السلطة تنتقد المرحلة الثانية من صفقة شاليط.. وتعتبرها استهتارا بالمفاوض الحمساوي

نتنياهو يرفض اعتبار المستوطنين المعتدين على المساجد تنظيما إرهابيا

فلسطينيون يتفقدون الأضرار التي لحقت بمسجد في بلدة برقة الواقعة إلى الشرق من رام الله جراء الحريق الذي أضرمه به المستوطنون أمس (أ.ب)
TT

انتقدت السلطة الفلسطينية المعايير التي وافقت عليها حركة حماس للإفراج عن 550 أسيرا في المرحلة الثانية والأخيرة من صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل، بعدما نشرت مصلحة السجون الإسرائيلية القائمة النهائية للأسرى المنوي الإفراج عنهم بعد غد.

وحمل وزير شؤون الأسرى عيسى قراقع «المسؤولية التامة» لمفاوضي حركة حماس، عن آلية الاتفاق على الدفعة الثانية من صفقة التبادل، ووصفها بالشكلية والصورية، وقال إنها «استهتار فظيع بالمفاوض الفلسطيني».

وتشير القائمة التي نشرتها مصلحة السجون الإسرائيلية، إلى أن 70 في المائة من المفرج عنهم تنتهي أحكامهم بعد شهر إلى خمس سنوات، وفيهم 336 أسيرا كان سيطلق سراحهم في غضون عام، من بينهم 24 أسيرا كان من المقرر الإفراج عنهم هذا الشهر، و72 أسيرا من المقرر الإفراج عنهم الشهر القادم.

وإضافة إلى ذلك، فإن القائمة لا تشمل 5 أسيرات فلسطينيات، من بينهن أسيرات الداخل (عرب 48)، ولا الأسرى القدامى المعتقلين قبل اتفاق أوسلو وعددهم 124 أسيرا، ولا مرضى ومعاقين ومصابين بأمراض خطيرة. غير أن القائمة تشمل أسيرين أردنيين، هما صالح عارف ووائل حوراني، وأسيرين من القدس المحتلة. وقال قراقع إن «الأسرى وعائلاتهم أصيبوا بصدمة من هذه الإفراجات التي اعتبروها تكريسا للمفاهيم والشروط الإسرائيلية».

وفي قضية أخرى شكك مسؤول في النيابة العامة الإسرائيلية في جدوى الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمكافحة ظاهرة الاعتداءات البلطجية وجرائم إحراق المساجد. وقال: «القانون يوفر للحكومة ما يكفي من العقوبات، لكن المشكلة تكمن في مدى الصدق والجدية في تطبيقها ضد هؤلاء المتطرفين».

وكانت عصابات المستوطنين التي تعرف نفسها باسم «جباية الثمن»، قد ردت على هدم سيرة مواشي وبيت مؤقت تابعين لإحدى البؤر الاستيطانية المحاذية لمدينة نابلس، فجر أمس، بإشعال النيران في مسجد النور في قرية برقة شرق محافظة رام الله والبيرة، لتسجل خامس جريمة إحراق مسجد في السنة الأخيرة. وقال شهود عيان من القرية إنهم لدى توجههم لأداء صلاة الفجر اكتشفوا حريقا هائلا في الطابقين الأول والثاني من المسجد، وشعارات كتبت على الجدران باللغة العبرية، تؤكد مسؤوليتهم عنها، مثل: «العربي الجيد هو العربي الميت». كما قاموا بمحو أسماء البلدات العربية من اللافتات على الطرقات. وعمل أبناء القرية على إخماد النيران التي أتت على أجزاء كبيرة من محتويات المسجد وسجاجيده وكتبه، وبينها نسخ من القرآن الكريم. ويأتي هذا الحريق بعد يوم واحد من قيام مستوطنين متطرفين بحرق مسجد عكاشة في القدس الغربية، وضمن سلسلة اعتداءات مستمرة على المساجد الفلسطينية شهدها العام الحالي على الأقل.

وإثر هذه الجريمة، اجتمع الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس، مع قيادة المستوطنين، محذرا من خطورة أفعال رفاقهم في اليمين المتطرف. وقال إن العالم العربي يلتهب والأصوات ضد إسرائيل تتعالى من كل حدب وصوب، والمتطرفون يصبون الزيت على النار. ولفت إلى أن ما يفعله المستوطنون يسيء إلى سمعة إسرائيل في العالم، ويؤجج ضدها العداء. ورفض رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، رفض طلب وزراء الدفاع والقضاء والأمن الداخلي اعتبار هؤلاء المتطرفين «تنظيما إرهابيا» ومساواتهم بالفلسطينيين في حال ارتكابهم جرائم دموية. وقال: «إنهم ليسوا إرهابيين، إنما هم فوضويون مثل اليهود الفوضويين الذين يتظاهرون كل أسبوع في نعالين وبلعين مع الفلسطينيين، ويرجمون الجيش بالحجارة». واعتبرهم «أناسا بلا مبادئ».

وقد أثار موقف نتنياهو هذا استهجانا لدى وزرائه وقيادة الجيش. ووصفته تسيبي ليفني، رئيسة حزب «كديما» بأنه «تشجيع مكشوف لرفاقه المتطرفين في اليمين، الذين لا يكترثون للقانون ولا يتورعون عن الاعتداء على ضباط الجيش وعلى الفلسطينيين ومساجدهم». وأدانت الرئاسة الفلسطينية، «استمرار الاعتداء على المقدسات الإسلامية»، واعتبر الناطق الرسمي باسمها نبيل أبو ردينة إحراق المسجد، استمرارا لمسلسل الخروقات الإسرائيلية، واصفا الاعتداء على المقدسات بإعلان حرب على الشعب الفلسطيني.