فصائل اتحادية تتوافق على ميثاق لوحدة الحركة الاتحادية في السودان.. وتعارض مشاركة «المؤتمر الوطني» في الحكومة

إعلان مبادئ الاتحاديين يعترف بأن حركتهم بكل مكوناتها من أحزاب وفصائل وتيارات عانت من جرثومة الانشطار

TT

في إطار تجديد الجهود الرامية إلى توحيد الكيانات والفصائل الاتحادية، بأسمائها المختلفة، وبعد أن قرر الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) برئاسة محمد عثمان الميرغني، اللحاق بالحزب الاتحادي الديمقراطي (المسجل) برئاسة الدكتور جلال الدقير من خلال المشاركة في حكومة المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم) التي أعلنت يوم الأربعاء الماضي، توافقت ستة كيانات اتحادية على التوقيع على ميثاق لوحدة الحركة الاتحادية في السودان أخيرا في دار الخريجين بأم درمان. وحددت مسودة الميثاق أن تعمل الكيانات الموقعة عليه، على توحيد الرؤى حول القضايا الوطنية، وتدعو إلى تحول ديمقراطي حقيقي، وتسعى إلى نزع بؤر التوتر في جنوب كردفان والنيل الأزرق، علاوة على ترسيخ المؤسسية داخل الحركة الاتحادية.

وسارع إلى مباركة هذه الخطوة الهادفة إلى لم شمل البيت الاتحادي بعض قيادات الحزب الاتحادي الديمقراطي المعارضة لمشاركة حزبهم في الحكومة الجديدة، منهم علي محمود حسنين نائب رئيس الحزب، وسيد أحمد الحسين الأمين العام للحزب والتوم هجو القيادي الذي فر مع مالك عقار والي ولاية النيل الأزرق المقال. وأقرت الكيانات الاتحادية التي شاركت في اجتماع دار الخريجين تشكيل لجنة من 18 عضوا لإعداد صياغة برنامج لكل الفصائل المشاركة بهدف الوصول إلى وحدة اتحادية.

وقال عصام عبد الماجد أبو حسبو الأمين العام للحزب الاتحادي الديمقراطي (الموحد) وممثل الحزب داخل الحركة الاتحادية لـ«الشرق الأوسط»: «كل الفصائل الاتحادية مجمعة على عدم المشاركة في الحكومة الجديدة، عدا الذين خرجوا عن إجماع الاتحاديين في هذا الخصوص؛ إذ إن 6 تيارات وفصائل اتحادية غير مشاركة في الحكومة الجديدة، بل هي ضد المشاركة وتعارض مبدأ المشاركة من الأساس، لأن المشاركة أصبحت ترضيات سياسية لا تعنى بقضايا الوطن، لأنها قائمة على الأجندات الخاصة وليس الأجندات الوطنية. وتوافقت 6 كيانات وفصائل اتحادية على التوقيع على ميثاق لوحدة الحركة الاتحادية كإطار سياسي ينظم تجمع هذه الكيانات والفصائل الاتحادية».

وأضاف أبو حسبو: «تجمع هذه الكيانات والفصائل توافق على ميثاق الحركة الاتحادية الذي يقوم على عدد من المحاور، منها ضرورة الالتزام بالميثاق من جميع الفصائل والأحزاب الموقعة عليه، بهدف الوصول إلى اندماجية تنظيمية كاملة بين التيارات المكونة له عبر مؤتمر عام تدعو إليه في أقرب فرصة ممكنة، وفق خارطة طريق واضحة المعالم. ومن الضروري أيضا الاعتماد على الإرث الاتحادي الذي يستصحب كل قيم الاتحاديين، ويلتزم بالقضية الوطنية. والتأكيد على التزام هذا التجمع الاتحادي بالديمقراطية منهجا لإدارة الدولة المدنية الديمقراطية. والرفض الكامل للتعاون مع الأنظمة الشمولية والسلطوية».

