ولايتي: النموذج التركي لا يصلح لبلدان «الصحوة الإسلامية» العربية

المنافسة الإقليمية تشتعل بين طهران وأنقرة

TT

أرسلت إيران خلال اليومين الماضيين رسائل متناقضة تجاه تركيا، فبينما نقلت وكالة أنباء «الأناضول» أمس عن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي تقليله من شأن التهديدات التي أطلقها جنرالات إيرانيون مؤخرا بشأن استهداف نظام الدرع الصاروخية الأميركية الذي وافقت تركيا على استضافته على أراضيها قائلا إن هذه التهديدات لا تعكس السياسة الرسمية الإيرانية، انتقد علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي النموذج التركي الذي تنظر إليه بعض الأحزاب الإسلامية التي صعدت في الدول العربية التي شهدت ثورات هذا العام، وقال إن النموذج التركي لا يصلح لهذه البلدان، وذلك في إشارة إلى الصراع الإقليمي الدائر بين تركيا وإيران في المنطقة العربية.

ووفقا لـ«فاينانشيال تايمز» قال ولايتي بمؤتمر صحافي بأن ما وصفه بـ«العلمانية الإسلامية» التركية هي نموذج للديمقراطية الليبرالية الغربية وهي غير مقبولة بالنسبة إلى البلدان التي تشهد صحوة إسلامية حاليا، في إشارة إلى دول «الربيع العربي».

وقالت وزارة الخارجية في بيان على موقع «تويتر» إن وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، اتصل بنظيره الإيراني ليعبر عن عدم الارتياح إزاء التهديدات الأخيرة باستهداف تركيا إذا تعرضت إيران لهجوم.

وقال وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، لوكالة أنباء الأناضول الحكومية التركية: «وجهنا التحذيرات اللازمة لأولئك الذين يدلون بتصريحات غير مسؤولة لا معنى لها».

وقال: «وجهة النظر الرسمية لجمهورية إيران الإسلامية نحو تركيا تستند إلى الأخوة والصداقة العميقتين».

وفي الأسبوع الماضي قال النائب حسين إبراهيمي إن إيران قد تستهدف تركيا في أي صراع في المستقبل، بسبب استضافتها لدفاعات حلف شمال الأطلسي التي تخشى إيران من أنها قد تحيد الصواريخ التي قد تستخدمها لضرب إسرائيل والقوات الأميركية إذا تعرضت لهجوم.

ونقل عن إبراهيمي قوله في نسخة صحيفة «الشرق» اليومية الصادرة في الثامن من ديسمبر (كانون الأول): «استهداف درع الدفاع الصاروخية على أراضي تركيا سيكون رد فعل مؤكدا وطبيعيا في حالة أي تهديد يصدر من ذلك البلد».

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان على موقع «تويتر» إن صالحي أبلغ داود أوغلو أن مثل هذا البيان يعكس وجهة نظر شخصية ولا يتفق مع موقف الحكومة.

وأدلى مسؤول عسكري رفيع بتعليقات مماثلة في الشهر الماضي.

وقال أمير علي حاج زاده، رئيس وحدة الطيران بالحرس الثوري: «نحن مستعدون لمهاجمة الدرع الصاروخية لحلف شمال الأطلسي في تركيا إذا واجهنا تهديدا»، حسبما ذكرت وكالة أنباء «مهر» شبه الرسمية.

وقال صالحي لداود أوغلو إن المرشد الأعلى الإيراني والرئيس ووزير الخارجية فقط هم الذين يمكنهم الإدلاء بتصريحات رسمية بشأن السياسة الخارجية لإيران، وإن أي رأي آخر هو رأي شخصي.

يذكر أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي يمسك حزبه الإسلامي التوجهات بالحكم في تركيا زار مصر وتونس وليبيا للترويج للتجربة التركية التي حققت نجاحات اقتصادية وقامت برفع مستوى المعيشة في تركيا.

وقالت «فاينانشيال تايمز» إن المنافسة بين تركيا وإيران ازدادت ضراوة بعد أن قررت تركيا استضافة قاعدة لنظام الدرع الصاروخية التابع لحلف الناتو، وكذلك الموقف الذي اتخذته أنقرة تجاه بشار الأسد حليف إيران. كما أشارت «فاينانشيال تايمز» إلى أن هذه المنافسة تعكس إلى أي حد تغيرات السياسات الإقليمية في المنطقة، فذلك يأتي بعد 18 شهرا من مبادرة تركية تحدت الحلفاء الغربيين للوساطة في قضية الملف النووي الإيراني.

ونقلت «فاينانشيال تايمز» عن مسؤول تركي قوله إن الإيرانيين يدعمون الأسد مهما حدث، وهم غير سعداء بنظام الدرع الصاروخية وغير سعداء بدخول تركيا في ملفي سوريا والعراق. وقال أيضا إن المنافسة كانت دائما موجودة رغم أنها لم تكن تخرج إلى السطح إلا فيما ندر. ومن شأن تغير النظام السوري خسارة إيران حليفا رئيسيا يؤمن لها حلقة الوصل بحزب الله في لبنان. وقد جاءت تصريحات ولايتي بعد يومين من تهديدات عضو البرلمان الإيراني حسين إبراهيمي بأن القاعدة الصاروخية في تركيا ستكون أول هدف يستهدف في حالة أزمة، وهي الثانية خلال أسابيع من شخصية إيرانية عامة.

وكانت تركيا قد ردت على قلق إيران من قاعدة الدرع الصاروخية بالتأكيد أن الاتفاق بشأنها لا يشمل إيران وأن تبادل المعلومات لا يشمل إسرائيل، لكن الإيرانيين اعتبروا أنه طالما أن تبادل المعلومات يشمل الولايات المتحدة فإنها ستذهب إلى إسرائيل. كما أن البلدان يتنافسان في العراق، حيث كانت تركيا تدعم إياد علاوي في مواجهة نوري المالكي رئيس الوزراء.