البرلمان الأوروبي يسلم جائزة ساخاروف لنشطاء «الربيع العربي»

السنوسي دمعت عيناه وهو يذكر ظروف سجنه في عهد القذافي.. ومحفوظ تطالب الأوروبيين بعدم دعم بقايا النظام السابق

TT

تقطعت الكلمات التي كان يتحدث بها الناشط الليبي أحمد السنوسي أمام البرلمان الأوروبي، وهو يسرد تفاصيل اعتقاله لمدة 31 عاما في سجون النظام الليبي السابق منها 9 سنوات قضاها في سجن انفرادي، بينما أعربت الناشطة المصرية أسماء محفوظ عن أملها في أن لا يقدم الأوروبيون أي دعم لبقايا النظام السابق في مصر، وقالت: «أقصد هنا المجلس العسكري الذي يستخدم أفظع الأساليب ضد المواطنين».

وخلال كلمتها أمام أعضاء البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، وعقب تسلمها جائزة ساخاروف لحرية الفكر والتعبير، طالبت محفوظ الأوروبيين بشكل خاص والعالم بشكل عام بضرورة سرعة التحرك إذا تعرض شخص لأذي.

وقالت: «لماذا الانتظار؟ أتمنى أن تكون الأولوية للإنسان لا للمصالح». وأضافت أن الجائزة هي تقدير لكل الشباب في مصر الذين ضحوا بحياتهم وعيونهم وحريتهم من أجل إسقاط النظام الذي حصل على دعم من أميركا وبعض الدول الأوروبية.

وكانت محفوظ ضمن الأسماء الـ5 التي فازت بالجائزة، وقالت إن تسلمها الجائزة «هو بداية لعلاقة جديدة بين العرب والأوروبيين، وفهم جديد لبعضنا البعض بعد فترة من الأفكار الخاطئة عن العرب، وبشكل خاص عن المسلمين». وأضافت: «بعد (الربيع العربي) رأيتم جميعا أن الشعوب العربية جديرة بالحرية والاحترام، وتتمنى الحرية والعدالة».

وقرر البرلمان الأوروبي منح جائزة ساخاروف، وقدرها 50 ألف يورو، لـ5 أشخاص من نشطاء «الربيع العربي»، هم: أسماء محفوظ من مصر، وأحمد السنوسي من ليبيا، وروح الشهيد محمد البوعزيزي من تونس، والسوريان رزان زيتونة وعلي فرزات.

من جانبه، قال السنوسي إن الجائزة ستكون دافعا لكل الليبيين للثبات على المبادئ التي قاموا بالثورة من أجلها، وهي قيام دولة ديمقراطية يتساوى الجميع فيها أمام القانون، وتضمن حرية المرأة بشكل كامل لأنها قدمت الكثير من التضحيات للتخلص من النظام الذي استمر 42 عاما. ووجه السنوسي التحية للشباب في ليبيا الذي قاموا بالثورة متسلحين بالإرادة والعزيمة، وحصلوا على الدعم من العالم، وبخاصة من الأوروبيين للخلاص من النظام السابق الذي كانت له علاقات مع دول العالم تقوم على المصالح والمنافع الاقتصادية، ولكن هذه الدول أدركت أخيرا أن النظام زائل والشعوب باقية، واختتم يقول: «إننا نريد أن نعيش مع العالم متساوين لا أن نوصف بالإرهاب أو أننا شعب لا يستحق الحياة، إننا نحب الحياة كما يحبها الآخرون، وأرجو أن تكون هذه الجائزة حافزا لثوار آخرين يكافحون الآن ضد أنظمة حكام مستبدين».

ووجه رئيس البرلمان الأوروبي، جيرسي بوزيك، في كلمته، التحية للتونسي محمد البوعزيزي الذي أشعل النار في جسده، وكانت الشرارة لـ«الربيع العربي». ووصف يوم توزيع الجوائز على نشطاء «الربيع العربي» بأنه يوم تاريخي، ودعا الحضور إلى الوقوف دقيقة حداد على كل ضحايا «الربيع العربي»، وطالب بوزيك بمزيد من الدعم للشباب في العالم العربي. ودلل على ذلك باختيار اثنين من الشباب بين الفائزين، كما يجسد الاختيار التقدير والاحترام لدور المرأة في «الربيع العربي».

وعقب تسلم الجائزة تلقى كل من السنوسي ومحفوظ قبلة من كاثرين أشتون، منسقة السياسة الخارجية، كما صفق الحضور طويلا للفائزين. وقال رئيس البرلمان الأوروبي: «هؤلاء الأشخاص أسهموا في التغييرات التاريخية التي شهدها العالم العربي، وتؤكد الجائزة تضامن البرلمان الأوروبي ودعمه الدائم للنضال من أجل الحرية والديمقراطية ونهاية الأنظمة الديكتاتورية».

وقال بوزيك: «الجائزة رمز لجميع الذين يعملون من أجل حقوق الكرامة والديمقراطية والحريات الأساسية في العالم العربي وخارجه». وكانت المنافسة العام الحالي بين النشطاء الـ5 والمرشحين الآخرين وهما البيلاروسي ديمتري بنداردكا، أما المرشح الآخر فكان منظمة مجتمع السلم في كولومبيا، وكان أبرز من حصل على الجائزة الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا الذي فاز بالنسخة الأولى من الجائزة. وهناك أيضا كوفي أنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة. والجائزة الأوروبية تحمل اسم ساخاروف، نسبة للعالم الفيزيائي والمنشق الروسي، أندريه ساخاروف وخصصها البرلمان الأوروبي منذ 1988 للأشخاص والأفراد الذين أسهموا في النضال من أجل الحرية والديمقراطية وقيمة الجائزة 50 ألف جنيه.