جيمس مردوخ: رسالة البريد الإلكتروني المفقودة وصلتني خلال عطلة نهاية الأسبوع

ابن مؤسسة «نيوز كورب» يعترف بعدم قراءته الرسالة التي تسببت في فضيحة التنصت

TT

لدى جيمس مردوخ، نائب رئيس عمليات مؤسسة «نيوز كوربوريشن»، تفسير يوضح فيه أنه لم يقرأ، كما ينبغي، رسالة بريد إلكتروني كانت قد أرسلت إليه عام 2008 وتسببت حينئذ في إثارة فضيحة التنصت على الهاتف، وهو أن هذا اليوم كان يوم سبت.

وذكر مردوخ أنه لم يتمكن من قراءة المحتوى الكامل لرسالة البريد الإلكتروني التي أرسلها إليه كولين ميلر، المحرر السابق بصحيفة «نيوز أوف ذا وورلد»، والتي توضح أن عملية التنصت على الهاتف تجاوزت مراسلا واحدا في صحيفة التابلويد، لأنه لم يكن في مكتبه يوم السبت هذا، وذلك حسبما أوضحت وثائق نشرتها لجنة الرياضة والإعلام والثقافة التابعة للبرلمان. وذكر مردوخ أنه لا يستطيع أن يتذكر أي حوار بينه وبين المحرر خلال عطلة نهاية الأسبوع هذه.

وكان نشر رسالة البريد الإلكتروني هذه قد تسببت في تجديد الضغوط على مردوخ، ابن رئيس مؤسسة «نيوز كورب» ورئيس مجموعة «بريتش سكاي برودكاستينغ غروب»، بعد أن قام المساهمون في كلا الشركتين بالتصويت ضده. وكان جيمس مردوخ قد صرح، الشهر الماضي، لنفس اللجنة البريطانية بأنه تخفى وراء ميلر والتنفيذيين الآخرين. وقد أصر كل من ميلر وتوم كرون، محامي صحيفة التابلويد، على أن مردوخ علم بشأن تلك الرسائل عام 2008.

وقالت كلير إندرز، محللة في شركة «إندرز أناليسيس» في لندن في حوار معها: «ما من شيء يمنعه من تأمل رسالة البريد الإلكتروني من جهة مختلفة، وكذلك فهم محتواها وتضميناتها». ويشير نشر تلك الرسائل إلى أن زملاءه أخبروه بالفعل وأطلعوه على التطورات، ويبدو أنه أكثر اطلاعا مما ذكر حتى الآن.

وكان الكشف عن قيام صحيفة «نيوز أوف ذا وورلد» بالتنصت على هواتف مشاهير وساسة وميلي دولير، الفتاة التي وجدت مقتولة فيما بعد، قد أدى إلى إغلاق صحيفة التابلويد التي أكملت عامها الـ168 في يوليو (تموز) الماضي، وفشل محاولة «نيوز كورب» لشراء جميع أسهم شركة «بي سكاي بي» بمبلغ 7.8 مليار جنيه إسترليني (12.2 مليار دولار).

وذكر محامون من وحدة «نيوز إنترناشيونال» التابعة لـ«نيوز كورب» في سلسلة رسائل البريد الإلكتروني، أن دعوى كشفت عن «السيناريو المزعج» حول الوثيقة التي اشتملت على مخطوطات لرسائل البريد الإلكتروني. وقد اشتملت رسالة البريد الإلكتروني التي جاءت في هذه الدعوى على ملخص لـ35 رسالة، وأصبحت هذه نقطة محورية في اكتشاف عملية التنصت على الهاتف.

