المالكي: لا عذر لإيران الآن بعد انسحاب القوات الأميركية

بدا أكثر قلقا من التدخل التركي

TT

قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال» نشرت أمس قبل مقابلته للرئيس الأميركي باراك أوباما، إنه سيواجه في حزم أي تدخل إيراني في شؤون العراق بعد انسحاب القوات الأميركية. وقال: «إذا كان عذر إيران هو أن وجود قوات أميركية في العراق يهددها، فالآن انتهى هذا العذر».

ونقلت الصحيفة على لسان مسؤول عراقي أن المالكي ما كان سيفوز برئاسة الوزارة مرة أخرى لولا أنه التزم لإيران بإخراج القوات الأميركية.

وقال المالكي إنه يتوقع تحسنا في العلاقات مع إيران بعد ترحيل منظمة «مجاهدين خلق» الإيرانية المعارضة الموجودة في العراق، والتي كانت تتعاون مع الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين ضد إيران. وأضاف أنه بعد أن يحدث هذا، «لن يكون لإيران عذر للتدخل في شؤون العراق».

وقال المالكي إنه مستعد لمواجهة أي ميليشيات شيعية تدعمها إيران. وأشار إلى أنه فعل ذلك سنة 2008، خلال عملية «صولة الفرسان» التي دعمتها القوات الأميركية في العراق.

ونقلت الصحيفة على لسان مسؤولين أميركيين أن المالكي ظل، لسنوات، يناور كلا من إيران والولايات المتحدة بهدف تقوية مكانته داخل العراق، وأنه، في السنة الماضية، تعاون مع جماعة مقتدى الصدر الشيعية للوصول إلى رئاسة الوزارة، ثم تعاون مع الأكراد والسنة لتشكيل حكومته في صفقة أيدتها الولايات المتحدة.

وأضاف المسؤولون أنهم يعتقدون أن المالكي عنده نزعة سلطوية، وأشاروا إلى قمعه لجماعة اتهمت بمحاولة السيطرة على الحكم في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وفي المقابلة، قال المالكي إنه الآن أكثر قلقا من تدخل تركي في العراق وفي الدول المجاورة. وعن سوريا، قال إن مصلحة العراق تقتضي عدم التدخل في شؤونها. وقال إن قرار الجامعة العربية بمقاطعة سوريا سوف يؤذي الشعب السوري أكثر من الحكام، وذلك حسب تجارب سنوات مقاطعة العراق، قبل إسقاط نظام الرئيس صدام حسين.

ونفى المالكي أن يكون موقفه من سوريا معناه تأييد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال: «نحن مع السوريين بكل قلوبنا». وكشف عن أنه أرسل مبعوثا إلى الأسد الشهر الماضي ليحثه على إجراء «إصلاحات حقيقية وعميقة»، وأن الأسد قال للمبعوث إنه مستعد لذلك. وقال المالكي إن الجانبين اتفقا على أن غزو العراق، والكوارث التي سببها، ربما ما كانت لتحدث إذا كان صدام حسين أجرى إصلاحات ديمقراطية حقيقية.