طلاب إيرانيون شاركوا في الهجوم على السفارة البريطانية: هدفنا كان محاكاة عملية «اعتقال وهمي» للسفير

لم يبدوا أسفا لاقتحام المبنى واتهموا «عملاء بريطانيين» بإلحاق الضرر لتشويه صورة إيران

طالبان إيرانيان متورطان بالهجوم على السفارة البريطانية في طهران خلال مؤتمر صحافي عقد في طهران أمس للتأكيد على أن الحادث كان عفويا وليس مبيتا (رويترز)
TT

سعت السلطات الإيرانية مجددا، أمس، إلى الناي عن حادث الهجوم على السفارة البريطانية في طهران، الشهر الماضي. وبعد انتقادات متفرقة من قبل مسؤولين إيرانيين لحادث الاقتحام، وإعلان رجل دين إيراني بارز عن أن الهجوم تم دون علم المرشد الأعلى في إيران، آية الله علي خامنئي، عقد ثلاثة «طلاب» إيرانيون متورطون في الهجوم، مؤتمرا صحافيا في طهران أمس لتوضيح موقفهم، مؤكدين أن الحادث لم يكن هجوما مدبرا، وإنما كان نتيجة انفجار الغضب من تدخل لندن في الشؤون الإيرانية.

وعلى الرغم من سعي طهران إلى التأكيد على أن الحادث عفوي ولم يكن مخططا له، أكدت مصادر مطلعة متفرقة بأن خامنئي كان على علم بالحادث، وأن المخطط الأولي كان احتلال السفارة لأيام عدة، في تكرار لسيناريو الهجوم على السفارة الأميركية عام 1979، لدى اندلاع الثورة الإسلامية، واحتجاز رهائن أميركيين مدة 444 يوما. بينما أكدت مصادر ثانية أن قائد فيلق القدس، الجنرال قاسم سليماني، كان قد خطط شخصيا للهجوم، غير أنه تم التراجع عن الخطة بعد ساعات من التنفيذ مع موجة الغضب العالمي والخشية من التعرض لضربة عسكرية.

وقال ثلاثة رجال كانوا يبدون في العشرينات من العمر خلال المؤتمر الصحافي إنهم كانوا بين مهاجمي مجمعي السفارة البريطانية في طهران يوم 29 نوفمبر (تشرين الثاني)، لكنهم لم يعبروا عن أي أسف بشأن أعمالهم التي زادت من عزلة إيران الدولية.

وقال مصطفى مستجيران، وهو أحد ممثلي ما يطلق عليه اسم «مجلس حصار وكر الجاسوسية البريطاني»، إن الهدف كان الاحتجاج أمام البعثة البريطانية ومحاكاة عملية «اعتقال وهمي» للسفير. وأضاف: «لم يكن هناك تخطيط مسبق لدخول السفارة. لكن الغضب الذي شعر به الناس نحو بريطانيا أدى إلى فقدان السيطرة ونتج عنه دخول السفارة».

ووقع الحادث بعد أن أعلنت لندن فرض عقوبات جديدة تهدف إلى إجبار طهران على وقف أنشطتها النووية، وما زال الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يبحثان فرض مزيد من العقوبات التي يمكن أن تضر صادرات النفط الإيرانية الحيوية. وقال شهود إن مباني السفارة البريطانية تضررت في الهجوم، وجرى تمزيق لوحات فنية نفيسة وتحطيم متعلقات شخصية وإشعال النار في مكاتب. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن الاقتحام نفذته ميليشيا الباسيج، وهي قوة من المتطوعين تتبع الحرس الثوري الإيراني.

ولم يؤكد الرجال الثلاثة أو ينفوا خلال المؤتمر الصحافي كونهم أعضاء في الميليشيا، وقال أحدهم ويدعى محمد جواد نكراويش: «لا تشيروا إلينا على أننا من الباسيج اليوم.. ما حدث كان مجرد صفعة من طلبة ثوريين»، واتهم «عملاء بريطانيين» بإلحاق بعض الضرر لتشويه صورة إيران.