كرزاي يفضل إقامة مكتب لطالبان في السعودية أو تركيا

بعد الكشف عن خطط لفتحه في الدوحة

حميد كرزاي
TT

في مؤشر على وجود خلافات مع قطر على الرغم من نفيها من قبل كابل، وردا على تقارير أفادت بأنها فتحت مكتبا تمثيليا لحركة طالبان في الدوحة، أشار الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، إلى أنه يحبذ أن طالبان تفتح مكتبا في دولة مثل السعودية أو تركيا. وقال كرزاي أمس إنه إذا كانت الظروف الأمنية تجعل من المستحيل بالنسبة لطالبان فتح مكتب سياسي لها في أفغانستان، فإنها يجب أن تفتح مكتبا في دولة إسلامية أخرى، مثل المملكة العربية السعودية أو تركيا.

وحسب كرزاي، فإن قيام طالبان بفتح مكتب سياسي، سيكون دليلا على وجود استعداد لديها للدخول في حوار سلمي، كما يكشف نواياها الساعية للتوصل إلى حل غير عنيف للحرب المتواصلة منذ عشر سنوات وحصدت أرواح آلاف الأفغان.

غير أن سفير طالبان السابق في باكستان، الذي رشحته تقارير صحافية لتولي منصب رئيس البعثة، قال إنه ليس لديه أي علم بخطط لإقامة مكتب سياسي للحركة في الدوحة. وأضاف السفير السابق سلمان زعيف، في تصريحات لوكالة «أسوشييتد برس»، أن ليس لديه أي فكرة حول فتح مكتب. وأكد كلامه ارسالا رحماني، المسؤول الكبير في مجلس السلام الأفغاني المسؤول السابق في طالبان، الذي يضم 70 شخصيا أفغانية نافذة، بقوله إنه لا يعرف بوجود مثل هذه الخطط.

وكانت أفغانستان قد استدعت، أول من أمس، سفيرها لدى قطر، خالد زكريا، للتشاور بعد ساعات من نشر خبر مفاده بأن الترتيبات النهائية قد اتخذت في الدوحة لإقامة مكتب تمثيلي لطالبان فيها يتمتع «بمزايا البعثة الدبلوماسية، ولكن ليس بالحماية الرسمية المقررة لها»، حسب ما ذكرت وكالة «رويترز». لكن كابل ثمنت علاقاتها مع قطر، وأكدت على تواصل الاتصالات الدبلوماسية.

وعلى الرغم من عدم وجود توضيحات رسمية عن أسباب استدعاء السفير، فإن «أسوشييتد برس» نسبت إلى مسؤولي أفغاني، لم تسمه، القول إن استدعاء السفير زكريا، جاء بسبب عدم إشراك قطر للحكومة الأفغانية، وعدم استشارتها في هذه المسألة. وأضاف المسؤول أن الحكومة الأفغانية ستدعم إقامة عنوان لطالبان فقط، كخطوة في طريق عملية السلام، وليس كتنازل من قبلها.

وجاء في الخبر الذي نشر في صحيفة الهندية، ونسبته إلى مصادر دبلوماسية هندية لم تسمها، أن مسؤولين قطريين وأميركيين اتفقوا على إقامة المكتب مع ممثل لطالبان. وتسعى الولايات المتحدة إلى التوصل لتسوية سياسية لحرب استمرت عشر سنوات، وتكلفت الكثير، لكن المسؤولين الأفغان يصرون على أن تتم عملية السلام بقيادة أفغانية.

وأكد متحدث باسم كرزاي، الذي ساند كثيرا فكرة إجراء محادثات سلام مع المتمردين، أمس، أن استدعاء السفير جاء بسبب مخاوف من استبعاد حكومته. وقال المتحدث ايمل فايزي لوكالة «رويترز»: «جرت مؤخرا بعض المحاولات خارج أفغانستان مع بعض الدول التي أرادت مواصلة عملية السلام أو المفاوضات مع المعارضة المسلحة وحدها، أو (...) دون الحصول على مشورة أفغانستان». وأضاف: «الهدف من استدعاء سفيرنا من قطر هو مناقشة هذا الأمر».. نحن نعارض أي نوع من المفاوضات لا يتولى فيه مبعوث أو مبعوثون من أفغانستان دورا قياديا، ونؤكد أن أي نوع من المفاوضات يجب أن يقوده أفغان».

وقال مكتب الرئيس الأفغاني، حامد كرزاي، إن الزعماء الأفغان الذين اجتمعوا معه أمس لبحث مستقبل محادثات السلام مع طالبان حبذوا إقامة مكتب للحركة المتمردة في السعودية أو تركيا. ونقل البيان الصادر عن الرئاسة عن الزعماء الذين حضروا اجتماع اليوم في كابل، ومن بينهم قادة سابقون للمجاهدين وزعماء دينيون ومسؤولون كبار بالحكومة، قولهم إنه يجب أن تتوقف الحرب و«أعمال العنف ضد شعب أفغانستان» قبل أن يبدأوا المحادثات.