مناخ عسير يستقطب الأوروبيين وسكان الدول الباردة

وفود أجنبية تدرجها ضمن قائمة المناطق المستهدفة سياحيا

TT

الجبال الشاهقة والسحب المعانقة لقممها والضباب الزائر لأرصفة وشوارع مدينة أبها ومحافظة النماص ومركز تنومة تفتك بمعنى الغياب السياحي السعودي لدى السياح الأجانب، فبمجرد رؤيتهم لتلك الأجواء وفي هذا التوقيت المتوافق مع فصل الشتاء نقرأ في أعينهم السعادة الغامرة باكتشاف ربما كان من وجهة نظرهم نقلة نوعية للفكرة عن السياحة الطبيعية في السعودية وإضافة أخرى للجدول السياحي الخاص بالوفود الأجنبية.

من تلك القاعدة انطلقنا للسؤال عن الانعكاسات الإيجابية التي تخلفها سياحة الوفود الأوروبية لمنطقة عسير ومدى تأثيرها على النمط الاقتصادي السياحي، خاصة أن جغرافية ومناخ عسير يعدان المورد الرئيسي لاقتصاد المنطقة والقبلة الأولى للسياحة المحلية.

ويذكر عبد الله إبراهيم مطاعن، المدير التنفيذي لهيئة السياحة العامة في عسير، أن الاختلاف والتباين في مناخ عسير أعطى عدة خيارات للسائح العربي والأجنبي وهذا ما تميزت به عسير عن سواها، وهذا - بحسب قوله - يعد أهم عامل جذب للسياحة في عسير وعلى مختلف الأصعدة.

ويقف السائح جيمي ماركن (كندي الجنسية) على أحد مرتفعات عسير متجولا بنظره بين الأرض والسماء محاولا تدفئة نفسه بضم يديه بين معطفه ومحاطا بعدد من السياح الزائرين لمنطقة عسير. حاولت «الشرق الأوسط» استنطاق مشاعره ورأيه بالمناخ والجغرافيا من حوله في تلك اللحظة، فقال: عسير من أجمل المناطق السياحية التي عرفتها داخل نطاق المناطق السعودية فهي ذات طبيعة جغرافية مناخية جذابة تتشابه مع الطبيعة الأوروبية.

وعن سبب التفافه الشديد بالمعطف رغم اعتياده على الأجواء الباردة، قال: من الطبيعي أن أبحث عن الدفء بين جنبات معطفي إلا أنني أضمر بداخلي متعة لا متناهية تتخفى خلف ستار التشابه القوي بين طبيعتنا الأوروبية والطبيعة هنا (في عسير) مع اختلاف الثقافة التراثية واللغة فقط.

أكمل جيمي مسيرته بالقرب من أصدقائه نحو المنازل التراثية والقلاع القديمة، مستمعين إلى شرح المرشد السياحي الذي تطرق إلى آلية البناء القديم وأسباب اختيار بعض الأنواع والتصاميم المستخدمة قديما في المنازل والزراعة المعتمدة قديما.