يوما بعد الآخر، يزداد اقتران ثورة «25 يناير» في مصر بالتكنولوجيا، «فثورة 25 يناير»، التي دعي إليها عبر فضاء الإلكتروني، قبل أن تتحول لثورة شعبية في شوارع مصر، تحولت إلى الكلمات الأكثر بحثا للمصريين على موقع «غوغل» في عام 2011، حسبما أعلنت شركة البحث الإلكتروني اليوم، وهو ما يعد تحولا جذريا في اهتمامات البحث الإلكتروني لدى المصريين، بحسب وائل الفخراني، المدير الإقليمي لشركة «غوغل» في مصر وشمال أفريقيا.
وأعلنت شركة «غوغل»، أمس الخميس، أن «ثورة 25 يناير» التي أطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك في وقت سابق من العام الحالي، كانت أكثر كلمة بحث عنها المصريون على محركها للبحث في 2011.
وأصدرت الشركة أمس النتائج السنوية لمؤشر «Zeitgeist»، الذي يلقي نظرة عامة على أهم الأمور التي بحث عنها مستخدمو الإنترنت طوال العام، كما يسلط الضوء على أهم الأحداث وأبرز الاتجاهات لمستخدمي محرك البحث «غوغل» في جميع أنحاء العالم، و«Zeitgeist» كلمة ألمانية تعني روح العصر.
وقالت «غوغل» في بيان لها إن الكلمات الأكثر بحثا من قبل المصريين كانت «ثورة 25 يناير» ثم «ميدان التحرير» بؤرة الاحتجاجات في مصر، ومعقل الثورة التي استمرت 18 يوما، وحلت ثالثا لكلمة «فيس بوك» الموقع الاجتماعي الشهير الذي استغله النشطاء في حشد التأييد للثورة قبل انطلاقها.
وبالنسبة للشخصيات التي كانت موضع أكثر بحث في مصر، جاءت كلمة «مبارك» الذي قضى نحو 30 عاما كرئيس للبلاد، ويحاكم حاليا بعدة تهم من بينها قتل المتظاهرين، ووائل غنيم مدير تسويق «غوغل» بالشرق الأوسط، وهو ناشط على الإنترنت واعتقل لفترة وجيزة أثناء الاحتجاجات، على رأس قائمة الشخصيات الأكثر بحثا.
وتعكس نتائج البحث على غوغل، الأحداث الأخيرة التي شهدتها مصر عبر العام الحالي. كما تعكس قائمة أبرز نتائج البحث على مستوى الشخصيات العامة، الكثير من الرموز التي أسهمت في الثورة.
المثير أن موقع «غوغل» للبحث على الإنترنت لعب دورا مميزا في ثورة 25 يناير، فوائل غنيم، مدير تسويق «غوغل» بالشرق الأوسط لعب دورا محفزا للثورة عبر إدارته لصفحة «كلنا خالد سعيد»، كما قدمت «غوغل» خدمة خاصة للثوار المصريين أثناء انقطاع خدمة الإنترنت خلال الثورة يتيح للمصريين تسجيل تدويناتهم صوتيا من خلال الهواتف المحمولة. وقبيل الانتخابات البرلمانية، خصصت «غوغل» صفحة خاصة للانتخابات المصرية تضمنت آخر الأخبار والمقالات المتعلقة بالانتخابات، كما تميزت باحتوائها على روابط مباشرة للمواقع المهمة، كموقع اللجنة العليا للانتخابات، هذا بالإضافة إلى أن الصفحة مدعومة باللغتين العربية والإنجليزية، مما ساعد الكثير من الصحافيين الأجانب بالقاهرة.
وقبل شهور، قال تقرير صادر عن شركة «Techno wireless»، المصرية المتخصصة في التسويق الإلكتروني، إن سلوكيات مستخدمي الإنترنت في مصر اختلفت بعد 25 يناير (كانون الثاني)، ووفقا للتقرير فإن المصريين قبل هذا التاريخ كانوا أكثر اهتماما بالترفية، أما بعد الثورة فقد أصبحوا أكثر دراية بكيفية استخدام أدوات الإنترنت. ولأول مرة تعلموا استخدام المواقع الوسيطة والتغلب على تعطيل الشبكات الاجتماعية والبحث عن الأخبار ذات المصداقية والتركيز على إيجاد مصادر للمتابعة الحية.
وقال المهندس وائل الفخراني، المدير الإقليمي لـ«غوغل» في مصر وشمال أفريقيا، لـ«الشرق الأوسط»: إن «نتائج البحث الذي كشفها مؤشر (Zeitgeist) تعكس التغير الكبير في توجهات المجتمع المصري بعد الثورة»، وتابع الفخراني: «المؤشر أوضح أن فهرس بحث المصريين عن الأخبار أكبر بكثير من فهرس الترفية، وهو الفهرس الذي كان طاغيا على سلوكهم البحثي عبر سنين»، موضحا أن فهرس الأبحاث يتضمن مواقع الأخبار والصحف اليومية، بعد أن كانت مواقع الترفية هي الغالبة. وقال الفخراني إن فهرس الأخبار شكل حيزا جديدا لم يكن موجودا، وتابع الفخراني أن السلوك البحثي للمصريين على «غوغل» يعكس أن المصريين أصبحوا أكثر رغبة في معرفة الرأي والرأي الأخر، ورغبة في التأكد من المعلومة.
لكن الفخراني نفى إمكانية إعلان عدد مرات البحث لكل كلمة على موقع «غوغل»، مؤكدا أن ذلك ضد سياسة الشركة دون إبداء مزيد من التوضيح.