أوباما يشيد «بالإنجاز الرائع» للأميركيين في العراق

أشار إلى «الكلفة الباهظة» للحرب.. وقال إن على واشنطن أخذ العبرة من ذلك النزاع

الرئيس الاميركي باراك اوباما يتحدث الى الجنود العائدين من العراق في فورت براغ أمس (أ.ف.ب)
TT

أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما بما قامت به الولايات المتحدة من «قتال وموت ونزيف وبناء» في العراق، كما أشاد بـ«الإنجاز الرائع» للحرب التي كان يعارضها، حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وأشار أوباما، في حفل بمناسبة الانسحاب الأميركي الأخير من العراق، بمشاركة الجنود العائدين، إلى «الكلفة الباهظة» للحرب، وقال إن على الولايات المتحدة أخذ العبرة من ذلك النزاع الذي أدى إلى انقسامات عميقة في السياسة الأميركية والعالمية. وقال أوباما: «إن إنهاء حرب أصعب من بدئها».

وكان أوباما جعل من أهدافه الرئيسية إنهاء النزاع الذي استمر نحو تسع سنوات. وقال أوباما: «إن كل ما قام به الجنود الأميركيون في العراق، كل القتال والموت، والنزيف والبناء، والتدريب وإبرام الشراكات، قادنا إلى لحظة النجاح هذه».

وتابع الرئيس يحيط به جنود الفرقة 82 المجوقلة وهم يرتدون القبعات الحمر في نورث كارولينا: «إننا نترك وراءنا عراق ذا سيادة ومستقلا ويعتمد على نفسه، مع حكومة ممثلة (للجميع) انتخبها شعبها».

وأضاف: «ونحن نبني شراكة جديدة بين بلدينا. وننهي الحرب ليس بمعركة أخيرة، ولكن بمسيرة أخيرة نحو الوطن».

وقال: «هذا إنجاز رائع. واليوم نتذكر كل شيء فعلتموه لتحقيقه».

وأشار أوباما إلى «التكلفة الباهظة» للحرب بما فيها مقتل 4500 جندي أميركي في العراق.

وأضاف: «اليوم نتوقف لنصلي من أجل جميع العائلات التي خسرت أحد أحبائها، لأنهم جميعا جزء من الأسرة الأميركية الأوسع».

وقال مسؤولون إن أوباما كرم تضحيات الجيش، وسيسعى إلى دفع الأميركيين باتجاه مستقبل لا تخيم عليه الحروب الخارجية، وحثهم على الانضمام إلى جهود إعادة بناء اقتصاد البلاد الذي يعاني من الركود.

وقال أوباما، الذي جاء إلى السلطة على أجندة معارضة للحرب في العراق، في مقابلة مع محطة تلفزيونية في فرجينيا الثلاثاء، إنه سيعرب عن «فخره الكبير بالرجال والنساء» الذين قدموا «لملايين العراقيين فرصة العيش في حرية». ويتوجه أوباما إلى فورت براغ في نورث كارولينا قبل أيام من الانسحاب النهائي لجميع القوات الأميركية من العراق، بعد نحو تسع سنوات من الحرب التي أسفرت عن مقتل نحو 4500 أميركي وعشرات الآلاف من العراقيين، وتكلفت أكثر من تريليون دولار.

وفورت براغ، هي مركز لوحدات عسكرية من بينها عناصر الفرقة 82 المجوقلة التي انتشرت عناصرها مرات عدة في العراق بعد أن أمر الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بغزوه في عام 2003 للإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين. وقال أحد كبار مساعدي أوباما الثلاثاء «هذا هو جوهر الالتزام الذي قطعه أوباما للبلاد، وهو أنه سينهي هذه الحرب، وقد انتهت هذه الحرب». وأضاف: «سترون بعض الصور القوية في الأسابيع المقبلة للقوات وهي تغادر (العراق). هذه لحظة مهمة جدا في تاريخ هذا البلد».

وبدأ أوباما عدة أيام من الاستعدادات للانسحاب من العراق باستقباله رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في البيت الأبيض الاثنين، حيث وعد باستمرار العلاقات بين بلاده والعراق. إلا أن مخاوف تدور من أن العراق، ورغم سنوات من تدريب القوات الأميركية للقوات العراقية، لا يزال يفتقر إلى القدرة على الدفاع عن حدوده، ويمكن أن يتأثر بإيران، عدوة واشنطن. كما يخشى عدد من المراقبين الأميركيين من عودة أعمال العنف الطائفية، ويشككون في قوة الهياكل السياسية في العراق، ويشعرون بأن المالكي، وهو شيعي، يرسخ أقدامه في السلطة على حساب الأقليات الأخرى في العراق. إلا أن التركيز أمس انصب على إنهاء الحرب التي تخوضها واشنطن.

وكان لزيارة أوباما كذلك بعد سياسي، حيث إن نورث كارولينا هي الولاية التي فاز فيها في انتخابات 2008، ويأمل في الفوز بولاية ثانية عام 2012. وعندما تولى أوباما السلطة، كان أكثر من 150 ألف جندي أميركي ينتشرون في العراق، لكن الآلاف القليلة التي لا تزال باقية ستغادر هذا الشهر بعد فشل اتفاق الطرفين على تمديد مهمة التدريب الأميركية بعد خلاف على منح الحصانة للمدربين الأميركيين.

إلا أن الفرح الذي كان يتوقع أن يحيط بانتهاء هذه الحرب الحاسمة والمكلفة، خيم عليه شعور الشعب الأميركي بالإرهاق وتورط الولايات المتحدة في حرب أطول هي الحرب في أفغانستان. وسيذكر أوباما الأميركيين بأن عليهم واجب رعاية الجنود الجرحى الذين سيشكلون عبئا على مالية الحكومة ومواردها الطبية لعقود مقبلة.

وأطلقت الإدارة الأميركية العديد من البرامج لمساعدة الجنود الذين سيخرجون من الخدمة العسكرية ويدخلون الحياة المدنية، إلا أن بطالة المحاربين السابقين خلال العقد الماضي ظلت عند نسبة 11.1 في المائة.

وبعين على إعادة انتخابه لولاية ثانية في وقت تعاني فيه البلاد من مصاعب اقتصادية وارتفاع في نسبة البطالة، فإن أوباما سيؤكد أن الطاقة التي بذلتها البلاد في خوض حروب خارجية يجب أن تتحول الآن إلى معالجة مشاكل البلاد. وقال مسؤول بارز إن «العديد من الناس تساءلوا إن كان الانسحاب سيحدث فعلا، وما إذا كانت هذه الحرب ستستمر إلى الأبد أم لا». وأضاف: «إحدى النقاط التي سنواصل التركيز عليها هي أننا سننهي الحرب في العراق، وسنبدأ في خفض عديد القوات في أفغانستان، وأصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى أن نركز على إعادة بناء البلاد». وتابع: «يجب أن نركز بشكل كبير على الوضع الاقتصادي هنا».