اشتباكات دامية في درعا ومقتل 27 جنديا

ناشطون يحصون سقوط نحو ألف جندي منشق وأكثر من 350 طفلا منذ بدء الثورة

جثة امرأة ملقاة على الطريق في دمشق، يعتقد أنها قتلت برصاص القناصة في صورة مأخوذة من فيديو تم تحميله على «يوتيوب» (أ.ب)
TT

أتمت الانتفاضة السورية أمس شهرها التاسع، مع إحصاء مركز توثيق الانتهاكات في سوريا ولجان التنسيق المحلية مقتل 5216 قتيلا، بينما الأعداد الفعلية، وفق «لجان التنسيق» تفوق هذه الأرقام، «وأسماء جديدة تضاف يوميا لشهداء لم نعلم بمقتلهم في حينها بسبب ظروف الحصار والاقتحامات المتتالية وانقطاع الاتصالات».

وأفادت «لجان التنسيق»، في بيان أصدرته أمس، بأن «عدد العسكريين الذين قتلوا على خلفية انشقاقهم عن جيش النظام بلغ 968 قتيلا، كما بلغ عدد الأطفال القتلى 356 طفلا (289 طفلا ذكرا و67 طفلة أنثى)، فضلا عن عشرات آلاف المعتقلين والمفقودين والمهجرين من منازلهم ومدنهم».

وفيما تتفوق حمص بعدد القتلى فيها مع توثيق مقتل 1782 شخصا، تليها حماه بـ805 قتلى، ودرعا بـ713 قتيلا، فإدلب بـ591 قتيلا، وريف دمشق بـ407 قتلى، اتهمت «لجان التنسيق» النظام «خلال الشهور التسعة الماضية بأنه استخدم جميع أساليب العنف الممكنة في محاولات يائسة لقمع الثورة»، مرتكبا «جرائم ضد الإنسانية لم تستثن شيخا أو طفلا».

وجاء ذلك مع استمرار الاشتباكات بين منشقين والقوات النظامية أمس، إذ قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن منشقين عن الجيش السوري قتلوا 27 جنديا على الأقل في جنوب سوريا أمس، في أكثر الهجمات دموية ضد القوات الموالية للرئيس بشار الأسد منذ بداية الانتفاضة. وأضاف أن الاشتباكات اندلعت في مدينة درعا، وعند نقطة تفتيش شرق المدينة قتل جميع الأفراد الذين يتولون حراستها وعددهم 15 جنديا.

ولم يذكر المرصد السوري كيف بدأت الاشتباكات لكن العدد الكبير من الخسائر البشرية بين قوات الأمن يشير إلى هجمات منسقة من جانب منشقين من الجيش صعدوا هجماتهم في الأسابيع القليلة الماضية مما يزيد من شبح الانزلاق نحو حرب أهلية. وقال رامي عبد الرحمن من المرصد السوري لحقوق الإنسان إن معركة كبيرة بدأت أمس عند الفجر تقريبا في منطقتين بمدينة درعا ونقطة تفتيش مشتركة من الجيش وقوات الأمن قرب المسيفرة الواقعة على بعد نحو 25 كيلومترا شرق درعا. وصعد المنشقون من الجيش حملتهم ضد قوات الأمن في الشهر الماضي ونصبوا أكمنة للقوافل العسكرية وفتحوا النار على مركز تابع للمخابرات على مشارف دمشق وقتلوا ستة طيارين في قاعدة جوية. ودفعت إراقة الدماء زعيم جماعة المعارضة السياسية الرئيسية إلى دعوة قوات المنشقين المعروفة باسم «الجيش السوري الحر» إلى أن تقصر العمليات ضد جيش الأسد على الدفاع عن المحتجين. وقال برهان غليون لـ«رويترز» الأسبوع الماضي «نريد أن نتجنب حربا أهلية بأي ثمن». لكن تأثيره على المنشقين محدود فيما يبدو.

وقال ضابط من الجيش السوري الحر تحدث قبل اشتباكات أمس، إن المنشقين لديهم ما يبرر استهداف قوات الأسد، وإن تصريحات غليون تنم عن «نقص معلومات بشأن الأساس العسكري لهذا النظام».

وقال الرائد ماهر إسماعيل النعيمي لـ«رويترز»: «أي شخص يحمل أسلحة ضد المدنيين سواء من الجيش أو الأمن أو الشبيحة ويقتل مدنيين سنرد عليه ونلحق أي أضرار في وسعنا». وأضاف النعيمي الذي انشق على الحرس الجمهوري: «في رأينا هذا لا يعني أن الثورة تتخلى عن طبيعتها السلمية»، وهو الآن متحدث باسم الجيش السوري الحر، لكنه قال إنه يعرض آراءه الشخصية. وقال: «هذه استراتيجية دفاعية ضد نظام نشر قواته الخاصة في أنحاء البلاد وقطع المدفعية والدبابات والأسلحة الآلية لقتل المدنيين والمنشقين».

وكان ناشطون سوريون قالوا إن القوات السورية اقتحمت مدينة حماه أول من أمس لفض «إضراب الكرامة» الذي دعت إليه المعارضة، وقتلت عشرة أشخاص على الأقل، لكنها لقيت مقاومة من مسلحين دمروا عربتين مدرعتين. والهجوم على حماه هو الأول الذي تستخدم فيه المدرعات منذ هجوم بالدبابات في أغسطس (آب) سحق احتجاجات ضخمة في المدينة. وقال ناشطون إن القوات أطلقت نيران الأسلحة الآلية ونهبت وأحرقت المتاجر التي أغلقت أبوابها التزاما بالإضراب المفتوح. ورغم الأزمة الاقتصادية المتفاقمة والعدد المتزايد للمنشقين من الجيش، ولا سيما بين المجندين السنة، ما زال معظم الجيش مواليا للأسد.