لا وفيات في «موقعة الحواوشي».. والنيابة تأمر بتحليل عينات الأطعمة المسممة

المعتصمون لـ«الشرق الأوسط»: أتينا لنموت شهداء.. لا لنموت غدرا

TT

نفى وزير الصحة المصري الدكتور فؤاد النواوي أمس وجود حالات وفاة جراء حالات التسمم التي أصابت عددا من المعتصمين أمام مقر مجلس الوزراء، الليلة قبل الماضية، في ما عرف إعلاميا بـ«موقعة الحواوشي»، وكشف عن أن عدد المصابين بلغ 65 مصابا خرجوا جميعا من المستشفيات بعد أن استقرت حالتهم، سوى حالة واحدة ما زالت تتلقى العلاج بمركز السموم بجامعة عين شمس، بينما أرسلت النيابة المصرية عينة من طعام المعتصمين المصابين إلى وزارة الصحة لتحليلها.

وقال الدكتور عمرو قنديل وكيل وزارة الصحة للشؤون الوقائية إنه تم أخذ عينات من أطعمة المعتصمين وتم إرسالها إلى المعامل المركزية لوزارة الصحة، كما تم أخذ عينات دم من 12 حالة مصابة بقيء وآلام في المعدة، بالإضافة إلى عينات من العصارة المعوية لـ6 حالات، وتم إرسالها إلى مركز السموم بطب عين شمس والمعامل المركزية لتحليلها، مشيرا إلى أن النتائج سوف تظهر خلال 72 ساعة. وكان معتصمو مجلس الوزراء قد تعرضوا الليلة قبل الماضية لحالات تسمم إثر تناولهم أطعمة جلبتها سيدة مجهولة، مما أدى إلى حالات تسمم كثيرة، وتسببت في غضب بين صفوف المعتصمين الذي أغلقوا ميدان التحرير لوقت قصير قبل أن يعيدوا فتحه أمام حركة المرور.

كرم إسماعيل (38 عاما) أحد المعتصمين الذين أصيبوا بالتسمم، قال لـ«الشرق الأوسط»: «تسلمت الأطعمة من سيدة كانت تستقل سيارة برونزية اللون، وكانت تحمل أكياسا بها حواوشي وسمك، وأخبرتني بأن متطوعين أرسلوا الأطعمة للمعتصمين، وودعتنا دون أن تدخل لمقر المعتصمين، ولم يراودني الشك لأننا يوميا نتلقى مثل هذه الأطعمة من المتضامنين معنا». وأضاف: «بعد ربع ساعة من توزيع الأطعمة سقط أحدنا مغشيا عليه، فاعتقدنا في بادئ الأمر أنه أمر طبيعي، ولكن مع مرور الوقت بدأ الشباب يتساقطون واحدا تلو الآخر، وأصبح الأمر غير طبيعي، وبعد أن انتهيت من الطعام أخبرني صديقي بأن وجهي لونه تغير، لأسقط على الأرض مغشيا عليّ بعد جملته مباشرة».

وتابع: «حملني الأطباء للمستشفى الميداني مثل الكثير من الحالات بعد أن شعرت بضيق في التنفس وألم في البطن، وبعض التقلصات في المعدة، ووضعوني تحت جهاز التنفس وكانوا يعالجونني وسط حالة من القلق الشديد، وشعرت أني بين الحياة والموت وأنها آخر أنفاسي، وحسبي الله ونعم الوكيل». بينما جلس إسماعيل ينظر إلى اللافتة المعلقة على مبني مجلس الشعب التي كتب عليها «الديمقراطية هي توكيد لسيادة الشعب»، قائلا: «هذا ثمن الديمقراطية، أتيت إلى هنا لأموت شهيدا.. لا لأموت غدرا».

من جانبهم شدد المعتصمون إجراءات الدخول إلى مقر الاعتصام أمام مجلس الوزراء، حيث قاموا بتصوير البطاقات الشخصية لمن يجلب الأطعمة إليهم، بينما اشترطوا أن تكون مغلقة.