المغرب: أحزاب الغالبية تتفق على ترشيح كريم غلاب رئيسا لمجلس النواب

الإعلان عن حكومة بن كيران في غضون 8 أيام.. وتوقعات ببقاء الفاسي الفهري وزيرا للخارجية

بن كيران يعانق أستاذه محمد بوخزار خلال حفل توزيع الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة الليلة قبل الماضية في الرباط (خاص بـ«الشرق الأوسط»)
TT

قالت مصادر متطابقة في أحزاب الغالبية الحكومية التي ستتكون منها حكومة عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإسلامي، متصدر نتائج انتخابات يوم 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لـ«الشرق الأوسط» إن اجتماع الأمناء العامين للأحزاب الأربعة وهي: العدالة والتنمية، والاستقلال، والحركة الشعبية، والتقدم والاشتراكية، الذي جرى الليلة قبل الماضية في الرباط، قرر أن تتقدم أحزاب الغالبية بمرشح واحد لرئاسة مجلس النواب الجديد، وأن الاختيار استقر على كريم غلاب، وزير التجهيز والنقل في حكومة عباس الفاسي المنتهية ولايتها.

وترشح غلاب باسم حزب الاستقلال في الانتخابات التشريعية في ولاية الدار البيضاء الكبرى، وفاز فيها.

وفي غضون ذلك، قال مصدر قيادي في حزب الاستقلال لـ«الشرق الأوسط» إن اللجنة التنفيذية للحزب التأمت مساء أمس في الرباط لاتخاذ القرار النهائي في مسألة ترشيح غلاب لرئاسة الغرفة التشريعية الأولى.

وعلمت «الشرق الأوسط» أنه تم خلال اجتماع الأمناء العامين الأربعة الاتفاق على الخطوات الأخرى وضمنها تشكيل الحكومة في أقرب الآجال.

وقال مصدر حزبي موثوق إنه تم الاتفاق على بحث هيكلة الحكومة التي سيتم على أساسها معرفة عدد الحقائب الوزارية، وبالتالي أسماء المرشحين لتولي تلك الحقائب، كما تم الاتفاق على وضع آلية لصياغة البرنامج الحكومي الذي سيتقدم به بن كيران أمام البرلمان.

وأشار المصدر إلى أن هذين المحورين سيتم العمل في إطارهما خلال الأيام السبعة المقبلة حتى تكون الحكومة جاهزة. وقال إن الإعلان عن الفريق الحكومي الجديد سيتم في بداية الأسبوع المقبل، ولن يتأخر عن يوم الأربعاء المقبل كحد أقصى.

إلى ذلك، قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن وزارتي الدفاع والأوقاف والشؤون الإسلامية، لن تكونا موضع نقاش خلال مشاورات تشكيل الحكومة، وإنها ستترك للملك محمد السادس لكي يختار من يصلح لهما. وأضافت المصادر ذاتها أن باقي الوزارات الأخرى التي كانت تعتبر سيادية، مثل الخارجية والداخلية والعدل والأمانة العامة للحكومة، ما زال النقاش مفتوحا بشأنها.

وتوقعت مصادر مطلعة أن يبقى الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية الحالي، في موقعه، في وقت تحدثت فيه أنباء عن قرب انتقاله إلى الديوان الملكي لشغل منصب مستشار في الشؤون الدبلوماسية، واحتمال تعيين نبيل بن عبد الله، أمين عام حزب التقدم والاشتراكية، على رأسها. بينما سرت أنباء عن احتمال تعيين محند العنصر، الأمين العام للحركة الشعبية، وزيرا للداخلية خلفا للطيب الشرقاوي، بيد أن المصادر شددت على القول إن أسماء الوزراء لم تطرح بعد رسميا في انتظار الحسم في هيكلة الحكومة المنتظرة. وكان عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة المعين، قد التقى أول من أمس بمحمد أبيض، أمين عام حزب الاتحاد الدستوري، الذي خاض الانتخابات الأخيرة ضمن تحالف الأحزاب الثمانية (التحالف من أجل الديمقراطية)، ووصف مصدر اللقاء بأنه كان وديا وبروتوكوليا وليس من أجل دعوة الحزب للمشاركة في الحكومة، ما دام أن الغالبية المقبلة اقتصرت على أربعة أحزاب.

إلى ذلك، حضر بن كيران الليلة قبل الماضية حفل إعلان لجنة تحكيم الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة عن أسماء الفائزين بجائزة الدورة التاسعة، المنظمة بمناسبة اليوم الوطني للإعلام، في أصناف التلفزيون والإذاعة والوكالة والصحافة المكتوبة، بالإضافة إلى جائزة الصورة والجائزة التكريمية.

ومنحت الجائزة في صنف «التلفزيون» لياسين عمري، عن تحقيق أنجزه في موضوع «تندوف.. تهريب للإنسانية»، وفي صنف «الإذاعة» منحت الجائزة مناصفة للصحافيين محمد الغيداني، عن برنامج ثقافي توثيقي بعنوان «الأذن الذاكرة» خاص عن عبد النبي الجراري، والحسين الخباشي من إذاعة طنجة عن مجلة إذاعية بعنوان «الطريق إلى الحياة».

