المصريون يبدأون غدا الفصل الثاني من برلمان الثورة

المجلس العسكري: نحترم نتائج الانتخابات.. ودار الإفتاء تؤكد جواز التعددية السياسية

TT

تبدأ غدا الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية المصرية، والتي تمهد لنقل السلطة إلى نظام مدني، حيث سيقترع المصريون في 9 محافظات على رأسها الجيزة والسويس وأسوان، بعد الجولة الأولى التي شهدت تفوق الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية بقيادة جماعة الإخوان المسلمين.

وعقد المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة اجتماعا موسعا أمس لمناقشة إجراءات تأمين الانتخابات، تناول كيفية التغلب على السلبيات التي ظهرت خلال المرحلة الأولى. وأصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة بيانا أكد فيه أن نجاح الإجراءات المتخذة لتأمين عملية الانتخابات في المرحلة الأولى جاء بسبب وعي وتعاون الشعب، مجددا التزامه الكامل بنزاهة وشفافية الانتخابات واحترام نتائجها التي تعكس إرادة الشعب المصري.

وشدد المجلس على أهمية تمكين نواب الشعب من ممارسة كافة مهامهم في التشريع والرقابة، مؤكدا أن دور المجلس الاستشاري، الذي تم تشكيله من يومين من عدة خبراء وسياسيين، يقتصر على تحقيق التواصل بين المجلس الأعلى والقوى والتيارات السياسية والوطنية، وأن هذا الدور سينتهي بانتخاب رئيس الجمهورية.

وشدد البيان على الالتزام باقتصار مهمة المجلس الاستشاري على ذلك، وبشكل توافقي بين الجميع وألا يعد بديلا عن مجلس الشعب أو أي مجالس أخرى منتخبة وسينتهي دوره بانتخاب رئيس الجمهورية. وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد قرر تشكيل مجلس استشاري، يضم 30 عضوا وبرئاسة الدكتور منصور حسن، لمعاونة المجلس العسكري خلال إدارته لشؤون البلاد، فيما أعلن حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، سحب ممثليه في المجلس، واعتباره غير شرعي.

إلى ذلك، تستمر في مصر الاستعدادات لإجراء المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية، وتبدأ اليوم فترة الصمت الانتخابي وهي الفترة التي لا تجوز فيها الدعاية للمرشحين، وقد توعدت اللجنة القضائية العليا للانتخابات كل من ينتهك القانون بعقوبات مغلظة.

وتسعى الأحزاب الليبرالية واليسارية في مصر إلى تعزيز موقفها داخل الخريطة السياسية للبرلمان المقبل من خلال محاولة الحصول على عدد من المقاعد في مواجهة التيار الإسلامي الذي يتوقع مراقبون سيطرته على المرحلة الثانية كذلك. تقول مارغريت عازر سكرتير عام حزب الوفد الليبرالي: «بعد نتائج المرحلة الأولى راجع الحزب حساباته واستعد جيدا وبطرق جديدة للمرحلة الثانية وقام بدعم مرشحيه ونزل إلى الشارع عن طريق عمل مؤتمرات انتخابية وجماهيرية وتنظيم المسيرات وتوضيح أفكار الحزب للمواطن البسيط وفض الالتباس حولها»، متوقعة أن تحصل التيارات الليبرالية في مصر على نسبة مقاعد أكبر من تلك التي حصلت عليها في المرحلة الأولى.

من جانبها، أكدت الأمانة العامة للفتوى بدار الإفتاء المصرية أن التصويت في الانتخابات أمانة، وأفتت أيضا بجواز التعددية السياسية، وأشارت إلى أن الشريعة الإسلامية لم تأمر بنظام سياسي محدد، بل تعددت الأنظمة التي أقرها فقهاء الأمة على مر العصور حيث ترك الشرع الباب مفتوحا أمام اجتهادات تناسب العصور والأماكن المختلفة، منوهة لضرورة الالتزام بأدب الخلاف. وتسابق محافظات المرحلة الثانية الزمن لتجهيز اللجان الانتخابية واستكمال الاستعدادات ليوم غد، ففي الإسماعيلية، التي رفضت فيها محكمة القضاء الإداري أمس طلب وقف الانتخابات، أعلن اللواء أبو الفتوح ورداني، مدير أمن الإسماعيلية، انتهاء كافة الاستعدادات لإجراء العملية الانتخابية بالمحافظة، وأنه تم تجهيز 199 مركزا انتخابيا يستقبلون الناخبين غدا للإدلاء بأصواتهم، مشيرا إلى حصر المديرية لكافة السلبيات والمخالفات التي وقعت في المرحلة الأولى للعمل على تلافيها، والتي كان أبرزها تأخر وصول بعض مستلزمات العملية الانتخابية.

وأكد مدير الأمن على عدم التدخل نهائيا من الشرطة في مسيرة العملية الانتخابية وحظر التواجد داخل المقار الانتخابية لأي سبب إلا بموجب استدعاء مباشر من المستشار رئيس اللجنة، كذلك الحيادية التامة أثناء عملية الاقتراع تجاه كافة الاتجاهات والانتماءات السياسية.

وفي أسوان منح الدكتور مصطفى السيد محافظ أسوان، إجازة للمدارس التي ستجرى بها الانتخابات وعددها 184 مدرسة، يوما إضافيا لإعطاء الفرصة أمام إعداد اللجان الانتخابية المتواجدة داخل هذه المدارس والتجهيزات، وأشار المحافظ إلى إعداد حملة توعية بأهمية المشاركة الإيجابية في الانتخابات.