين».

وفي السياق ذاته كشف مصدر أمني بمحافظة عدن لموقع «مأرب برس» المقرب من المعارضة أسماء بعض السجناء الـ16 الذين فروا من سجن المنصورة المركزي، فجر الاثنين. وقال المصدر الأمني بأن السجناء الفارين هم: غودل محمد صالح (متهم بالهجوم على مبنى الأمن السياسي بعدن قبل نحو عام)، رائد عبد الله صالح، وعلي عبد الله صالح (متهمان بتفجيرات نادي الوحدة قبل تنظيم بطولة خليجي 20) وهما متهمان بالإنتماء إلى القاعدة، بسام السيد (متهم بأعمال تقطعات وقتل بالحبيلين)، إبراهيم وحيد (متهم بقتل ضابط مخابرات بمحافظة لحج)، محضار الشعيبي (متهم بقضية جنائية). إضافة إلى آخرين متهمين بقضايا جنائية. وعلى الصعيد السياسي باشر الوزراء أمس أعمالهم، فيما أصدر وزراء محسوبون على المعارضة قرارات بإعادة الموظفين الذين أوقفوا سابقا على خلفية انضمامهم للثورة الشعبية، فقد أكد وزير النقل الدكتور واعد باذيب حرص الحكومة الجديدة على إعادة الموظفين الذين تم إقصاؤهم لمواقفهم وانتماءاتهم السياسية، فيما أصدر وزير الإعلام علي العمراني توجيها بإعادة الإعلاميين في قطاع قناة اليمن الفضائية مع رئيس القطاع حسين باسليم، وإلغاء أي قرارات سابقة بحق من انضم للثورة اليمنية، كما وجه العمراني برفع الحجب عن مواقع إخبارية تم حجبها من قبل الوزارة السابقة، وقال باسليم في أول تصريح له عقب مزاولته لعمله أمس: «إن وزير الإعلام وجه بعودة 45 إعلاميا ممن أوقفهم الوزير السابق حسن اللوزي، وسيتم تغيير السياسة الإعلامية السابقة بسياسة جديدة تواكب المرحلة السياسية التي ستديرها حكومة الوفاق الوطنية». مضيفا لـ«الشرق الأوسط»: «إن القناة حاليا بحاجة إلى إعادة تأهيل في كثير من الجوانب أهمها الجانب الفني والإداري والمالي، وسوف تركز القناة من الآن على المهنية والجودة الإعلامية، لتكون معبرة عن الشعب لا مرتبطة بحزب أو شخص».

وتحسنت المؤشرات الاقتصادية تدريجا، بعد أكثر من عشرة أشهر من التدهور في كل المجالات، حيث ارتفع سعر الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية بنسبة 3 في المائة، بعد يومين من ممارسة الحكومة مهامها. ووصل سعر الدولار أمس إلى 229 ريالا، بعدما كان سعره السبت 238 ريالا. وارجع خبير اقتصادي ذلك إلى استقرار الحالة السياسية والأمنية مما لعب دورا في إنعاش الريال اليمني، وقال مصطفى نصر رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، لـ«الشرق الأوسط»: «إن حالة الشعور بالاستقرار السياسي والأمني دفعت باتجاه انخفاض الدولار مقابل الريال، مع الأخذ في الاعتبار أن السعر الرسمي للدولار، لم يصل إلى 240 ريالا، كما هو في السوق السوداء، فهو محدد رسميا بـ219 ريالا فقط»، وأضاف نصر: «أعتقد أن مهمة البنك المركزي في هذا الوقت مهم بشكل كبير، من أجل العمل على الحفاظ على استقرار السوق خلال الأيام القادمة، لأنه سيحدث طلب على الدولار، لاستيراد البضائع، وإعادة النشاط الاقتصادي إلى طبيعته».

في سياق آخر نفى مصدر أمني في مكتب وزير الداخلية اللواء الدكتور عبد القادر قحطان صحة الأنباء عن منعه من مزاولة عمله في مكتب الوزارة القريب من منطقة الحصبة التي وقعت فيها اشتباكات بين مسلحي الزعيم القبلي صادق الأحمر والحرس الجمهوري، وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»: «إن الوزير يمارس عمله بشكل طبيعي ولم يعترضه شيء»، وأشار المصدر إلى أن «الوزير حضر أمس حفل استقبال له، وتم فيه تكريم الوزير الأسبق اللواء الركن مطهر المصري». وقد شدد الوزير الجديد المحسوب على المعارضة على «ضرورة التزام جميع منتسبي الأجهزة الأمنية بحماية حقوق المواطنين المكفولة بالشرائع السماوية والدستور والقانون الوطني والتفاني والإخلاص في تنفيذ المهام والواجبات الأمنية بروح المسؤولية الوطنية».