تعيين جنرال جديد في إسرائيل يهدد بحرب أهلية

المستوطنون ساخطون عليه لأنه وصف نشاط المتطرفين منهم بالإرهاب

TT

أثار تعيين العميد نيتسان ألون قائدا للواء المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، موجة من السخط في وسط اليمين الإسرائيلي عموما والمستوطنين في الضفة الغربية بشكل خاص، وذلك لأنه كان قد وصف المستوطنين بالإرهابيين. وقال باروخ مارزل، قائد المستوطنين في منطقة الحرم الإبراهيمي في الخليل، إن وزير الدفاع، إيهود باراك، يثير حربا أهلية بهذا التعيين. وأضاف أن مكان ألون ليس في الجيش بل في حزب «ميرتس» (يساري). في ما قال مسؤول آخر في المستوطنات، رفض الإفصاح عن اسمه، إن هذا التعيين سيتسبب في حرب أهلية في إسرائيل تبدأ في داخل الجيش وتتسع لتصبح بين المستوطنين والجيش ثم تحرق المجتمع الإسرائيلي.

وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، قد عين العميد ألون، قائدا للواء المنطقة الوسطى في الجيش التي تضم الثلث الأوسط في إسرائيل وأيضا الضفة الغربية. ومع أن غانتس أوضح أنه قرر هذا التعيين منذ عدة شهور ولا علاقة له بالأحداث الأخيرة (اعتداءات المستوطنين المتطرفين على معسكر جيش قرب قلقيلية)، إلا أن المستوطنين اعتبروه استفزازا مقصودا وردا من الجيش على المستوطنين الذين هاجموا ذلك المعسكر قبل 3 أيام.

فالعميد ألون، الذي سيرقى إلى درجة لواء عند تسلمه المنصب الجديد، معروف بتصريحات حادة ضد المتطرفين اليهود. فقد هاجمهم عدة مرات على اعتداءاتهم ضد الجيش وضد الفلسطينيين ووصفهم بـ«الإرهابيين اليهود». وقال: «عندما يحرقون مسجدا أو يلقون بزجاجة حارقة داخل بيت، فهذا إرهاب وفقط إرهاب ولا تصلح تسمية أخرى». وانتقد ألون الجيش في الماضي على أنه لم يعالج ظاهرة التطرف والانفلات ضد الفلسطينيين وقال في حينه: «هذه ظاهرة علينا أن لا نكتفي باستنكارها، بل يجب محاربتها بإجراءات عملية ملموسة على الأرض بغية اقتلاعها من أساسها». وصدرت هذه التصريحات عنه عندما كان قائدا لقوات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، بعد سلسلة صدامات واحتكاكات مع المستوطنين المتطرفين. وردا على تصريحاته هذه تظاهر المتطرفون اليمينيون أمام بيته في المنطقة الجنوبية.

وعلق أحد قادة المستوطنين على هذا التعيين: «لقد أوقعنا وزير الدفاع الخبيث، إيهود باراك، في الفخ. ففي هذا الأسبوع، وبشكل مبرمج بدقة، نظم هدم بيتين في بؤرة استيطانية، مع أنه كان على علم بالمفاوضات الجارية بين الجيش وقيادة المستوطنين لإيجاد حل وسط لموضوع البؤر الاستيطانية. فقد توقع باراك بذكاء أن يكون رد شبابنا عنيفا على هذا الهدم، فيشتبكون مع الجيش وينفذون أعمال انتقام ضد الفلسطينيين فيستغل باراك هذا الأمر وما يولده من أجواء عدائية ضدنا في إسرائيل، فيمرر تعيين ضابط معروف بكرهه للمستوطنين، ليصبح مسؤولا أول عنا. ونحن للأسف وقعنا في هذا المطب بهبل وغباء».

وتكلم بهذه الروح أيضا عضو الكنيست أريه إلداد، من حزب الاتحاد القومي (يميني متطرف ومعارض للحكومة). فهاجم المتطرفين المستوطنين وقال إنهم «باعتداءاتهم الغريزية الغبية يلحقون ضررا بمشروع الاستيطان». ولكنه هاجم أيضا رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، متسائلا: «هل يوجد عندنا رئيس حكومة أم قائد مهزوز يحركه على هواه وزير يساري بلا أي قاعدة شعبية مثل إيهود باراك». وقال عضو الكنيست من الحزب نفسه، ميخائيل بن آري، إن هذا التعيين يشبه إرسال فيل إلى حانوت من الفخار.

وقد خرجت الصحافة الإسرائيلية تدافع عن تعيين ألون، مبرزة أن عهده في الضفة الغربية اتسم بتخفيض حاد للعمليات الفلسطينية المسلحة ضد المستوطنين وضد الإسرائيليين عموما وإنه كان على علاقة جيدة مع غالبية المستوطنين. واعتبرته أحد ألمع القادة في الجيش الإسرائيلي.