ناشطون لـ «الشرق الأوسط»: النظام يرهب الملتزمين بالإضراب ويجبرهم على فتح المحال

تحليق طائرات وقطع الكهرباء والإنترنت لفك الإضراب.. وسكان ريف دمشق يرشحون «شهداء» الثورة لانتخابات المجالس المحلية

صورة مأخوذة من شبكة أخبار الشام في سوريا تظهر ميليشيات موالية للحكومة في درعا (ا.ف.ب)
TT

قال ناشطون سوريون لـ«الشرق الأوسط» أمس إن النظام السوري يمارس حملة تخويف ضد السكان الملتزمين بالإضراب الذي دعت إليه المعارضة، في محاولة لحثهم على فتح محالهم.

وقال ناشط إن حي القابون في دمشق، شهد صباح أمس تجوالا لسيارات «(أوبل) خمرية اللون حاصرت الحي وطوقته برفقة سيارات عمومية في محيط الفرن وعند الساعة السابعة صباحا لوحظ تكثيف الدوريات، خاصة أمام مدارس الذكور لمنع خروج أي مظاهرة طلابية»، مؤكدين أن «الكثير من طلاب الحي استمروا في إضرابهم ولم يذهبوا للمدارس ولم يخرجوا حتى من منازلهم».

وأفاد حامد، أحد أعضاء «اللجان التنسيقية» لـ«الشرق الأوسط» عن «خروج سيارة من قيادة القوات الخاصة يوجد في داخلها ضابط برتبة عالية برفقة سيارة أمنية وشرطي مرور على دراجته يحاولون إجبار السكان عل فتح محالهم، ولكن أهالي الحي ما زالوا ملتزمين بإضراب الكرامة، عدا عدة محال تابعة لشبيحة النظام»، مضيفا: «عند الواحدة ظهرا شوهدت سيارات (بيجو) تابعة للاستخبارات عند محيط مسجد الغفران وترجل منها عناصر مدججون بالسلاح وانتشروا على أرصفة الطريق وهم يحاولون فتح محال السكان وهددوهم بإحراقها». وتابع يقول: «رغم الوجود الأمني بجانب المدارس قمعا لأي مظاهرة، فإن طلاب القابون خرجوا في مظاهرة طلابية، وقرر الأهالي مقاطعة الانتخابات للمجالس المحلية وعدم ترشيح أحد، وفضلوا ترشيح (شهداء) الثورة السورية. واستمر الوجود الأمني في الحي عند صلاتي المغرب والعشاء، وتحديدا بجانب المساجد تحسبا لأي مظاهرة، وعند الساعة العاشرة فور خروج بعض سيارات الأمن من الحي، انطلق أبطال القابون في مظاهرة غاضبة بسبب احتلال الجيش والأمن الأسدي للحي وتأييدا لإضراب الكرامة».

وأكد ناشط من منطقة زملكا في العاصمة دمشق، في اتصال مع «الشرق الأوسط» أنه «لم يتم افتتاح أي مركز لانتخابات المجالس المحلية في المنطقة، لأن النظام يعرف النتيجة سلفا، وإنما تم تعيين الأعضاء بالتزكية، وما زالت البلدة تخضع لحصار خانق من خلال الحواجز المنتشرة حولها وقطع التيار الكهربائي لفترات طويلة وقطع الاتصالات لليوم الثالث وقطع خدمة الإنترنت منذ أكثر من شهر، ونقص شديد بالغاز ومواد التدفئة». وأضاف: «رغم الحصار وقطع الكهرباء، فإن مظاهرة حاشدة خرجت بعد صلاة العشاء (أمس) من الجامع الكبير وجامع التوبة نصرة لأهالي دوما وحمص وجميع المدن السورية كما حيوا أبطال الجيش الحر».

ورفعوا شعارات منددة بموقف «الجامعة العربية»، حيث جاء في إحدى اللافتات: «الجامعة العربية لا نريد منكم شيء فحاجتنا عند الله.. حسبنا الله ونعم الوكيل»، وحيوا عناصر الجيش المنشقين، حيث جاء في لافتة رفعها الطلاب: «الجيش الحر بعد الله بيحمينا». كما خرجت مظاهرة حاشدة في عين ترما وانضم إليها أحرار بلدة حزة وتوجهوا إلى زملكا وتجمعت الحشود وهتفت للمدن المحاصرة وللجيش الحر.

أما في دوما بريف دمشق، فأكد جمال (اسم مستعار) لـ«الشرق الأوسط» أن «المدينة استيقظت على ما نامت عليه من إطلاق للرصاص وانفجارات وقطع للكهرباء والماء استمرت حتى ساعات الصباح، وانتشر الجيش ووزع حواجزه بكثافة عند المداخل وفي جميع الشوارع والأحياء، كما اعتلى القناصون الأبنية تحضيرا لتشييع قتلى البارحة، حيث عاشت المدينة أوقاتا عصيبة جدا بعد أن اعتدى الأمن على بعض النساء وأطلق النار عليهن وقام باعتقالهن، كما اعتقل عائلات كاملة بنسائها ورجالها، وهو ما جعل المدينة تقوم عن بكرة أبيها ليلا بعد أن أطلقت المساجد صرخات الاستغاثة. أما صباح أمس، فمنع الناس من تشييع زياد طه، وحاصروا المسجد الذي سينطلق منه الناس. كما حوصرت المنطقة وأطلقت أعيرة النار بكثافة على الموجودين، ومع ذلك توافد ما يقرب من خمسين ألف مشيع إلى المنطقة، وشاركوا بالتشييع. أما بالنسبة لإضراب الكرامة، فنستطيع أن نقول إنه بعد أن دفع السكان أربعة قتلى ثمنا له، فإن الإضراب ناجح بشكل كبير والالتزام به جيد جدا، حيث توجد لا مدارس ولا جامعات ولا بيع ولا محال مفتوحة.. الحياة مشلولة بشكل كامل، مما يدفع قوات الأمن لممارسة هذا الجنون وتكسير المحال وسرقتها لإجبارهم على فتحها».

وفي داريا بريف دمشق، قال ناشط، وهو عضو في تنسيقية «داريا»، لـ«الشرق الأوسط» إنه «شوهد صباح أمس تحليق طائرات عمودية فوق سماء داريا على نحو غير مسبوق. وطالت حملة (الرجل البخاخ) (كما يسميها الناشطون) مدارس داريا ومنها ثانوية البنات؛ حيث دخلت قوات الأمن إلى المدرسة لتمسح العبارات المكتوبة على الجدران وعلى الأرض من قبيل: (مدرسة إسقاط النظام)، و(يسقط بشار)، و(ارحل يا جزار). واعتقل محيي الدين العتر أبو سامر البالغ من العمر 36 سنة بسبب عدم فتحه محله الواقع جانب مسجد الحسن والحسين».