سلطنة عمان وقطر توقعان اتفاقية الشراكة الاقتصادية والاستثمارية

السلطان قابوس والشيخ حمد بن خليفة يبحثان مسيرة مجلس التعاون الخليجي

TT

وقّعت سلطنة عمان ودولة قطر بوزارة المالية العمانية بمسقط أمس على مذكرة تفاهم بشأن الشراكة الاقتصادية والاستثمارية للتعاون بين البلدين الشقيقين.

وقّع الاتفاقية عن الحكومة العمانية درويش بن إسماعيل البلوشي الوزير المسؤول عن الشؤون المالية وعن الحكومة القطرية الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الدولة للشؤون الخارجية. وأعلن درويش البلوشي أن هذه الاتفاقية تؤكد الرغبة الصادقة لدى قيادتي البلدين وحكومتيهما في تعزيز ودعم التعاون المشترك في المجالات الاقتصادية والاستثمارية المشتركة. وقال في تصريح لوكالة الأنباء العمانية إنه وبموجب هذه الاتفاقية سيتم إنشاء جهاز استثماري في المجالات السياحية والتعدين والصناعة والزراعة والأسماك والنقل والاتصالات والنفط والغاز والبتروكيماويات.

من جهته أكد الدكتور خالد بن محمد العطية أن «الاتفاقية تأتي بمباركة سامية من السلطان قابوس بن سعيد وأخيه سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وهي تهدف إلى تنظيم العمل المشترك». وقال إن هناك كثيرا من المشروعات سوف تسهم في تأصيل العلاقات بين البلدين الشقيقين، خصوصا في مجال السياحة والصناعة والبتروكيماويات والجمعيات التموينية ومجالات متعددة أخرى، مشيرا إلى أن التوقيع سبقه عمل جاد ورغبة صادقة من الجانبين شملت دراسات جدوى للمشروعات، وسيكون هناك عمل فوري لتوطيد هذه العلاقة وتحقيق ما جاء في الاتفاقية.

من جانبه قال يوسف بن علوي بن عبد الله الوزير العماني المسؤول عن الشؤون الخارجية إن السلطنة ودولة قطر تعملان بشكل مستمر على تحقيق تطلعات قيادة البلدين وآمال شعبيهما، وإن هذه الاتفاقية الإطارية شملت كل مسارات التعاون الاقتصادية والثقافية والأكاديمية والتجارية، مشيرا إلى أن العلاقات السياسية بين البلدين هي علاقات متميزة عن غيرها من العلاقات. وأشار إلى أن عاهلي البلدين يحرصان على كل خطوة يتم تحقيقها سواء كانت في السلطنة أو دولة قطر، كونها تعد خدمة من أجل المجتمع والأجيال القادمة، معربا عن أمله في أن تكون هذه الاتفاقية التي تم التوقيع عليها اليوم نموذجا يحتذى به بين كل دول مجلس التعاون حتى يتعاظم الاقتصاد ويتكامل وتبنى المصالح المشتركة بين أبناء دول المجلس على قاعدة واضحة وقوية ومدروسة.

وكان السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان والشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر قد عقدا جلسة مباحثات في بيت البركة مساء أول من أمس، حيث تم خلال الجلسة استعراض أوجه التعاون الثنائي القائم بين البلدين الشقيقين وسبل دعم وتعزيز العلاقات الأخوية المتينة التي تربط الشعبين العماني والقطري الشقيقين بما يحقق المزيد من تطلعاتهما، في إطار مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربي. بالإضافة إلى الأوضاع المتلاحقة في العالم والمنطقة العربية، وكيفية دفع مسيرة مجلس التعاون إلى الأمام في كل المجالات الحياتية، خصوصا وأن هذه الزيارة تتزامن مع قرب انعقاد قمة مجلس التعاون الـ32، التي تستضيفها المملكة العربية السعودية الأسبوع المقبل نظرا لما تشهده المنطقة خليجيا وعربيا من تطورات متلاحقة.

حضر اللقاء السيد خالد بن هلال البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني، ويوسف بن علوي بن عبد الله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية، ودرويش بن إسماعيل البلوشي الوزير المسؤول عن الشؤون المالية. ومن الجانب القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري، والدكتور خالد بن محمد العطية وزير الدولة للشؤون الخارجية، وعبد الله بن خالد القحطاني وزير الصحة. وقد أقام السلطان قابوس بن سعيد مأدبة عشاء تكريما للشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، وذلك بمناسبة زيارته للسلطنة.

يذكر أن العلاقات العمانية القطرية شهدت خلال الفترة الماضية تطورا ملحوظا في كل المجالات واستطاعت على امتداد السنوات الماضية تقديم نموذج مثالي في العلاقات الأخوية. هذا وقد غادر أمير دولة قطر العاصمة العمانية مسقط عصر أمس الخميس بعد زيارة لسلطنة عمان استغرقت يومين. وكان قد أعلن في عام 2007 عن تأسيس شركة مساهمة قطرية - عمانية تحت اسم «شركة قطر وعُمان للاستثمار»، مناصفة بين البلدين برأسمال 300 مليون ريال قطري. كما تم الاتفاق مطلع العام الحالي خلال زيارة الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري لمسقط تشكيل لجنتين، الأولى للتعاون الاقتصادي والطاقة والاستثمار، والثانية لقضايا التعاون المالي.