مصادر رسمية يمنية لـ «الشرق الأوسط»: برنامج عمل الحكومة سيقدم لمجلس النواب الأسبوع المقبل

وزير الداخلية يوجه بالإفراج عن 1400 معتقل من شباب الثورة

يمنيون معارضون يرددون شعارات مطالبة برحيل النظام اليمني كاملا في صنعاء أمس (رويترز)
TT

كرت مصادر يمنية متطابقة أن الحكومة اليمنية ناقشت في اجتماعها الثاني الذي عقد أمس في العاصمة صنعاء برنامج العمل الذي من المقرر أن يقدم إلى مجلس النواب خلال الأسبوع المقبل لإقراره بشكل نهائي. وأشادت الحكومة في اجتماعها أمس بدعم المملكة العربية السعودية لليمن، فيما وجه وزير الداخلية اليمني بالإفراج عن المعتقلين من شباب الثورة السلمية. وفيما يخص برنامج عمل الحكومة المزمع تقديمه لمجلس النواب، قال علي العمراني وزير الإعلام اليمني في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «الأصل أن يكون برنامج عمل الحكومة جاهزا للعرض على مجلس النواب خلال عشرة أيام من تشكيلها، ثم يناقش في مجلس النواب في خمسة أيام أخرى، وقد طُلب إلى الوزارات تقديم إسهاماتها في برنامج عمل الحكومة في موعد لا يتجاوز الخميس القادم»، في حين قالت حورية مشهور وزيرة حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن «الخطوط العريضة في هذا البرنامج تدور حول قضايا الأمن والاستقرار، ومعالجة الانتهاكات المتعلقة بحقوق الإنسان، وتداعياتها وآثارها، وقضايا المعتقلين السياسيين والمختطفين، بالإضافة إلى الاحتياجات الأساسية للمواطنين، وخاصة ما يتعلق بالوقود» وتوقعت مشهور أن يستغرق إنجاز البرنامج ما بين أسبوع إلى عشرة أيام، ليكون جاهزا للعرض على مجلس النواب». وكانت الحكومة أقرت، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، الاتجاهات الرئيسية لبرنامج عملها وصياغة رؤية تنموية متكاملة محددة الملامح خلال السنتين المقبلتين، والعمل على تحقيق التوافق السياسي للقوى الوطنية وتشكيل لجنة دستورية لإعداد التعديلات اللازمة على دستور الجمهورية اليمنية وفق رؤية طموحة لبناء يمن جديد، وإعادة تصحيح مسار التنمية ومكافحة الفساد بكافة أشكاله. وأكدت الحكومة على توجهها لوضع خطة لإعادة إعمار المباني والمنشآت والطرقات العامة والخاصة المتضررة من الأزمة، وتنفيذ برنامج وطني لرعاية أسر الشهداء وجرحى وضحايا تداعيات الأزمة السياسية».

إلى ذلك، أشادت الحكومة اليمنية في اجتماعها الأسبوعي أمس برئاسة محمد سالم باسندوه بقرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة بدعم اليمن في مجال المشتقات النفطية للمساعدة على تجاوز الأزمة في هذا الجانب، وأكد مجلس الوزراء على أن «هذه المساعدة الكريمة والموقف الأخوي الصادق ليس بغريب على قيادة وشعب المملكة العربية السعودية الشقيقة الحريصة في كل الظروف والأحوال على دعم أمن واستقرار ووحدة اليمن، وهو ما يعكس متانة العلاقات الأخوية المتجذرة والأزلية بين البلدين والشعبين الشقيقين».

وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل قد أعلن دعم المملكة لليمن «في كل ما من شأنه أن يؤدي إلى تكريس وحفظ أمنه واستقراره، خاصة من المشتقات النفطية». وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) في وقت متأخر الليلة الماضية أن الفيصل أجرى اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوه نقل خلاله توجيهات خادم الحرمين الشريفين بتقديم كل احتياجات اليمن الملحة وفي مقدمتها المشتقات النفطية. وأضافت الوكالة أن الفيصل «أجرى اتصالا هاتفيا بنائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي نقل خلاله تهاني الملك عبد الله بن عبد العزيز وحكومة وشعب السعودية بتشكيل حكومة الوفاق الوطني في اليمن واللجنة العسكرية وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية». من جانبه، رأى نائب الرئيس اليمني أن المساعدات السعودية تعكس مكانة ومتانة العلاقات بين البلدين.

وفي السياق ذاته أمر وزير الداخلية اليمني أمس (الثلاثاء) بالإفراج عن جميع المعتقلين الذين احتجزوا فيما يتصل بالاحتجاجات المستمرة منذ قرابة 11 شهرا في صنعاء للمطالبة بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح. وقال نشطاء إن القرار يمكن أن يشمل 1400 شخص اعتقلوا في العاصمة منذ تفجر الاحتجاجات في فبراير (شباط). وقال الناشط الحقوقي مانع المطيري لـ«رويترز» إنه غير متأكد من إطلاق سراح الجميع، مضيفا أن أغلب المعتقلين فيما يتصل بالاحتجاجات كانوا في صنعاء.