إسرائيل توسع مستوطنة «أفرات» وتفتح معبرا في القدس يعزل 50 ألفا من أهلها

قبل يومين من لقاءات منفصلة تعقدها «الرباعية»

TT

أدانت السلطة الفلسطينية، أمس، قرار إسرائيل بناء وحدات استيطانية جديدة في مستوطنة أفرات القريبة من بيت لحم، معتبرة أنها أبلغ رد على جهود الرباعية الدولية، استئناف المفاوضات.

وقبل يومين من اجتماعات منفصلة في القدس، تعقدها الرباعية مع الفلسطينيين والإسرائيليين، نشرت وزارة الإسكان الإسرائيلية، عطاءات لبناء حي استيطاني جديد يضم 40 وحدة استيطانية في «غفعات هاداغان» بالقرب من مستوطنة «أفرات» في مكان يصل إلى حدود مدينة بيت لحم.

وأوضحت حركة «السلام الآن» الإسرائيلية، أن «المناقصة الجديدة ستتيح للمستوطنين، البناء قانونيا في الحي الذي كانوا وضعوا فيه 40 منزلا متنقلا من دون ترخيص في بداية عام 2000، وأن يتم الإعلان عنه رسميا حيا استيطانيا جديدا». وأضافت أن «بناء الـ40 وحدة استيطانية هو جزء من مخطط أكبر يهدف لبناء 500 وحدة استيطانية، بانتظار الحصول على مصادقة وزارة الدفاع من أجل التسويق والبناء».

ووصف صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، القرار الأخير، الذي قالت مصادر إن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك صادق عليه، بمثابة «رسالة الحكومة الإسرائيلية إلى اللجنة الرباعية التي ستجتمع الأربعاء في القدس». واتهم إسرائيل بتعمد إعلان بناء وحدات استيطانية قبل الاجتماع مع اللجنة الرباعية، قائلا «أصبح ذلك نهجا»، كما اعتبر أن المخطط الجديد يصب ضمن مخطط أوسع لخنق مدينة القدس وفصلها عن محيطها، وخصوصا أن إسرائيل تتخذ إجراءات مماثلة على الأرض في المدينة المقدسة.

وكان عريقات يشير إلى افتتاح السلطات الإسرائيلية لمعبر شعفاط العسكري قرب مدخل مخيم شعفاط وسط القدس المحتلة، في خطوة من شأنها عزل ما يقارب 60 ألف فلسطيني من سكان مخيم شعفاط، وضواحي رأس شحادة، ورأس خميس، والسلام، وجزء في بلدة عناتا، عن بقية القدس، ويحتم عليهم المرور وفق إجراءات معقدة عبر المعبر للقدس.

ويخشى هؤلاء أن تكون هذه الخطوة مقدمة لسحب هوياتهم وحق الإقامة في المدينة المقدسة.

وفي سياق متصل، هاجم مستوطنون متطرفون أمس، قرية عصيرة القبلية جنوب نابلس بالضفة الغربية، وألحقوا أضرارا بممتلكات المواطنين، في ثاني هجوم على القرية خلال أسبوع.

وكان المستوطنون استأنفوا الأسبوع الماضي، شن هجمات على دور عبادة ومنازل وتجمعات فلسطينيين، بعد هدوء نسبي لم يدم طويلا. ويواصل هؤلاء شن هجماتهم، على الرغم من تشكيل الفلسطينيين لجان شعبية لحراسة القرى النائية التي طالما تعرضت لهجمات متكررة، بعدما رفضت السلطات الإسرائيلية التدخل بشكل مباشر وحماية الأهالي هناك من هجمات المستوطنين، في وقت وقفت فيه السلطة عاجزة عن تقديم الحماية لهم، بسبب منعها من دخول المناطق المصنفة «ج»، وفق اتفاق أوسلو الذي ينص على أن السيطرة الأمنية فيها تبقى لإسرائيل. واضطر الفلسطينيون أمام ذلك للدفاع عن أنفسهم بأيديهم، غير أن هذه اللجان لم تستطع تغطية كل المناطق المعرضة لهجوم مماثل.