السلطة تصف إرهاب المستوطنين بـ«جرائم حرب» وحماس تدعو لـ«مواجهتهم»

مخاوف إسرائيلية من انفجار فلسطيني

TT

في وقت وصفت فيه السلطة الفلسطينية إرهاب الجماعات الاستيطانية ضد الفلسطينيين وأراضيهم وممتلكاتهم ومساجدهم «بجرائم حرب»، دعت حماس الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى مواجهة المستوطنين وجها لوجه. وحذرت حماس الجيش الإسرائيلي من التمادي في اعتداءاته ضد المقدسات، وتواطئه مع المستوطنين، محملة إياه المسؤولية الكاملة عن تداعيات ذلك.

وقالت حماس تعقيبا على إحراق مساجد في الضفة الغربية إن الشعب الفلسطيني «لن ترهبه هذه السياسات ولن يقف مكتوف الأيدي تجاه هذه الممارسات العنصرية». وأضافت في بيان: «إن استمرار الاحتلال الصهيوني ومغتصبيه في حربهم على بيوت الله يعد انتهاكا صارخا للشرائع السماوية، واعتداء سافرا على الأعراف والمواثيق الدولية» داعية الشعب الفلسطيني إلى ضرورة «التكاتف صفا واحدا لمواجهة هذه الاعتداءات».

وكان المستوطنون قد هاجموا هذا الأسبوع، والأسبوع الماضي، 3 مساجد في الضفة الغربية وأحرقوها، ضمن الحملة المعروفة «بجناية الثمن»، في تحد واضح للحكومة الإسرائيلية التي تعهدت باتخاذ إجراءات لكبح جماحهم.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن حرق المساجد، ليس سوى امتداد لجرائم قتل الأبرياء والاعتداءات على المنازل، وهي نتيجة حتمية للاحتلال ولسياسات الاستيطان. وأضاف خلال لقائه القنصل البريطاني العام فنسنت فين: «إن التدهور الناتج عن الاحتلال سيقود إلى مربعات العنصرية والأبارتهايد، والعنف والفوضى والتطرف وإراقة الدماء».

ومن غير المعروف إلى أي حد يمكن أن تنجح دعوة حماس بالتصدي المباشر للمستوطنين، في وقف هجماتهم، خصوصا أن الفلسطينيين جربوا ذلك، ونجحوا في مرات وأخفقوا في مرات أكثر في صد هجمات المستوطنين المتطرفين.

وكانت لجان مقاومة الجدار في القرى الفلسطينية النائية قد شكلت لجان حراسة شعبية لحماية هذه القرى وأهلها من هجمات المستوطنين، في وقت وقفت فيه السلطة عاجزة عن تقديم الحماية لهم، بسبب منعها من دخول المناطق المصنفة «ج»، وفق اتفاق أوسلو الذي ينص على أن السيطرة الأمنية فيها تبقى لإسرائيل. واضطر الفلسطينيون أمام ذلك للدفاع عن أنفسهم بأيديهم، غير أن هذه اللجان لم تستطع تغطية كل المناطق المعرضة لهجوم مماثل.

وقال مسؤول في هذه اللجان طلب عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الأوسط»: إن اللجان لا تستطيع العمل في كل قرى الضفة، ولا حتى في قرى بعيدة عن التجمعات. وأضاف: «هذه اللجان تخشى من مستوطنين مسلحين ومن الجيش الإسرائيلي، كمان أنها لا تحظى بتغطية رسمية، ويمكن أن يدفع أفرادها ثمنا باهظا». لكنه أضاف أن اللجان ستواصل عملها بالقدر الذي تستطيع محذرا من مواجهات دامية مع المستوطنين في حال استمر هجومهم على مساجد وقرى الفلسطينيين.

وهذا التخوف، ليس فلسطينيا وحسب، بل إنه إسرائيلي أيضا، ومرده عند الطرفين أن تكرار هذه الهجمات قد تدفع إلى أسوأ حرب ممكنة، وهي حرب دينية، تعهد بمحاربتها مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون. وحذرت مصادر عسكرية إسرائيلية من أن الفلسطينيين قد يأخذون زمام المبادرة بأيديهم، للرد على اعتداءات وهجمات المستوطنين إذا لم تتوقف. وقالت المصادر إن الأجهزة العسكرية الإسرائيلية تعتقد أن الفلسطينيين لن يسكتوا طويلا على هذه الاعتداءات. وأضاف: «إن ردة الفعل الجماهيرية الفلسطينية قد تصل إلى حد انتفاضة لإجبار المستوطنين على وقف اعتداءاتهم على دور العبادة والممتلكات الفلسطينية بعد تكرار هذه الاعتداءات بشكل يومي خلال الأسبوع الأخير».