التلاميذ السوريون اللاجئون في لبنان يتابعون دراستهم مع صعوبة الاندماج

الهيئة العليا للإغاثة تولت تكاليف تسجيلهم

TT

إضافة إلى المعاناة الاجتماعية التي يعاني منها الأطفال السوريون اللاجئون إلى لبنان، تأتي المعاناة الأكاديمية لتضاف إلى يومياتهم، ولا سيما في ما يتعلق باختلاف البرامج التربوية بين لبنان وسوريا، كما يؤكد عادل ملحم مدير مدرسة «نبع العوادة» في منطقة وادي خالد في شمال لبنان.

وفي حين يتوزع عدد هؤلاء التلاميذ، وذلك نظرا إلى الوجهة أو المنطقة التي تتخذها عائلاتهم مقرا لها بعد هروبها إلى لبنان، في منطقة البقاع والشمال بشكل خاص ولا سيما في منطقة وادي خالد، يقول ملحم لـ«الشرق الأوسط»: «تبين لنا في الإحصاء الذي قمنا به منذ شهرين أن هناك 396 طفلا سوريا بين سن 4 و17 عاما، لكن لم يسجل منهم في المدارس الموزعة في وادي خالد الـ18 إلا نحو 300 تلميذ. ويلفت ملحم إلى أن الهيئة العليا للإغاثة تولت وبتعليمات من رئيسها رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، مهمة تغطية تكاليف هؤلاء على نفقتها من دفع الأقساط إلى تأمين الكتب والمستلزمات المدرسية، لكنه يشير إلى أن هذه التقديمات لا تشمل التلاميذ الذين تقل أعمارهم عن 6 سنوات وذلك بحسب النظام التعليمي في سوريا الذي يحدد دخول التلميذ إلى المدرسة بست سنوات». لذا يضيف «عمدت أنا وبعض المديرين إلى إعطاء الفرصة لعدد من هؤلاء الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و6 سنوات ويبلغ عددهم 70 تلميذا، كي يداوموا بشكل عادي مع زملائهم اللبنانيين من السن نفسه من دون تسجيل رسمي، وإن كنا لن نتمكن من إعطائهم شهادة أو أي دليل يثبت أنهم تلقوا برنامج الصف».

ومن جهة أخرى، يعتبر ملحم أن المشكلة الأساسية التي يعاني منها التلاميذ السوريون في لبنان الذين يداومون بشكل يومي من دون انقطاع، هي الاختلاف في البرامج التربوية بين البلدين، إذ تدرس في لبنان المواد الأجنبية التي تعتمد أيضا في تدريس المواد العلمية كالعلوم والرياضيات، على عكس سوريا التي يرتكز برنامجها على اعتماد اللغة العربية في كل المواد، الأمر الذي أثر بشكل سلبي على التلاميذ ومستواهم، ولا سيما على من هم في الصفوف العليا. ويبقى الوضع أفضل بالنسبة إلى من هم في صفوف الروضات والابتدائية، الذين تحسنوا بشكل ملحوظ منذ بدء العام الدراسي لغاية اليوم.

هذا الواقع أشارت إليه أيضا مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان في تقريرها الدوري الذي أشارت فيه إلى مواجهة الأطفال فوق سن الـ12 عاما صعابا في التكيف مع المناهج اللبنانية، الأمر الذي قد يؤدي في بعض الأحيان إلى نقلهم إلى صفوف أدنى في المدرسة.

وللعمل على معالجة هذه المشكلة قدر الإمكان، تقوم المفوضية، إضافة إلى المساعدات التي تقدمها للتلاميذ السوريين برصد مسألة الحضور في المدارس عن كثب، وذلك من خلال إجراء زيارات منتظمة إلى المنازل والمدارس والاجتماع بمديري المدارس والأطفال لتقييم الاحتياجات والثغرات.

كذلك، وللحد قدر الإمكان من مشكلة اللغة، تقوم المفوضية بالتعاون مع عدد من الجمعيات التي تعمل في الشمال ومنظمة الرعاية السورية، تقوم ببرامج ودورات يومية بعد الظهر لتقوية مستوى هؤلاء التلاميذ، كي يتمكنوا قدر الإمكان من اللحاق بالبرنامج الدراسي الذي يتلقونه.