الأمير سلمان بن عبد العزيز: نعيش في هذه البلاد كأسرة واحدة وما تم فيها نتيجة الاندماج الكامل بيننا كمواطنين

قال بمناسبة اختياره شخصية منتدى السديري: ليس لي فضل في شيء إطلاقا.. وهذا واجبي وتوجيهات قادة هذه البلاد

الأمير سلمان بن عبد العزيز خلال القاء كلمته في المنتدى (تصوير: مسفر الدوسري)
TT

قال الأمير سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع السعودي، أمس، إنه إن قدم خدمة لمنطقة أو مدينة العاصمة السعودية الرياض، فهذا هو نهج هذه البلاد، وتوجيهات ملوكها. وتابع قائلا: «أيها الأخوات والإخوة الحضور، أيها الأبناء والبنات، أنا سعيد هذه الليلة أن ألبي دعوة مؤسسة الخال عبد الرحمن السديري، التي أقامها أبناؤه البررة لأكون بينكم، وإنني إن قدمت شيئا لمدينة الرياض أو لمنطقة الرياض أو لبلادي فهو نهج هذه الدولة وتوجيهات ملوك هذه الدولة التي عملت في عهودها».

وكان الأمير سلمان بن عبد العزيز يتحدث خلال كلمته في افتتاح منتدى الأمير عبد الرحمن السديري للدراسات السعودية في دورته الخامسة لعام 2011، حيث اختارت هيئة المنتدى الأمير سلمان كشخصية متميزة في مجال الإدارة المحلية والتنمية، نظير إسهاماته الكثيرة في تطوير الإدارة المحلية والتنمية بمختلف مجالاتها.

وقال: «نحن والحمد لله منذ أن أقام عبد العزيز هذه الدولة، وخلفه أبناؤه سعود، وفيصل، وخالد، وعبد الله، فنحن والحمد لله نعيش في أمن واطمئنان وتعاون، ونعيش والحمد لله أسرة واحدة في هذه البلاد، وما تم في هذه البلاد والحمد لله هو من فضل الله عز وجل، ولا شك والحمد لله أن الاندماج الكامل في هذه الدولة بيننا كمواطنين هو ما أوصلنا إليه حتى هذه الساعة».

وأضاف وزير الدفاع السعودي: «وليس لي فضل في شيء إطلاقا، فهذا واجبي وتوجيهات قادتنا في هذه البلاد، أشكر مؤسسة وأبناء الخال عبد الرحمن البررة، ومن أقاموا هذا الحفل حتى أكون بينكم، وأسمع منكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

من جانبه تحدث الدكتور عبد الرحمن الشبيلي عن شخصية الأمير سلمان بن عبد العزيز، مؤكدا أنه «شخصية تتعدد مباحثها وأغوارها، وتغري من يعشق الرصد والسبر والتحليل»، ووصفه بأنه «شخصية إدارية متألقة، جعلت من ممارسة العمل السياسي والأمني فنا يمتزج فيه البر والتنمية والثقافة، وشكلت من روح التواصل الاجتماعي والإنساني وجهة لكل مكونات المجتمع، ومثقفيه بخاصة».

وقال: «كانت الرياض - العاصمة والمنطقة وقصر الحكم - على موعد في منتصف السبعينات الهجرية (الخمسينات الميلادية) مع فارس من نوع خاص، أحبها وأحبته، وأخلص لها وأخلصت له، حتى صارت تعرف به ويعرف بها، شب معها وشبت معه، واستقام عودها معه وبرفقته، فارس جعل من مكتبه في ميدان الصفاة رمزا للنظام كله، وكان في أسلوب إدارته يتمثل خطوات والده وطريقته، ونسق الملوك من بعده».

واوضح أن الأمير سلمان صار يحفظ عن ظهر قلب أسماء ساكني الرياض، «ويهتم بأحوالهم ويشاركهم همومهم»، وأضاف: «ما زلت أتذكر ذلك اللقاء التلفزيوني التوثيقي المطول الذي أجريته معه مساء الجمعة، التاسع والعشرين من ذي الحجة 1392 للهجرة (الثاني من فبراير 1973 ميلادية)، وكان قد مضى عليه عشرة أعوام من فترته الثانية في قصر الحكم، يتحدث عن الرياض العاصمة والرياض المنطقة حديثا متدفقا ملؤه الأمل والتفاؤل، والرياض لما تتجاوز بعد طريقي الأحساء والمعذر في توسعها، وأحسبه اليوم يشعر أنه لم يستنفد كل ما في خاطره نحوها من آمال وتطلعات».

