إصابة معتصمين أمام مجلس الوزراء المصري بحالات تسمم بعد تناولهم وجبة «حواوشي»

مسؤولة بحركة 6 أبريل لـ «الشرق الأوسط»: 100 مصاب نقلوا إلى المستشفيات

TT

أصيب عشرات من المعتصمين أمام مقر مجلس الوزراء بشارع قصر العيني بوسط القاهرة أمس، بتسمم وإعياء شديد، نتيجة تناولهم وجبة «حواوشي»، وهي أرغفة خبز محشوة بلحم مفروم متبل، وتضاربت الأنباء حول وجود مادة سامة بها أو انتهاء صلاحيتها.

وفيما قال الدكتور عادل عدوي مساعد وزير الصحة المصري للطب العلاجي، إن نحو 32 معتصما أصيبوا بتسمم غذائي بعد تناولهم «ساندويتشات» مجهولة المصدر. قالت إنجي حمدي عضو المكتب السياسي لحركة شباب 6 أبريل لـ«الشرق الأوسط» إن «100 معتصم أصيبوا بتسمم بعد تناولهم وجبة (حواوشي)، جاء بها شباب مجهولو الهوية، وتم نقلهم جميعا إلى المستشفيات، بالإضافة إلى العشرات ما زالوا يعالجون في المستشفى الميداني أمام مقر الاعتصام.

وأضافت حمدي «لم نشك لحظة في هوية الشخص» الذي وصفته بالعادي، قائلة: «اعتدنا على تلقي مشروبات ووجبات يأتي بها مصريون إلينا في اعتصامنا كل يوم».

وتناقضت روايات المعتصمين حول هوية من جاء بالوجبة، حيث أكد بعضهم أن سيدة في العقد الرابع من عمرها، ترتدي بنطلونا وبالطو وطرحة على رأسها وتستقل سيارة خاصة، قامت بتوزيع الوجبات. بينما نفت حمدي ذلك، مؤكدة أن «من جاء بالوجبة هو شاب وليس امرأة، حيث كان يحمل كيسين في يده من البلاستيك بهما نحو 50 رغيفا».

وكان عدد من الائتلافات الشبابية في مقدمتها حركة شباب 6 أبريل وائتلاف شباب الثورة، نقلوا اعتصامهم من ميدان التحرير يوم الأحد الماضي، إلى أمام مقر مجلس الوزراء، وتم فتح الميدان لمرور السيارات من جميع المنافذ والشوارع المؤدية إليه، بعد 22 يوما من إغلاقه عقب مليونية جمعة «حماية الديمقراطية» في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وما تبعتها من أحداث عنف وقعت ضد المتظاهرين في شارع محمد محمود (نطاق وزارة الداخلية) أطلق عليها الثورة المصرية الثانية، أدت إلى مقتل العشرات وإصابة المئات.

وحسب حمدي فإن نقل الاعتصام إلى مجلس الوزراء جاء تعبيرا عن رفض حكومة الإنقاذ الوطني برئاسة الدكتور كمال الجنزوري، لافتة إلى «أن المعتصمين خلال اعتصامهم يعبرون عن رأيهم بطرق سلمية لا تسعى لاستفزاز أحد».

ولم تتهم إنجي حمدي أحدا بالمسؤولية عن الحادث؛ لكنها قالت: «سبق أن رفضنا وجبات غذائية في علب مكتوب عليها وزارة الداخلية، وتم تحرير محضر بها في قسم شرطة قصر النيل»، مؤكدة على أن «وزارة الداخلية وقتها نفت قيامها بإرسال أي أطعمة، مستندة في ذلك إلى أنها لا تضع اسمها على أي وجبات ولا يوجد وجبات تنتجها الوزارة من الأصل».

ونفت عضو المكتب السياسي لحركة شباب 6 أبريل، حدوث اشتباكات بين المعتصمين والشرطة، لافته إلى أن ما حدث هو قيام المعتصمين بطرد مساعد وزير الصحة المصري للطب العلاجي، الدكتور عادل العدوي الذي جاء للاطمئنان على المصابين.

من جهته، قال الدكتور العدوي إنه ظهرت على المعتصمين أعراض التسمم والقيء، وتم نقل 16 منهم بسيارات الإسعاف إلى مركز السموم بقصر العيني، والباقي إلى مستشفى المنيرة العام وجار إسعافهم، وأضاف أنه حتى الآن لا توجد حالات حرجة بينهم، فيما حرر عدد من المعتصمين محضرا بقسم شرطة السيدة زينب بوسط القاهرة بالواقعة، وطالبوا الأجهزة الأمنية بضبط الرجل، الذي وزع الوجبات عليهم، وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها لكشف ملابسات الحادث.