وفي رسالة البريد الإلكتروني، أشار ميلر إلى رسائل البريد الإلكتروني السابقة في السلسلة، حيث ذكر أن الأمر «سيئ كما كنا نخشى». وقد ردد مردوخ يوم الاثنين أنه لم يجد دليلا على وجود أخطاء، أو أن هناك حاجة إلى إجراء تحقيق في هذا الأمر. لكن الوثائق التي نشرت يوم الاثنين تعد «دليلا مقنعا للغاية على معرفته المباشرة بالأمر»، بحسب إدوارد واسيرمان، أستاذ أخلاقيات الصحافة بجامعة واشنطن وجامعة لي، في حوار معه، بعد مراجعة رسائل البريد الإلكتروني التي تم إرسالها إلى مردوخ.

وأضاف: «وهذا دليل قاطع يقوض ادعاء مردوخ بأنه لم يعلم شيئا بخصوص فضيحة التنصت حتى وقت قريب».

وكانت رسائل البريد الإلكتروني التي أرسلها ميلر إلى جيمس مردوخ قد أرسلت في 7 يونيو (حزيران) 2008، قبل لقاء مدته ثلاثة أيام لمناقشة تسوية قضية كان قد رفعها غوردون تايلور، المدير التنفيذي لرابطة لاعبي كرة القدم المحترفين، الذي تعرض لعملية تنصت على هاتفه.

واختارت الصحيفة أن تسوى قضية تايلور وأن يدفع له 700.000 جنيه إسترليني عندما وجد فريقه القضائي رسالة البريد الإلكتروني التي تحمل دليل الإدانة.

وكان قد تبين أن الوثيقة، عبارة عن مخطوطة لرسائل بريد صوتي كتبها أحد مراسلي الصحيفة وكتب عليها «إلى نيفيل»، إشارة إلى نيفيل ثورلبيك، أحد المراسلين البارزين في الصحيفة، والذي تم طرده هذا العام، وتم إلقاء القبض عليه منذ ذلك الحين.

وقال مارك لويز، محامي ضحايا التنصت على الهاتف، ومن بينهم أسرة دولير: «لوضع ما حدث في سياقه، أقر جيمس مردوخ بأنه قام بالتوقيع على الشيك الذي تم تقديمه إلى غوردون تايلور، يبدو أنه لم يكتب لكنه لم يقرأ».

وفي شهادته أمام المشرعين في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وجه مردوخ اللوم للتنفيذيين في صحيفة التابلويد، وذكر أنه لم يطلع على كل المعلومات المتصلة بهذه القضية. وفي شهادته للمرة الثانية أمام لجنة البرلمان البريطاني، ذكر مردوخ أنه نادم على عدم قيامه بالنظر في دعاوى التنصت عام 2009 عندما أشارت إليها صحيفة «الغارديان»، أو عام 2010 عندما أثار المشرعون تساؤلات حول هذه القضية.

وكان قد تم استدعاء مردوخ مرة أخرى إلى اللجنة بعد أن ذكر كل من ميلر وكرون أنه كذب في شهادته في التاسع عشر من يوليو عندما ذكر أن أحدا لم يخبره عام 2008 بشأن رسالة بريد إلكتروني توضح أن عملية التنصت تجاوزت كليف غودمان، المراسل الملكي للصحيفة، وغلين مولكاير، المتحري الخاص. وقال مردوخ للمشرعين الشهر الماضي: «إن شهادتهم مضللة وأنا أشكك في صحتها».

وقال كريس بريانت، مشرع حزب العمال الذي حقق في السابق في مدى انتشار عملية التنصت على الهاتف، في حوار له: «إن جيمس مردوخ مقصر كمدير، كما أن (نيوز إنترناشيونال) مراوغة في الدليل الذي قدمته للبرلمان، لقد كان خطأ المراسل خدعة و(نيوز إنترناشيونال) تعلم ذلك».

وكان جيمس مردوخ قد انضم إلى «نيوز إنترناشيونال» رئيسا لها في ديسمبر (كانون الأول) 2007، بعد أن حدثت عملية التنصت. وقد أدت هذه الفضيحة إلى زعزعة مركز مردوخ كوريث مرئي لإمبراطورية والده الإعلامية.

*خدمة: واشنطن بوست خاص بـ «الشرق الأوسط»)