أميركا تسلم حكومة المالكي الدقدوق آخر المعتقلين لديها التابع لحزب الله

متهم بقتل 5 أميركيين ويعتبر أحد ضباط فيلق القدس.. وواشنطن : تلقينا ضمانات بمحاكمته

TT

سلمت السلطات الأميركية أمس للعراق علي موسى الدقدوق الذي اعتقل في البصرة جنوب العراق في يوليو (تموز) 2007 بتهمة خطف وقتل 5 جنود أميركيين. وهو آخر معتقل لدى القوات الأميركية في العراق.

وقال مسؤول في مجلس الأمن القومي البيت الأبيض إن واشنطن تلقت ضمانات من العراق بأن دقدوق سيحاكم على جرائمه. وأضاف المتحدث باسم المجلس تومي فيتور أن العراق أعطى ضمانات أن الدقدوق سيحاكم على جرائمه. وتابع القول بأن المسؤولين الأميركيين سيواصلون متابعة القضية مع بغداد.

وكان الأميركيون مترددين في الإفراج عن الدقدوق وذلك خشية أن تنجح الضغوط الإيرانية في إطلاق سراحه، ويتحدثون عن تجارب سابقة برأت فيها المحاكم العراقية معتقلين سابقين سُلّموا لها، أو أفرجت عنهم من دون توجيه أي اتهام، لا سيما أنه من غير الواضح إن كانت اعترافات الدقدوق للمحققين الأميركيين تبقى سارية أمام المحاكم العراقية». وخوف أميركا ليس نابعا من سجل العراق في التعامل مع المعتقلين فحسب، ولا من كون الدقدوق ليس عراقيا، الأمر الذي يسهّل على حكومة المالكي إطلاق سراحه، بل من اعتبارات سياسية وقانونية تحكم التعامل مع الملف على المستويين الداخلي والخارجي.

وعمل الدقدوق على تنظيم وتدريب الميليشيات الشيعية في العراق، كما شارك في عمليات قتل جنود أميركيين، بحسب الادعاء الأميركي. وتقول الروايتان الأميركية والعراقية إن الدقدوق كان برفقة الشقيقين قيس وليث الخزعلي اللذين تدربا على يديه، ليؤسسا تنظيم «عصائب أهل الحق». وبحسب ما كشفت المصادر الأميركية فان «ما أدلى به الأخوان الخزعلي، اللذان خرجا لاحقا في صفقة تبادل بريطانية، من اعترافات أضيفت إلى ما وجد مع الدقدوق من وثائق وكتيّبات أظهر مدى وحجم التورط الإيراني في دعم الخلايا الشيعية التي قامت بعمليات تخريبية في العراق».

وحينها، تنوّعت الاتهامات التي برّرت اعتقال الثلاثي. كان أبرزها تدبير عملية كربلاء في يناير (كانون الثاني) 2007، التي انتهت بمقتل 5 من الجنود الأميركي «بالتعاون مع فيلق القدس»، أضيف إليها اتهام الدقدوق بأنه مطلوب من السلطات الإسرائيلي لمشاركته بأعمال عسكرية ضد القوات الإسرائيلية في لبنان عام 1999، كما في الحرب على لبنان في يوليو (تموز) 2006. وكان قُبض على الدقدوق، وهو من بلدة عيتا الجنوبية، وبحوزته أوراق ثبوتية عراقية مزورة بأسماء عدة منها حامد محمد اللامي، وحسين الموسوي (رجل دين)، وبطاقة أخرى تثبت أنه موظف في وزارة الزراعة العراقية وتتيح له حمل السلاح، كما أفاد الادعاء الأميركي.

وبحسب هذا الادعاء، فإن الدقدوق، المعروف بأبو حسين ساجد، اعتراف خلال استجوابه بأنه يقود وحدة عمليات خاصة تابعة لحزب الله في العراق. كما أنه منذ عام 2005، «تلقى أوامر من قيادة الحزب للتوجه إلى إيران والتنسيق مع (فيلق القدس)، وهناك تلقى تدريبات نقلها لاحقا لعراقيين حول كيفية استعمال العبوات اللاصقة الخارقة للدروع، والصواريخ المحمولة، وكذلك التكتيكات الإرهابية الأخرى التي تضم أساليب التجسس وعمليات الخطف».