واشنطن ترفض اتهامات روسيا لها بالضلوع في مقتل القذافي

البنتاغون وصفها بـ«السخيفة»

TT

وصفت الولايات المتحدة اتهامات رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بضلوع واشنطن في مقتل العقيد الليبي السابق معمر القذافي بـ«السخيفة». ووصف مسؤول بالخارجية الأميركية الاتهامات بأنها محاولة لتشتيت الأنظار عن الأوضاع الداخلية في روسيا.

في حين وصف النقيب جون كيربي، المتحدث باسم وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، تصريحات بوتين بأنها مثيرة للسخرية، وقال: «الاتهامات بتورط قوات العمليات الخاصة الأميركية في قتل العقيد القذافي مثيرة للسخرية، فقتل القذافي موثق علنا بشكل جيد جدا، وواضحة الظروف المحيطة به، وكذا المسؤولون عن قتله».

وأضاف كيربي خلال مرافقته وزير الدفاع لإنزال العلم الأميركي في بغداد: «لم يكن لدينا جنود على أرض العمليات في ليبيا، وكل الدعم الذي قدمناه كان عن طريق الجو والبحر».

وكان رئيس الوزراء الروسي قد وجه أصابع الاتهام في مقتل العقيد معمر القذافي إلى واشنطن، وقال في خطابه السنوي المتلفز للشعب الروسي، والذي استمر مدة أربعة ساعات ونصف الساعة إن «الطائرات من دون طيار الأميركية قامت بمهاجمة العقيد، وأحضرت المعارضين والمقاتلين الليبيين، باستخدام أجهزة الراديو اللاسلكية، لقتله من دون محاكمة أو تحقيق».

ووجه بوتين اتهامات إلى السيناتور الأميركي، جون ماكين، واتهمه بالجنون والتأثر بفترة الأسر التي قضاها خلال حرب فيتنام مما أفقده عقله، على حد قول رئيس الوزراء.

وكان ماكين قد وجه انتقادات متكررة لروسيا حول انتهاكات حقوق الإنسان، وقال إن روسيا قد تشهد قريبا ربيعا شبيها بالربيع العربي. ورد بوتين قائلا إن «ما يتحدث عنه ماكين ليس موجها لي؛ بل موجه لروسيا، لأنهم يريدون تنحية روسيا جانبا حتى لا تتدخل في الأمور وفي حكم العالم».

وأضاف أن «الغرب يخشي من القدرات النووية الروسية» وأوضح أنه عازم على العودة إلى الرئاسة الروسية في انتخابات مارس (آذار) المقبل، نافيا بازدراء المظاهرات الروسية، والمسيرات التي خرجت ضده، واعتبرها مخططا لزعزعة الاستقرار في بلاده.

واشتدت الحرب الكلامية بين موسكو وواشنطن خلال الأيام الماضية بعد الانتخابات البرلمانية الروسية. وهاجم بوتين وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون بشدة لتشكيكها في صحة الانتخابات التي أجريت يوم 11 ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وقالت كلينتون إنها لم تكن حرة ونزيهة، كما اتهمت موسكو بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، واعتقال المدونين والناشطين.

ويزداد التوتر الروسي - الأميركي في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة إلى إبرام اتفاقية جديدة مع روسيا لخفض إنتاج الأسلحة النووية واستخدام الأراضي الروسية لتزويد القوات الأميركية التي تقاتل في أفغانستان بالإمدادات. وتتحفظ موسكو على أنظمة الدرع الصاروخية الذي تريد الولايات المتحدة إقامتها في أوروبا، وترى أنها تستهدفها، بينما تؤكد واشنطن أنها تستهدف الحماية من التهديدات الإيرانية.

واتهم بوتين الولايات المتحدة بمحاولة تجريد روسيا من درعها النووية، وقال في خطابه إن «هاجس الولايات المتحدة من السلاح النووي الروسي يعوق تطوير العلاقات بيننا وبين واشنطن وأوروبا». واتهم بوتين الولايات المتحدة بشن حرب ضد أفغانستان قبل سنوات دون مشاورة شركائها، معربا عن قناعته بأن واشنطن تريد تابعين لها وليس شركاء.

من جانب آخر، وصف فيليب غوردون، مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية والروسية العلاقات الأميركية - الروسية بأنها تشهد تركة من انعدام الثقة، والمزيج غير المستقر من المنافسة والتعاون، ورصد في شهادته أمام مجلس العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي أول من أمس عددا من انتهاكات حقوق الإنسان في روسيا؛ منها وفاة الناشط الروسي سيرغي مجنتفيسكي، وقتل الصحافيين مثل آنا بوليتكوفسكايا، وكليبنيكوف بول، واعتقال آخرين.