رئيس مجلس الدوما الروسي حليف بوتين يتخلى عن منصبه لتهدئة غضب الشارع

قال: ليس من الصواب أن أبقى رئيسا لأكثر من ولايتين متتاليتين

رئيس مجلس الدوما الروسي بوريس غريزلوف (إ.ب.أ)
TT

أعلن رئيس مجلس الدوما الروسي بوريس غريزلوف حليف رئيس الوزراء فلاديمير بوتين أمس تخليه عن منصبه وذلك على خلفية مزاعم بتزوير الانتخابات التشريعية في 4 ديسمبر (كانون الأول).

ويهدف القرار فيما يبدو إلى تهدئة الغضب الشعبي من الانتخابات التي قال معارضون إنها زورت لصالح الحزب الحاكم.

وقال غريزلوف أحد قادة حزب روسيا الموحدة برئاسة بوتين الذي فاز بأكثر من 49% من الأصوات «لقد اتخذت قرار التخلي عن ولايتي البرلمانية» بحسب ما جاء في موقع الحزب على الإنترنت، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف: «حتى إن لم يكن القانون يضع حدا (للولايات) فإني لن أشغل مقعدي في الدوما باعتبار أنه لن يكون من الصواب أن أبقى رئيسا للدوما لأكثر من ولايتين متتاليتين».

وكان غريزلوف تسلم منصب رئاسة الدوما في ديسمبر 2003. وكان قبلها وزيرا للداخلية خلال فترة رئاسة بوتين. وتابع: «سأواصل قيادة المجلس الأعلى لحزب روسيا الموحدة وأنا على استعداد للعمل حيث يريد الرئيس» ديمتري ميدفيديف.

وجاء هذا القرار في الوقت الذي يواجه فيه بوتين حركة احتجاج لا سابق لها منذ وصوله إلى الحكم في عام 2000، تنديدا بفوز حزب روسيا الموحدة المثير للجدل في الانتخابات التشريعية التي جرت في 4 ديسمبر. وتمكنت المعارضة الروسية من حشد ما بين 50 ألفا و80 ألفا السبت في موسكو للتنديد بتزوير واسع للانتخابات والمطالبة بإلغاء نتائج الاقتراع.

وقالت بعثة مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إثر الانتخابات إنها وقفت على «مؤشرات جدية على عمليات حشو لصناديق الاقتراع».

ويشغل غريزلوف منصب رئيس مجلس الدوما منذ عام 2003 كما أنه رئيس المجلس الأعلى لحزب روسيا المتحدة ويمثل رمزا قويا للنظام السياسي الذي هيمن عليه بوتين وحزبه لأكثر من 10 سنوات. وعبر الناخبون عن غضبهم من هذه الهيمنة حين خفضوا أغلبية الحزب الحاكم البرلمانية في الانتخابات التي جرت في الرابع من ديسمبر. وسيشغل حزب روسيا المتحدة 238 مقعدا حين ينعقد مجلس الدوما الذي يتألف من 450 مقعدا في 21 ديسمبر في انخفاض عن 315 مقعدا فاز بها في انتخابات 2007، حسب «رويترز».

ويقول معارضون إن النتائج الرسمية لحزب روسيا المتحدة التي أعطته نسبة 49.3 من الأصوات زورت لرفع عدد الأصوات التي فاز بها. ويخوض بوتين انتخابات الرئاسة سعيا للفوز بولاية رئاسية جديدة مدتها 6 سنوات في انتخابات تجري في الرابع من مارس (آذار). وكان بوتين رئيسا لروسيا من عام 2000 إلى عام 2008.

إلى ذلك، ذكر وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف أن نتائج التحقيق بشأن ما يزعم عن حدوث أعمال تزوير في الانتخابات ستكون «متاحة» للمجتمع الدولي. ونقلت وكالة «ريا نوفوستي» الروسية للأنباء عن لافروف قوله في مؤتمر صحافي في موسكو «لقد أصدر الرئيس (ديمتري ميدفيديف) تعليمات بالفعل لمكتب المدعي العام ومسؤولي وزارة الداخلية بالتحقيق في جميع الشكاوى المسجلة المتعلقة بالانتخابات». وأضاف أن «نتائج التحقيق ستكون متاحة للمجتمع الروسي بالإضافة إلى المجتمع الدولي»، حسب وكالة الأنباء الألمانية.

وكانت الانتخابات قد شهدت احتفاظ حزب «روسيا الموحدة» الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء فلاديمير بوتين بأغلبية برلمانية رغم مزاعم واسعة بشأن تسويد بطاقات الاقتراع وإجبار الناخبين على التصويت للحزب.

وقالت منظمة «جولوس» المستقلة لمراقبة الانتخابات في روسيا إنها قدمت أكثر من 7 آلاف قضية بشأن تزوير الانتخابات. وأضاف لافروف أنه بينما تعتبر الانتخابات شأنا داخليا في روسيا إلا أنهم يقبلون أي نقد خارجي.