الشرطة البريطانية: لا دلائل تشير إلى قيام «نيوز أوف ذا وورلد» بحذف رسائل البريد الصوتي الخاص بالطفلة ميلي

القرار أعطى والديها أملا بأنها قد تكون على قيد الحياة

TT

ذكرت شرطة سكوتلاند يارد أمس أنها لا تمتلك أية دليل على قيام صحافيي «نيوز أوف ذا وورلد» بحذف رسائل البريد الصوتي الخاصة بميلي دولير. وقد تدخل محامي الشرطة بشكل واضح في لجنة تحقيق ليفيسون حول معايير الصحافة. وقال نيل غارنهام، مستشار الملكة، إن «التفسير الأرجح» لاختفاء الرسائل هو أن الشبكة قد سقطت بصورة آلية بعد 72 ساعة.

وقد تسبب الادعاء السيئ بأن الصحافيين قاموا بمسح هذه الرسائل، ما أعطى والدي ميلي أملا بأنها قد تكون على قيد الحياة، والذي أثار غضبا شعبيا عارما، في إغلاق صحيفة التابلويد التي تصدر يوم الأحد، كذلك أدى إلى قيام ديفيد كاميرون بعمل تحقيق حول معايير وسائل الإعلام. كذلك كشف غارنهام أنه، ومنذ ظهور القصة التي وردت في صحيفة «غارديان» في يوليو (تموز)، تم منع الشرطة من الاتصال بأسرة دولير لمعرفة عدد الأجزاء المغلوطة في الرواية.

وأضاف: «أستطيع أن أقول إن شرطة متروبوليتان لم تخبر أسرة دولير أنه تم مسح رسائل البريد الصوتي لسبب بسيط للغاية وهو أنهم لا يعلمون شيئا عن هذه العملية». ويبدو أن هذه التطورات الجديدة تقلل من إحدى الركائز الرئيسية لمهمة اللورد ليفيسون الهائلة بعد أسابيع قليلة من بدايتها، وقد أقر القاضي نفسه أمس أن هذه التصريحات «الهامة» هي السبب الرئيسي وراء قيامه بعمل تحقيق واسع المدى.

وبدا أيضا أنهم يدمرون الخرافة التي تشير إلى أن صحافيي «نيوز أوف ذا وورلد» كانوا يقومون بمسح تلك الرسائل بصورة دورية. وقال اللورد ليفيسون: «إن ما يدهشني هو أن هذه المعلومة شديدة الأهمية، إذا ما وضعنا في اعتبارنا أهمية الإعلان الأصلي في سياق تأسيس لجنة التحقيق هذه». وأشار أيضا إلى أنه كان من المفترض أن يظهر رجال شرطة صاري قبل أن تلقي لجنة التحقيق الضوء على ما حدث لرسائل البريد الصوتي في الأيام التي تلت اختفاء ميلي التي تبلغ الثالثة عشرة من العمر.

وقال توم لاتشيم، مراسل سابق في صحيفة «نيوز أوف ذا وورلد»، أمس: «إن هذا الادعاء (الذي يزعم أن المراسلين محوا رسائل البريد الصوتي) يجعلني أصاب بالغثيان. وقد تساءلت: لماذا أعمل لدى شركة تقوم بتمويل التنصت على الهواتف ومحو رسائل. إضافة إلى زيادة ألم أسرة تعاني بالفعل. وعندما أكتشف أن هذا الأمر لا أساس له من الصحة أشعر بالاستياء».

وتقود شرطة ميتروبوليتان التحقيقات الجنائية في فضيحة التنصت على الهاتف. وقد جاء حديث غارنهام، مستشار الملكة، عقب نشر قصص في عطلة نهاية الأسبوع تشير إلى أن عملية مسح الرسائل قد لا تكون تمت من خلال صحافيي «نيوز أوف ذا وورلد».

وذكر أن الشرطة الآن تعتقد أنه من غير المحتمل أن يكون غلين مولكاير، التحري الخاص الذي يعمل لدى صحيفة «نيوز أوف ذا وورلد»، هو الذي قام بمسح تلك الرسائل. وقد أنكر مولكاير قيامه بمسح تلك الرسائل، كما أن الشرطة لديها دلائل تشير إلى أن الصحيفة لم تطلب منه العمل على قضية دولير حتى وقت متأخر، وذلك كما تناهى إلى سمع لجنة التحقيقات.

وذكر غرانهام أن رجال الشرطة القائمين على قضية التنصت هذه ليس لديهم دليل على أن صحافيين آخرين من «نيوز إنترناشونال»، الشركة التي تمتلك «نيوز أوف ذا وورلد»، قاموا بمسح رسائل البريد الصوتي الخاصة بميلي.

وقد أصر المحامون الذين يدافعون عن ضحايا عملية التنصت، من بينهم بوب وسالي دولير، على أن لديهم دليلا يشير إلى أن «نيوز إنترناشونال» تمكنت من الوصول إلى تلك الرسائل.

ورغم ذلك، كشف غرانهام أيضا أن رجال شرطة ميتروبوليتان أرادوا أن يطلعوا أسرة دولير على أن الرسائل قد مسحت بصورة آلية. وقال للجنة التحقيق: «لقد أراد رجال شرطة ميتروبوليتان التحدث إلى السيد والسيدة دولير لإمدادهما بتلك المعلومة. لكنهم تحدثوا إلى مارك لويز، محامي الأسرة، حيث توجه لويز بالشكر إلى رجال الشرطة على هذه المعلومة لكنه أوضح أن أسرة دولير تُفضل ألا تتحدث إلى رجال الشرطة في هذه المرحلة». وذكر غرانهام أن الشرطة لم تستطع حتى الآن تقديم «تفسير شامل» يوضح كيف تم مسح رسائل البريد الصوتي الخاصة بميلي.

لكنه أضاف: «من الممكن أن يكون صحافيون آخرون من «نيوز إنترناشونال» قد قاموا بمسح رسائل البريد الصوتي، إلا أنه ما من دليل لدى رجال شرطة ميتروبوليتان لدعم هذا الافتراض كما أن التحريات الحالية تشير إلى عدم إمكانية حدوث ذلك. لكن التفسير الأرجح لذلك هو أن الرسائل التي كانت موجودة بالفعل قد سقطت بصورة آلية بعد 72 ساعة».

وكانت تيسا جويل، الوزيرة السابقة، قد وافقت على الحصول على تعويض قدره 200000 جنيه إسترليني بعد أن استهدفت «نيوز أوف ذا وورلد» هاتفها عام 2006 وذلك عندما كان هناك جدل حول وجود علاقة بين زوجها السابق وسيلفيو برلسكوني. وقد أكدت الشركة التي تقوم بتزويد خدمة الهاتف أن هذه كانت خاصية آلية في نظام البريد الصوتي حينئذ»، وأشار غرانهام أيضا إلى أن أسرة دولير لم تخبر لجنة تحقيق ليفيسون أن الصحافيين مسؤولون عن عملية مسح الرسائل.

وقد جاء في المقال المهم الذي نشر في صحيفة «الغارديان» في الخامس من يوليو (تموز) أن رجال شرطة صاري، الذين قادوا التحقيقات في قضية دولير في البداية، كانوا «يشعرون بالقلق إزاء عملية مسح رسائل البريد الصوتي الخاصة بميلي دولير».

وجاء في المقال أيضا أن الصحافيين قاموا بمسح الرسائل لتخصيص مساحة تسمح باستلام المزيد من الرسائل، مما أدى إلى اعتقاد أصدقاء الفتاة المفقودة وأسرتها أنها قد تكون لا تزال على قيد الحياة.