وفاز بجائزة «الصحافة المكتوبة» مناصفة الصحافيان يوسف ججيلي من أسبوعية «أوال»، عن تحقيق ميداني في موضوع «أسبوع داخل دولة الوهم.. تحقيق بمخيمات تندوف»، وصلاح الدين لمعيزي من مجلة «لوبسيرفاتور دي ماروك»، عن ريبورتاج بعنوان «الشمال يتعاطى الهيروين».

وفي صنف «الوكالة» نال جائزة هذه السنة مناصفة الصحافيان نور الدين حساني وعبد اللطيف أبي القاسم من وكالة المغرب العربي للأنباء، الأول عن ريبورتاج بعنوان «رحلة رمضان الروحية.. مغامرة شاب مغربي عبر 30 مسجدا بفرنسا»، والثاني عن استطلاع صحافي بعنوان «أطفال القمر بالعيون: تلاميذ خانتهم شمس النهار فأصروا على طلب العلم في جنح الظلام».

أما جائزة «الصورة» ففاز بها مناصفة محمد وراق من جريدة «الأحداث المغربية»، وأحمد بوسرحان من جريدة «لانوفيل تريبون»، في حين قررت لجنة التحكيم منح «الجائزة التكريمية» مناصفة للكاتب والصحافي عبد اللطيف جبرو، تقديرا لمسار نصف قرن من المثابرة والعطاء وإغناء المشهد الإعلامي الوطني، والصحافية الإذاعية أمينة السوسي من إذاعة طنجة، تقديرا لدورها الطلائعي في إعلام القرب.

وضمت لجنة التحكيم، بالإضافة إلى محمد ماماد رئيسا، سبعة أعضاء يمثلون عددا من المنابر الإعلامية الوطنية المكتوبة والمرئية والمسموعة.

يذكر أنه عقب الإعلان عن أسماء أعضاء لجنة تحكيم الجائزة، أعلنت مقدمة الحفل أن رئيس الحكومة المعين سيوجه كلمة، وصعد إلى منصة الحفل حيث قال: «لا أريد أن أقول شيئا، فقط لاحظت أنه يوجد بين أعضاء لجنة التحكيم عضو كان أستاذي وبالتالي أريد أن أحييه». وعانق بن كيران أستاذه طويلا قبل أن ينسحب من الحفل وسط تصفيقات الحضور الحارة.

وكانت «الشرق الأوسط» قد أجرت مؤخرا حوارا مع الكاتب الصحافي محمد بوخزار، الذي سبق له أن درس مادة اللغة العربية لابن كيران في قسم البكالوريا (الثانوية العامة) بثانوية مولاي يوسف بالرباط، قال فيه إن ما يحتفظ به عنه، وقد بعُد الزمن، هو دماثة الخلق والحياء والتهذيب المفرط، مشيرا إلى أن بن كيران التلميذ بدا له منذ الوهلة الأولى أنه يخفي شخصية قوية ذات مواهب قيادية واضحة، وأنه كان يلمس قدرته على الإقناع والتأثير في زملائه، وتحريك الصف نحو الوجهة التي يراها الأصلح.

وأضاف بوخزار أن التلاميذ كانوا يخوضون مع بن كيران المعارك والاحتجاجات على مستوى القسم أو المؤسسة ككل، لا ينازعه أحد، حسب علمه، في ذلك الوقت، وعلى الأقل في قسمه الدراسي.

وقال بوخزار إن التلميذ عبد الإله كان يجلس مؤثرا الصفوف الأخيرة، مما يمكنه من مراقبة القسم. وأضاف: «بدا لي في أول لقاء مع أقرانه صغير السن نحيف الجسم، عكس كثيرين، لكنه أكثرهم يقظة وانتباها واهتماما بما يجري حوله».

وأشار بوخزار إلى أنه يذكر جيدا أن القسم استقبله بترحاب، كونه أستاذ اللغة العربية، وكيف أن بن كيران تحدث باسم زملائه، طالبا منهم الإصغاء إلى مدرس اللغة العربية الجديد والكف عن الفوضى التي كانت تسود القسم من قبل. وقال بوخزار إن «سلفه» كانت تأخذه في الغالب سنة من النوم في الحصص المدرجة بعد الزوال؛ حيث لا يستطيع مقاومة إغراء القيلولة في جو الرباط الرطب، فينخرط التلاميذ في دردشات وهمهمات يتجاوز صخبها جدران القسم، بينما ينهمك آخرون في إنجاز التمارين والفروض التي يطلبها الأساتذة.

على صعيد آخر، عرض وفد قطري على بن كيران مشروعا لإنشاء بنك إسلامي، وشركة إسلامية للتأمين في المغرب، وترأس الوفد القطري الشيخ خالد بن ثاني آل ثاني، رئيس مجلس إدارة بنك قطر الدولي الإسلامي، ونائب رئيس رابطة رجال الأعمال القطريين، واعتبر بن كيران أن هذا المشروع الذي سيملك المغاربة 51 في المائة من أسهمه «سيخدم مصالح المساهمين المغاربة وسيسهل معاملاتهم المصرفية ويلبي مختلف حاجياتهم».