غازي العتباني مستشار الرئيس السوداني لـ«الشرق الأوسط»: الملتقيات الدولية والأكاديمية فرصة لإعطاء فكرة موضوعية عن الأوضاع في السودان

ملتقى علمي أكاديمي في لندن يناقش التحديات والفرص التي تواجه السودان بعد انفصال الجنوب

TT

أكد الدكتور غازي صلاح الدين العتباني مستشار الرئيس السوداني ورئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر الوطني في المجلس الوطني (البرلمان) أنه من الضروري المشاركة في الملتقيات الدولية والندوات الأكاديمية للتعريف بحقيقة الأوضاع في السودان، وتقديم رؤية متكاملة حول معالجة قضايا المرحلة المقبلة في السودان، والتدابير التي أعدتها الحكومة السودانية لمواجهة التداعيات السياسية والاقتصادية الناجمة عن انفصال الجنوب عن الشمال في التاسع من يوليو (تموز) الماضي، وبسط الرؤية الواضحة في كيفية احتواء مشكلات القضايا العالقة بين الشمال والجنوب، حتى لا تتفاقم وتتطور وتؤدي إلى اندلاع الحرب بين دولتي الشمال والجنوب.

وأضاف الدكتور العتباني أنه على الرغم من زحمة المسؤوليات، لا سيما مداولات الموازنة العامة لعام 2012 في المجلس الوطني (البرلمان) هذه الأيام، حرصت على الحضور إلى لندن للمشاركة في ندوة علمية عن التحديات والطموحات في بناء الدولة في مرحلة ما بعد انفصال جنوب السودان، وهي محاولة أكاديمية للنظر بدقة وموضوعية إلى الأوضاع الراهنة في السودان، بالإضافة إلى لقاء عدد من المسؤولين والأكاديميين البريطانيين. واعتقد أن هذه الندوة العلمية سانحة طيبة لتوليد أفكار لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة، وكيفية تحقيق آمال وطموحات السودانيين في مرحلة ما بعد انفصال جنوب السودان، مشيرا إلى أنه سيقدم في تلك الندوة التي ستعقد غدا (السبت) في معهد الدراسات الشرقية والأفريقية، ورقة عما بعد الانفصال - التحديات والفرص.

وأشار الدكتور العتباني إلى أنه من المهم المشاركة بالرأي في مثل هذه الملتقيات العلمية، لأنه من خلالها يتعرف المرء على الصورة من الخارج، ومن ثم يمكنه إعطاء فكرة موضوعية عن الأوضاع في السودان، وكذلك يمكنه تقديم وصف موضوعي للتحديات التي تواجه السودان في المرحلة المقبلة. ومن الضروري أيضا محاولة توليد أفكار للتعامل مع المرحلة المقبلة، باعتبارها مرحلة دقيقة، خصوصا بعد انفصال جنوب السودان.

يذكر أن الدكتور غازي صلاح الدين العتباني قبل مجيئه إلى لندن أمس كان قد تحدث في المجلس الوطني (البرلمان)، معبرا عن الكتلة البرلمانية للمؤتمر الوطني، أثناء مداولات أعضاء البرلمان حول مشروع الموازنة العامة للدولة لعام 2012، عن رفضهم لتمرير زيادة أسعار البنزين المقترحة من قبل وزير المالية لمعالجة الفارق بين الإيرادات والمصروفات في الموازنة العامة. وقال: «إن مبلغ الدعم يقدر بأكثر من ستة مليارات جنيه سوداني، أي ما يعادل 25% من الموازنة العامة، وإنه لو وُجّه الصرف في مواقعه الصحيحة لعادت منه فوائد ظاهرة»، مشيرا إلى أن البرنامج الإسعافي الثلاثي الذي طرحته وزارة المالية وأجازه البرلمان لم يحقق الأهداف المرجوة منه. وقال: «إننا نتعامل مع واقع تأثر بخروج عائدات النفط، ولكن لا بد من البحث عن بدائل أخرى». ودعا في الوقت نفسه إلى ضرورة توعية المواطن بالقضية عبر مناقشات تطرح القضية من كل أبعادها.

وقال الدكتور العتباني إنهم قد توصلوا أول من أمس إلى تسوية مُرضية مع وزارة المالية حول إلغاء رفع الدعم عن البنزين، حيث توافق البرلمان ووزير المالية أول من أمس على اتفاق بالإبقاء على دعم البنزين، وعدم فرض أية زيادة على سعره، على أن تشرع المالية في إعداد دراسة لرفع الدعم تدريجيا عن المحروقات والبحث عن بدائل في الموازنة الحالية.

تجدر الإشارة إلى أن ندوة التحديات والفرص في ما بعد انفصال جنوب السودان ينظمها مركز الدراسات الأفريقية والمركز الثقافي السوداني ببريطانيا في قاعة بروني بمعهد الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن، من الساعة التاسعة صباحا إلى الساعة الخامسة مساء، غدا (السبت)، وسيشارك فيها كل من الدكتور غازي صلاح الدين العتباني مستشار الرئيس السوداني، والبروفسور ستيفان وولف الأستاذ في جامعة برمنغهام، والدكتور لوتز كيتي الأستاذ في معهد الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن، والبروفسور بيتر وودوارد الأستاذ في جامعة ردينغ، والدكتور عبد الوهاب الأفندي الأستاذ في جامعة وستمنستر، وهو المناقش الرئيسي للندوة.