جوبيه: كم من الضحايا ينبغي أن يسقطوا حتى يدرك العالم أن على الأسد أن يرحل؟

القمة الأوروبية ـ الروسية تفشل في تقريب وجهات النظر حول الملف السوري

آلان جوبيه
TT

أظهرت التصريحات التي صدرت في ختام القمة الأوروبية الروسية التي انعقدت أمس في بروكسل، استمرار تمسك كل طرف منهما بموقفه حيال الأزمة السورية والملف النووي الإيراني. وجدد رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي، مطالبة روسيا بدعم إجراءات مجلس الأمن الدولي بشأن اتخاذ موقف من الأحداث في سوريا. وتطرق فان رومبوي أيضا إلى الموضوع الإيراني، حيث أكد على أهمية التعاون الأوروبي - الروسي من أجل التوصل إلى صيغة تفاوضية دبلوماسية لحل مسألة الملف النووي الإيراني، الذي لا يزال يثير مخاوف الأطراف الدولية.

وتزامن ذلك مع تنديد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في طرابلس أمس، بـ«الجرائم بحق الإنسانية اليومية» التي ترتكب في سوريا، مطالبا برحيل الرئيس السوري بشار الأسد. وقال جوبيه أمام مئات الطلاب في جامعة طرابلس خلال زيارة إلى ليبيا «نحو خمسة آلاف قتيل، ثلاثة ملايين سوري طالهم القمع الدامي، العديد من التجاوزات والجرائم بحق الإنسانية اليومية: كم من الضحايا ينبغي أن يسقطوا حتى يدرك العالم أن على بشار الأسد أن يرحل؟».

وفي بروكسل، شدد فان رومبوي على ضرورة التعاون بخصوص التغيرات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقال إنه «من مصلحة الاتحاد الأوروبي، كما من مصلحة روسيا أن تؤدي التغيرات في هذه المنطقة من العالم إلى قيام أنظمة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان والحريات وتلتزم بتحقيق التنمية». وخلال مؤتمر صحافي مشترك عقده فان رومبوي مع كل من رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو، والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، أكد الأخير أن المشاورات التي جرت بين الجانبين بخصوص قضايا السياسة الخارجية كانت «جيدة ومثمرة»، وقال: «لقد ساعدنا تبادل وجهات النظر اليوم على فهم المواقف المختلفة»، الأمر الذي فسره البعض على أنه دليل على استمرار تباعد المواقف. كما رفض الرئيس الروسي التعليق على طلب نواب البرلمان الأوروبي بضرورة إجراء انتخابات جديدة نزيهة في روسيا، وقال: «من الطبيعي أن يكون موقف النواب متمشيا مع المواقف الأوروبية وليس مع المواقف الروسية».

يذكر أن هناك موقف روسي - صيني في الأمم المتحدة يعارض إصدار قرار حول الوضع في سوريا، كما تعارض موسكو وبكين استمرار فرض العقوبات سواء ضد إيران أو سوريا. وقد بحث الطرفان (الأوروبي والروسي) مسائل تتعلق بتسهيل الحصول على تأشيرات الدخول لمواطني الطرفين، حيث «قمنا بإعداد لائحة واتخاذ إجراءات تسهم في تسهيل حصول بعض شرائح المواطنين، خاصة النشطاء والصحافيين على تأشيرات الدخول». وعبروا عن الأمل بأن يتم تنفيذ الإجراءات الحالية خلال العام القادم. وفي هذا الإطار، أكد رئيس المفوضية الأوروبية أن الهدف يبقى هو التوصل إلى نظام إعفاء تام من تأشيرات الدخول لمواطني الطرفين، ولكن الأمر «لن يكون سهلا وسريعا، فنحن نتقدم تدريجيا». ورحب المشاركون في القمة بإتمام إجراءات انضمام روسيا لمنظمة التجارة العالمية، حيث سيتم توقيع الوثائق الخاصة بذلك رسميا غدا، مؤكدين أن الأمر يفتح المجال أمام مزيد من التحديث في روسيا ويدعم العلاقات التجارية الروسية مع مختلف الأطراف الدولية.