السفير المصري لدى بريطانيا: مرور الانتخابات المصرية بسلام سيكون فاتحة خير على المنطقة

حاتم سيف النصر: وفرنا عدة خدمات لتصويت المصريين في بريطانيا

السفير حاتم سيف النصر
TT

قال السفير المصري لدى المملكة المتحدة، حاتم سيف النصر، إن هناك حرصا، في هذه المرحلة، على التعرف على ما يحدث في مصر, وإن القاسم المشترك من طرف السياسيين خارج مصر والمتابعين في مراكز الدراسات, هو التأكيد على أنها مرحلة محورية، وحرصهم على أن تمر بسلام، لأن «مرور الانتخابات المصرية بسلام سيكون فاتحة خير على المنطقة، وستصبح نموذجا طيبا لفتح باب الحرية والديمقراطية», وأضاف في تصريحه لـ«الشرق الأوسط» من لندن: «وإننا نقول بضرورة أن تراهنوا على نجاح الفكرة، لا تنتظروا حتى تصلح الأمور، فيمكن أن تكونوا عنصرا داعما لهذا التغيير, ورأينا تونس طريقها كان واضحا وسعدنا جدا بالعملية التأسيسية، وإن شاء الله في مصر سيكون رئيس مدني منتخب».

وحول موقف المجلس العسكري المحتمل من نتائج الانتخابات، وهل سينسحب من الساحة إن طلب المصريون ذلك، قال السفير: «يوم 13 فبراير (شباط) الماضي استضافني برنامج (صباح اندرومارشو) على الـ«بي بي سي», وسألوني السؤال نفسه وأجبت بأني واثق من أن الجيش يتولى مهمة في غاية النبل، وهي الانتقال من الثورة في وقت كان نظام الحكم يهوي، إلى بر الأمان, وأعلنوها من أول يوم أنه سيتم تسليم السلطة إلى سلطة مدنية منتخبة ديمقراطيا, وأرى الخطوات تسير مثلما هي مع تأخير بضعة شهور.. وفي أول يوليو (تموز) المقبل سيكون أداء اليمين.. وهو الخط الفاصل، ولا شك، لأنه السيناريو الذي يريده الجميع وهو الذي سيفتح الطريق للمستقبل». وحول إمكانية تأثر علاقات مصر الخارجية بعد الصعود المحتمل لحكومة إسلامية، قال السفير: «نحن نعطي اهتماما بالغا لسياساتنا الخارجية, وهذا سيستمر بصرف النظر عن الأغلبية في البرلمان, وصيغة السياسة الخارجية لا تنبع من جهاز واحد، وهي نتاج توافق بين السلطات المختلفة, وستكون استمرارية إلى المرتكزات التي تقوم عليها الأسس والدعائم والملفات الهامة.. وبعد الثورة صوت الشعب له تأثير على صانع القرار الذي سيعطيه اهتماما كبيرا».

وعن سير الانتخابات المصرية وتقييمه لها، قال السفير إنه من خلال متابعته الشخصية ومن الملاحظات التي تابعها عبر وسائل الإعلام، مرت بسهولة ويسر، و«رغم التوقعات بأن تشوبها بعض الأحداث، فإنها كانت سهلة وتميزت بإقبال كبير من المواطنين، حيث تعدت نسبة المشاركين 60 في المائة، وهي بحكم كل المتابعين الذين شاهدوها نزيهة.. ولم تكن هناك مخالفات, وعلى الرغم من أنه من وقت لآخر حاول بعض المتنافسين خرق الصمت الانتخابي فإنها مرت حتى الآن في ظروف مثالية أدهشت البعض, والمصريون يعتبرونها فاتحة جديدة لمستقبل سياسي مختلف».

وعن الانتخابات خارج مصر قال سيف النصر إنها أول انتخابات للمصريين في الخارج، وتعتبر مهمة لتزايد عددهم في المهجر، خاصة في أوروبا وأستراليا، حيث يوجد جيل ثالث, واعتبر أنه من الضروري أن يتمتعوا بكل الحقوق. وأشار السفير إلى أنه على الرغم من أن الحق الانتخابي مضمون للمصريين دستوريا، فإنه كان هناك خلاف قانوني حول المسألة, وأضاف: «لكن مع مصر الثورة وتوجيه الاهتمام للمصري في الخارج، علمنا أنه مطلب رقم واحد وتم تنفيذه على الرغم من الصعوبات مفيد».

وشرح السفير أنه من أهم فوائد فتح باب الانتخاب في الخارج، خلق لحمة بين المواطنين عمليا, والذين كانوا يقصدون السفارة فقط لخدمات فردية, «الآن التحم بطاقم السفارة لهدف قومي أكبر من أي خدمة», وأضاف: «كان شعورا جميلا سمح بالتلاحم، وكان الباب مفتوحا كل يوم، ووفرنا عدة خدمات مثل الحواسب الآلية والخدمات الفنية، دون تدخل، من 28 نوفمبر (تشرين الثاني) وقبلها بيوم، وتستمر لمارس (آذار) لمجلس الشعب والشورى, الأعداد لا بأس بها، لكن في ضوء العجلة كنا نأمل أن تكون أعدادا أكبر، وإن شاء الله في الرئاسية نرى إقبالا أكبر، وهناك من ينتظرون الفرصة للمساهمة في رسم مستقبل مصر».

وحول الصعوبات التي واجهت السفارة في تنظيم الانتخابات، قال حاتم سيف النصر إن الصعوبات كانت لوجيستية، مثلا عملية فتح المظاريف والفرز، «تصورنا أنها ستستغرق مدة أقل، إلا أننا اضطررنا في الجولة الأولى إلى العمل من 9 صباحا إلى 3 من اليوم التالي، مواصلين الليل بالنهار، وبعثنا الأوراق في الوقت لكن تعلمنا منها درسا».

كما تحدث السفير لـ«الشرق الأوسط» عن تواصلهم مع الناخبين عبر مختلف الوسائل، لتعريفهم بكل التغييرات وتسهيل إيصال أصواتهم.