بانيتا يحذر باكستان من إغلاق طريق الإمدادات إلى أفغانستان

الكونغرس يجمد 700 مليون دولار من المساعدات إلى إسلام آباد

TT

في نفس يوم وصول ليون بانيتا، وزير الدفاع الأميركي، إلى أفغانستان، في جولة تشمل باكستان والعراق وتركيا وليبيا، جمد الكونغرس 700 مليون دولار من المساعدات الأميركية إلى باكستان، التي تبلغ ملياري دولار تقريبا كل سنة، للمجالين العسكري والمدني. وهدد أعضاء في الكونغرس بمزيد من العقوبات، وربما تجميد كل المساعدات، أو إلغاء أجزاء منها تماما، إذا لم تفتح باكستان طريق إمداد قوات الناتو في أفغانستان الذي يمر عبر باكستان.

وكان سيناتور باكستاني حذر من أن قرار التجميد يمكن أن يضر العلاقات المتوترة بالفعل. وقال سالم سيف الله رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ لـ«رويترز»: «لا أعتقد أن هذا تحرك حكيم. يمكن أن يضر بالعلاقات. بدلا من ذلك ينبغي أن تكون هناك جهود لزيادة التعاون. لا أتوقع أن يأتي ذلك بخير».

ومن جهته قال مصدر في واشنطن إن القرار يعكس استياء الكونغرس المتزايد من باكستان، ويرى أنها لا تفعل ما يكفي لمكافحة الإرهاب. وأنها، في بعض الحالات، تقدم مساعدات إلى الجماعات المتشددة. لكن، في الجانب الآخر، تصر حكومة باكستان، في سلسلة بيانات وتصريحات، على أنها تفعل كل ما في وسعها لمكافحة الإرهاب.

وتضمن مشروع القانون، الذي أضيف إلى اعتمادات ميزانية البنتاغون الجديدة، ما يشبه سلسلة إنذارات إلى باكستان. ليس فقط حول فتح طريق الإمدادات، ولكن، أيضا، حول اتخاذ المزيد من الإجراءات ضد عمليات صناعة قنابل محلية، بما في ذلك تهريب الأسمدة إلى أفغانستان حيث تستعمل في إنتاج متفجرات.

وقال عضو الكونغرس هوارد ماكيون (جمهوري من ولاية كاليفورنيا) : «نريد تأكيدات بأن باكستان جادة في مكافحة صناعة المتفجرات داخل أراضيها، وهي المتفجرات التي تستهدف قوات التحالف».

وقال مصدر في واشنطن إن أكثر ما يقلق أعضاء الكونغرس هي الأخبار عن نقل كميات كبيرة من نترات الأمونيوم التي تستعمل في صناعة هذه المتفجرات. وفي الوقت نفسه، يبدو أن تلبية المطالب الأميركية الأخيرة سيكون صعبا نظرا لتفشي الفساد في باكستان، ونظرا لتراخي الأمن على حدود باكستان وأفغانستان.

وكانت وكالة «رويترز» نقلت على لسان رجل أعمال باكستاني، كمال خان، قوله: «نحن ندفع رشوة 1.200 روبية (13 دولارا) لقوات الحدود الباكستانية على كل سيارة تحمل أسمدة إلى أفغانستان. يتم تهريب الأسمدة على الشاحنات والشاحنات الصغيرة والدراجات النارية والدراجات العادية وعربات تقودها حمير».

لهذا، قال المصدر، إن زيارة وزير الدفاع إلى المنطقة ربما لن تحسم مثل هذه المواضيع، رغم عقوبات الكونغرس. ورغم أن الوزير حريص على موضوع إمدادات قوات الناتو في باكستان، حيث تعبر نسبة 30 في المائة منها باكستان، فإنه قال إن قوات الناتو قادرة على «توفير كل ما تحتاج إلى بطرق أخرى».

وعن أهداف قوات الناتو في أفغانستان، قال الوزير للصحافيين المرافقين له: «أعتقد أن عام 2011 سيكون نقطة تحول فيما يتعلق بالجهود المبذولة في أفغانستان». واستشهد بانخفاض العنف، وتحويل بعض الأعباء الأمنية من قوات الناتو إلى القوات الأفغانية. وقال: «أعتقد أن أفغانستان تسير في وضوح على مسار أفضل من حيث القدرة على أنها، في نهاية المطاف، يمكن أن تحكم نفسها، وتؤمن أمنها».

وقال بانيتا إنه حصل على ضمانات من اللواء البحري جون ألين، قائد عام قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان، بأن العمليات العسكرية مستمرة على طول الحدود بين أفغانستان وباكستان. وأن ألن تحدث مع القادة الباكستانيين في محاولة لإعادة بناء العلاقات الودية. وقال بانيتا: «قلت هذا مرات عديدة. في نهاية المطاف، لا يمكن أن نكسب الحرب في أفغانستان بدون أن نتمكن من تحسين علاقتنا مع باكستان».