الجيش السوري يرفع سواتر ترابية جديدة على حدود لبنان لمنع وصول الجرحى والنازحين

تيار المستقبل ينفي «مزاعم» الإعلام السوري عن تدريبه مقاتلين إيرانيين لصالح المعارضة السورية

لاجئون سوريون في بيوت مؤقتة بمدينة الرمثا الأردنية (رويترز)
TT

شهدت الحدود اللبنانية الشمالية تطورا جديدا أمس تمثّل في رفع الجيش السوري سواتر ترابية إضافية، بين الأراضي السورية واللبنانية، لمنع تسلل النازحين ونقل الجرحى السوريين إلى مستشفيات لبنان، وجاء هذا الإجراء إثر إدخال 11 جريحا منتصف ليل أول من أمس إلى مستشفيات عكار وطرابلس، كانوا أصيبوا في مدينتي القصير وحمص القريبتين من الحدود اللبنانية.

وكشف الناشط في مجال حقوق الإنسان ومساعدة النازحين السوريين أحمد السيّد، أن «السواتر التي رفعت ليست ظاهرة جديدة، إنما عززت سواتر أقامها الجيش السوري منذ انتشاره بكثافة على الحدود على أثر انطلاقة الثورة في سوريا». وأكد السيّد لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه السواتر مهما كثرت لن تحول دون مساعدة نازحين جدد إلى لبنان، ولن تقف عائقا أمام نقل الجرحى السوريين لإسعافهم ومعالجتهم انطلاقا من المبدأ الإنساني والأخلاقي وليس السياسي أو الطائفي». وقال «كلما أحكم السوري إغلاق المنافذ على الحدود، بحثنا عن وسائل تمكننا من متابعة مهمتنا الإنسانية تجاه إخوتنا السوريين سواء كانوا نازحين أو مصابين».

إلى ذلك، اعتبر عضو كتلة «المستقبل» النائب معين المرعبي، أن «بناء السواتر الترابية بين منطقة وادي خالد والمناطق الحدودية السورية، هي محاولة لعزل كل اللاجئين السوريين، وتصبو إلى وضع كل السوريين في سجن من النار ومنع الإعانات الطبية من الوصول إليهم». وناشد الهيئة العليا للإغاثة بأن «تجد للاجئين السوريين مراكز إيواء، وإذا كانت الدولة اللبنانية عاجزة عن الأمر فليطلبوا (الحكومة) مساعدة المجتمع الدولي».

أما رئيس بلدية وادي خالد محمود خزعل، فرأى في بناء سواتر ترابية جديدة «عملية إرهابية هدفها قطع نقطة الدم عن جريح». وقال «من خلال هذه المعابر التي أقفلت كنا نمرر الأدوية العلاجية والتبرعات بالدم للمصابين السوريين»، مشيرا إلى أنه «لا يوجد في وادي خالد إلا قطع السلاح الفردية وما الإعلان عن تهريب سلاح إلى الداخل السوري، سوى تبرير لرفع هذه السواتر وسد منافذ المعونات على اللاجئين السوريين في وادي خالد».

وفي سياق متصل، أعلنت محطة «الإخبارية» السورية، أن «تيار «المستقبل يشتري ذمم 7 أشخاص إيرانيين من عرب الأهواز تم إحضارهم إلى مدينة صيدا (جنوب لبنان) لتدريبهم ليتم نقلهم إلى سوريا»، وقالت المحطة إنه «لدى وصولهم إلى سوريا سيتم اعتقالهم ضمن إطار مسرحية هزلية من قبل مجموعات مسلحة أطلقت على نفسها اسم الجيش السوري الحر، وسيدعون أنهم من الحرس الثوري الإيراني وشاركوا في القتال إلى جانب الجيش السوري ضد المتظاهرين السلميين». مشيرة إلى أن «هذه المجموعة يترأسها شخص يدعى بلحاج رضا مير زادي، الذي سيقدم اعترافات للمجموعات المسلحة التي أطلقت على نفسها الجيش الحر أنه تلقى أموالا طائلة من الحرس الثوري للدفاع عن النظام في سوريا».

وردّ منسق عام الإعلام في تيار «المستقبل» أيمن جزيني على هذه الرواية، فاعتبر أن «النظام السوري وصل إلى حالة من الإفلاس غير المسبوقة، بعدما أثبت عجزه الكلّي عن مواجهة ثورة شعبه التي تقوده إلى الهلاك المحتّم». وأكد جزيني لـ«الشرق الأوسط»، أن «أكاذيب الإعلام السوري ليست غريبة عن أدبيات هذا النظام، فقد سبقه إليها من أيام قليلة رئيس دبلوماسيته الوزير وليد المعلم الذي لم يجد ما يثبت مزاعم نظامه عن وجود مجموعات إرهابية، إلا بتركيب أفلام صورت في لبنان في عام 2008 ليسقطها على الواقع في سوريا، لتبرير جرائم القتل التي ترتكب بحق الأبرياء العزّل». مذكرا بأن «تيار المستقبل ليس لديه معسكرات تدريب لا في لبنان ولا خارجه، ولم يكن يوما يؤمن لا بالسلاح ولا بالتسلّح، ولذلك فإن هذه الروايات الكاذبة لن تجد من يصدقها إلا من يدور في فلك هذا النظام وينهل من معينه»، لافتا إلى أن «هذه الرواية الكاذبة والمختلقة سبق ونشرتها إحدى الصحف اللبنانية الناطقة باسم النظام السوري في لبنان».