وقال الشبيلي: «إنك حيثما تجيل نظرك في أنحاء الرياض، وهي تتمدد في كل اتجاه، ستجد شخصيته ماثلة أمامك، لأن أميرها المثقف المستنير المتقد حركة ونشاطا، كان الحاضر الأبرز في كل ركن، وإذا كان قدره أن يتولى عبر نصف قرن إمارة العاصمة، فهو أمر فرض عليه أن يكون القدوة لغيره، وأن يستلهم من تقاليد الحكام السابقين في الدولة السعودية نهجا ونمطا لأسلوبه في الحكم والإدارة».

وقال متحدثا عن الامير سلمان بن عبد العزيز: «لقد مكنته جاذبية الشخصية وعلاقاته الواسعة في الداخل والخارج، من أن يحتفظ بسجل طويل من الصلات مع المواطنين في شرق المملكة وغربها، ومن خليج الجزيرة إلى بحرها الأحمر، ناهيك عن صلاته الوثيقة مع العرب والأجانب، ويكفي عند المناسبات أن تلقي نظرة فاحصة على الداخل والخارج من باب مكتبه وداره، لتكتشف قوائم المراجعين والزائرين وهوياتهم وتنوع جنسياتهم، وهو أمر لا يحوزه إلا قليل من الحكام وولاة الأقاليم في العالم».

وأضاف الدكتور عبد الرحمن الشبيلي: «تظل تجربة العاصمة مع التنمية الإدارية المحلية بيت القصيد في هذا التكريم، لأنها قصة نادرة فيما نعرفه من التجارب، ملحمة حضارية جمعت بين الأصالة والمعاصرة، والتاريخ والجغرافيا، والمنارة والعمارة، والتحديث والاخضرار، ستظل تجربة ثرية يمتح منها المنظر والخبير في مجال التنمية المحلية، في سيرة مسؤول أهدى زهرة شبابه لكتابة التاريخ الحديث لهذه العاصمة التي اختارها جده، وأعزها أبوه، وأسلمها إخوته له من أجل البناء والإنسانية، ثم ناولها لأخيه سطام وهي على حال من النضج والتكامل تزهو به العواصم والحواضر».

واختتم كلمته قائلا: «ليعذرني المتحدثون والحاضرون، فلقد خرجت عن الاتفاق، ومارست شيئا من التصريح عن مكنونات الخاطر، فالتكريم ما كان ليذهب لغيره، وشروط التزكية والاختيار في مجال الإدارة والتنمية المحلية لا تكاد تنطبق على من سواه، لكن الكلمات كانت تنساب وهي تتناول قصة الرياض المدينة والإقليم في عهده، والمشاعر ما كانت لتفصح بهذا البوح عن دواخلها لولا أن القلم كان يكتب، قبل أن يعرف أن سلمان سيكون الليلة معنا بذاته».

من جهته عرض الدكتور عدنان الشيحة، رئيس قسم الإدارة العامة بجامعة الملك سعود، توصيات ندوة الإدارة المحلية والتنمية، التي بحث الخبراء فيها مفهوم الإدارة المحلية والتجارب الدولية والتحديات الراهنة، إضافة إلى النموذج المقترح للإدارة المحلية السعودية، تتضمن تحليلا للإطار التنظيمي الراهن للإدارة المحلية السعودية كمنطلق للتطوير.

وقال فيصل السديري، رئيس مجلس مؤسسة عبد الرحمن السديري الخيرية، خلال كلمة عبر فيها عن شخصية الأمير سلمان: «إن هيئة منتدى الأمير عبد الرحمن السديري للدراسات السعودية في دورتها الخامسة، اختارت الأمير سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع، شخصية المنتدى، نظرا لتميزه في مجال الإدارة المحلية، والتنمية، وإسهاماته الكثيرة في تطوير الإدارة المحلية والتنمية في مختلف المجالات».