أربيل تحمل واشنطن «مسؤولية أخلاقية» لحماية إقليم كردستان

القيادة الكردية تتطلع إلى دور أميركي لحل خلافات مع بغداد.. خاصة حول النفط

TT

مع تصاعد وتيرة الانسحاب الأميركي من العراق خلال الأسبوعين الماضيين، يتباحث وفد رفيع المستوى من قيادة إقليم كردستان في العراق مع مسؤولين أميركيين حول مستقبل العلاقات مع الولايات المتحدة.

ويضم الوفد الكردي كلا من رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان فؤاد حسين، ووزير الموارد الطبيعية آشتي هورامي، ورئيس دائرة العلاقات الخارجية بحكومة الإقليم فلاح مصطفى. وتأتي زيارة الوفد بعد شهر من زيارة رئيس وزراء إقليم كردستان برهم صالح إلى واشنطن. ويناقش الوفد تداعيات الانسحاب الأميركي من العراق والقضايا المتعلقة بالضمانات الأميركية للأكراد. كما يتم بحث مصير الملفات العالقة بين أربيل وبغداد، خاصة العقود النفطية التي وقعتها حكومة الإقليم مع عدد من الشركات الأجنبية؛ بينها عقد كبير وقعته الحكومة في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي مع شركة «إكسون موبيل» الأميركية، الذي أثار ضجة في بغداد.

وتثير مسألة الانسحاب النهائي للقوات الأميركية من العراق مع حلول العام الجديد قلق القيادة الكردية التي سبق أن دعت من خلال تصريحات عديدة إلى ضرورة حل المسائل الخلافية العالقة بين الحكومتين الإقليمية والمركزية في العراق قبل إتمام الانسحاب الأميركي، وهذا ما لم يحدث. وكشف مصدر في الوفد الكردي لـ«الشرق الأوسط» أن رئيس ديوان رئاسة الإقليم الدكتور فؤاد حسين دعا أثناء لقائه بعضو الكونغرس الأميركي من الحزب الجمهوري عن ولاية كولورادو مايك كوفمان، الإدارة الأميركية إلى «تحمل مسؤولياتها الأخلاقية في دعم وحماية تجربة إقليم كردستان العراق من خلال تعزيز العلاقات الثنائية الأميركية الكردية». وأكد حسين على أهمية رعاية حوار وطني جدي بين الأطراف العراقية للوصول إلى حلول جذرية للمسائل الخلافية، مشيرا إلى أن «قيادة الإقليم تؤكد دائما على الحوار والتفاوض من أجل التغلب على الخلافات العالقة مع بغداد بالاستناد إلى مضامين الدستور العراقي؛ وفي مقدمتها الخلاف النفطي، ووضع محافظة كركوك، والمادة 140 المتعلقة بالمناطق المتنازع عليها، إلى جانب تعزيز المشاركة الكردية في تشكيلات الجيش العراقي». ويعتبر الخلاف النفطي؛ ومن أبرز نقاطه العقد الذي أبرمته حكومة الإقليم مع شركة «إكسون موبيل»، من أهم القضايا التي بحثها الوفد الكردي مع المسؤولين في الإدارة والكونغرس، حيث أوضح هورامي موقف قيادة الإقليم من العقد الذي أبرم، حسب تأكيداته، بما ينسجم مع روح الدستور العراقي الذي يدعو إلى تنمية الموارد الطبيعية في العراق.

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد أكد في آخر التصريحات المنسوبة إليه أن مسؤولي شركة «إكسون موبيل» أكدوا له أثناء زيارته إلى واشنطن أنهم سيعيدون النظر في العقد الذي أبرموه مع حكومة الإقليم بهذا الصدد، دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل.

في غضون ذلك، أشار عضو الكونغرس ألان ويست في أعقاب لقائه بالوفد الكردي، إلى أنه «بصفتي محاربا متمرسا خدم في الجيش الأميركي 22 سنة، وخدم في العراق وعمل جنبا إلى جنب مع الشعب الكردي، أستطيع أن أخبركم من خلال تجربتي، أن الشعب الكردي والحكومة الكردية هما الآن، وكما كانا دائما، حليفان قويان للولايات المتحدة، وقد كان إقليمهم الواقع شمال العراق عرضة للهجمات بشكل مستمر، والآن وقد بدأت قوات الولايات المتحدة بالانسحاب من العراق، فإن الكرد قلقون بشأن ما يهدد وجودهم ومكتسباتهم الاقتصادية، وهم محقون في ذلك، لأن القوى الإقليمية تتربص للعب دور مركزي في الحكومة العراقية». وأضاف عضو الكونغرس: «طبقا لما قاله السيد فؤاد حسين، فقد قالت إدارة الرئيس أوباما للكرد إنهم أصدقاء من نوع خاص».