إيران تنفي نيتها إغلاق «هرمز» وترفض إعادة الطائرة الأميركية

بريجنسكي يحذر من حرب كارثية العواقب بين أميركا وإيران

TT

نفت إيران أمس أي نية لإغلاق مضيق هرمز الذي ينقل عبره 40% من إنتاج النفط العالمي وذلك ردا على شائعة في هذا الصدد أثارت أول من أمس اضطرابا في أسواق النفط.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمان باراست إن «الجمهورية الإسلامية كررت أكثر من مرة أن إغلاق مضيق هرمز ليس على جدول أعمالها لأنها تؤمن بأن الاستقرار والهدوء أمران لا غنى عنهما لتمكين دول المنطقة من التقدم على طريق التنمية».

وقدم مهمان باراست هذا الإيضاح بعد تردد شائعات عن تدريب عسكري إيراني على إغلاق مضيق هرمز رفعت أسعار النفط في السوق العالمية وخاصة في نيويورك حيث أغلق برميل الخام الأميركي الخفيف (سويت لايت كرود) على أكثر من 100 دولار بارتفاع يزيد عن 2%.

ونجمت هذه الشائعة عن تصريح لنائب إيراني نقلته وكالة أنباء يؤكد فيه أن الحرس الثوري سيجري مناورات على إغلاق المضيق دون المزيد من الإيضاحات.

وبعد ذلك تم سحب هذا التصريح الذي لم يؤكده أي مسؤول أو وسيلة إعلامية أخرى.

ويتولي «البسدران» أو الحرس الثوري مسؤولية الأمن في الخليج. وقد أشارت قوات النخبة الإيرانية هذه أكثر من مرة إلى إمكانية إغلاق المضيق إذا ما تعرضت إيران لهجوم أو منعت من تصدير نفطها بحريا.

واتهم مهمان باراست أمس إسرائيل والولايات المتحدة بـ«محاولة عسكرة الأجواء في المنطقة بتوجيه تهديدات» محذرا من «إثارة ردود فعل أحادية» في إيران من قبل «أشخاص ليس لديهم مسؤوليات رسمية ولا يمثلون وجهة نظر الحكومة مثل برلمانيين».

في غضون ذلك حذر زينوف بريجنسكي مستشار الأمن القومي الأميركي خلال عهد الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر من أن علاقات الولايات المتحدة مع إيران تبدو خلافية إلى حد قد يقود إلى حرب «كارثية» العواقب.

وقال بريجنسكي ا أمام منتدى المجلس الأطلسي بواشنطن «نحن نعتقد أنه سيكون بإمكاننا تفادي الحرب من خلال اللجوء إلى إجراءات للضغط» مثل العقوبات لإجبار إيران على التخلي عن برنامجها النووي.

لكنه أضاف أنه «كلما زاد استخدامكم للضغط فإنه في حال لم يؤد إلى نتيجة سيزيد من مخاطر قيام الحرب ما يقلص بشكل كبير من هامش المناورة لدينا».

وأعرب بريجنسكي عن قلقه من تصاعد «الحرب الكلامية» بين البلدين مشيرا إلى أنه «يجري اتخاذ الكثير من القرارات الصغيرة التي تحد من حرية تحركنا في المستقبل».

وأضاف: «إذا دخلنا في نزاع مفتوح مع إيران تحت أي شكل فإن العواقب علينا ستكون كارثية! كارثية بشكل مكثف وعلى مستوى شامل». وكان بريجنسكي عمل في البيت الأبيض في 1979 حين أطاحت الثورة الإسلامية بشاه إيران حليف الولايات المتحدة.

وفي تطور آخر نقلت وكالة مهر للأنباء عن قائد من الحرس الثوري الإيراني قوله أمس إن إيران قد تنقل عمليات تخصيب اليورانيوم إلى مواقع أكثر أمنا إذا اقتضت الضرورة.

ونقلت الوكالة عن البريجادير جنرال غلام رضا جلالي قوله إذا تطلب الأمر سننقل مراكزنا لتخصيب اليورانيوم إلى أماكن أكثر أمنا.

إلى ذلك رفضت إيران طلب واشنطن إعادة الطائرة من دون طيار التي قالت إيران إنها أسقطتها، ونقلت وكالة أنباء فارس عن الجنرال محمد حجازي نائب رئيس هيئة الأركان العامة في القوات المسلحة في مؤتمر صحافي أمس أن طلب الرئيس الأميركي باستعادة طائرة التجسس يدل على مدى وقاحة الإدارة الأميركية، معربا: «أن على هذه الإدارة توجيه اعتذار رسمي من الحكومة والشعب الإيراني بسبب خرق السيادة الإيرانية بدلا من التفوه بهذه التصريحات الباطلة». وقال: «على مجلس الأمن الدولي اتخاذ إجراءات صارمة حيال الخرق الأميركي للأجواء الإيرانية وإن لم يقم المجلس بمهامه المهنية سينفضح أمام المجتمع الدولي بمعاييره المزدوجة المنحازة لأغراض خاصة ويثبت عدم كفاءة أمم المتحدة لإدارة العالم».

وأشار إلى كفاءة الخبراء الإيرانيين وقدراتهم بالتوصل إلى تقنية إنتاج النسخة الإيرانية من الطائرة الأميركية واستخدامها في سلاح الجو الإيراني. ووصف حجازي الطلب الأميركي بالاعتراف على هزيمة الخطط الأميركية ضد إيران، مشددا: «إن إيران تحتفظ بحقها القانوني لاتخاذ إجراءات حازمة للحد من تكرار هذه الخروقات مستقبلا».