وأوضح الأمين العام للحزب الاتحادي الديمقراطي (الموحد) أن إعلان مبادئ الحركة الاتحادية تضمن الالتزام بمبادئ العدل والحرية والمساواة والإيمان بالديمقراطية إيمانا يقينيا كوسيلة أحادية لتبادل السلطة، وذلك بحسبانها الوسيلة الوحيدة القادرة على إدارة التنوع والتعدد الذي يميز المجتمع السوداني في تناغم بديع دون المساس بالسلم الأهلي مع الحفاظ على النسيج الاجتماعي متماسكا من أجل أمة سودانية قوية بوحدتها. ومن الضروري أن تظل هذه القضية المحورية في فكر ومنهج الحركة الاتحادية، على الرغم من الانتكاسات التي أصابت الوطن جراء الأنظمة العسكرية والشمولية التي حاولت أن تقفز فوق هذا الواقع لتصوغ المجتمع وفق رؤاها الأحادية الضيقة، يسارا كانت أم يمينا، كان نتاجها تمزق الوطن وشتاته مما يلقي علينا عبئا ثقيلا في استنهاض كل فئات المجتمع لإعادة صياغته على أساس المواطنة لتقوم دولة الحق والواجب التي تراعي التعدد والتنوع من خلال الدولة المدنية الديمقراطية»، مشيرا إلى أن «إعلان المبادئ هذا هو عهد مكتوب، والتزام مشفوع بكل أخلاق العمل الوطني القائم على الإرث الاتحادي الباذخ. وإن هذا الإعلان هو نتاج لكم عظيم وجهد متصل اضطلعت به المجموعات الاتحادية المخلصة التي ظلت ترصد الساحة السياسية عبر سنين (الإنقاذ) التي ما فتئت تنبئ عن تدهور الأحوال وسوء المآل على مدى أكثر من عقدين. ورصدت أيضا الانقسامات المتواصلة داخل الكيانات الاتحادية إلى مجموعات وفصائل وتيارات ثم أخيرا أحزابا عديدة بلافتات متعددة ومسجلة وفق قانون الأحزاب لسنة 2008. وجاء في إعلان المبادئ أن الحركة الاتحادية رصدت أيضا ضعف القوى السياسية المعارضة نتيجة استراتيجية (الإنقاذ) بالإضعاف المتعمد باتباع سياسة فرق تسد من حرب مباشرة وغير مباشرة بالحجر وحظر الحريات والإقصاء والتعويق والتضييق وسياسة العصا والجزرة.. إلى آخر كل ما تفتق عنه ذهن الحاكم الطاغية من أساليب محاربة وتفتيت وتحطيم وإزاحة الآخرين من طريقه للانفراد بالسلطة والثروة وما بينهما»! وقال أبو حسبو إن إعلان مبادئ الحركة الاتحادية اعترف بأن الحركة الاتحادية بكل مكوناتها من أحزاب وفصائل وتيارات عانت من جرثومة الانشطار ضمن هذا المخطط الجهنمي. و«لأن الاعتراف بالذنب فضيلة والرجوع إلى الحق أيضا فضيلة، فقد آلينا على أنفسنا أن نتعظ بدروس التاريخ، مستلهمين الإرث الاتحادي المشرف في أسمى معانيه وقيمه التي اختطها لنا واستأمنونا على مبادئها الآباء المؤسسون والرواد من زعماء الحركة الوطنية بزعامة الشهيد الزعيم إسماعيل الأزهري التي من بعدهم زانها وحفظها جذوة مستعرة، عقد فريد من رجالات الحزب بقيادة الشهيد الشريف حسين الهندي».

وقال أبو حسبو إن الهدف الرئيسي لهذا الإعلان هو تحقيق الوحدة الاتحادية الكاملة باندماج جميع الأحزاب والفصائل والكيانات الاتحادية التي تلتزم به الآن أو لاحقا. والعمل على تحقيق اتفاق سياسي يتضمن خارطة طريق مشتركة للوصول لوحدة الحركة الاتحادية على أسس واضحة من الديمقراطية والمؤسسية بحسبانها الترياق الوحيد لكل علل التنظيم السياسي التي أدت في الماضي إلى ضعفه وتراجع دوره في الساحة السياسية، وأسرعت في الحاضر إلى انشطاره إلى كيانات وفصائل همشت دوره في النضال الوطني لاسترداد الديمقراطية السليبة.