متابعون في تونس يرون المرزوقي يخوض حملة رئاسية جديدة قبل أوانها

بعد دعوته لهدنة سياسية واجتماعية لمدة ستة أشهر

المنصف المرزوقي داخل المجلس التأسيسي
TT

قال المنذر ثابت، الأمين العام السابق للحزب الاجتماعي التحرري، إن حوار المنصف المرزوقي مع التلفزة التونسية أوحى لكل المتابعين للمشهد السياسي الجديد في تونس بأنه يخوض حملة انتخابية قبل أوانها وأنه لن يكون «دمية» بين يدي حركة النهضة ذات الأغلبية في المجلس التأسيسي، واعتبر أن المرزوقي قد تمكن منذ أول حوار رسم خطوط تباين بينه وبين حركة النهضة.

وقال ثابت في تصريحه لـ«الشرق الأوسط»، إن محدودية الصلاحيات المخولة للمنصف المرزوقي، الرئيس الجديد لتونس، لن تمنعه من أداء دور سياسي نشيط في الدفاع عن الحريات وملفات حقوق الإنسان. واعتبر أن المرزوقي لن يرضى في مشروع الدستور الجديد بصلاحيات رئاسية محدودة وأن لديه هامشا كبيرا للمناورة، وبإمكانه الاختيار بين أمرين؛ إما البناء الكامل للدولة الحديثة أو الانطلاق في تطبيق منطق تصفوي. ودعا كذلك إلى ما سماه «أخلقة» العمل السياسي، بمعنى إخضاع الفعل السياسي إلى الأخلاق.

ودعا المنذر ثابت إلى المحاسبة منذ العهد البورقيبي وليس خلال عهد بن علي فحسب، وقال إن اقتصار المحاسبة على العقدين الماضيين سيعيد إنتاج العنف من جديد إذا لم تتم المحاسبة بطرق عقلانية، ودعا إلى التقييم السياسي من أجل فهم آلية العمل السياسي التي اعتمدتها تونس منذ سنة 1956 إلى اليوم، وذلك بدل الحديث عن المحاسبة السياسية. وقال ثابت إن المرزوقي نفسه ساند تغيير بن علي سنة 1989، ولكنه لم يكن يعلم أن خطاب بن علي ووعوده بالحرية ستنتج الديكتاتورية. كما أن راشد الغنوشي نفسه بعث برسالة إلى بن علي سنة 2008 يدعوه من خلالها إلى المصالحة وطي صفحة الماضي مع الإسلاميين. واعتبر ثابت أن المرزوقي لم يتورط بصفة مباشرة مع نظام بن علي لأنه كان ناشطا سياسيا ولم يكن مطالبا بالمهادنة واللجوء إلى التكتيك واللعب على موازين القوى للبقاء في الساحة السياسية.

وبخصوص الهدنة السياسية والاجتماعية لمدة ستة أشهر التي دعا لها المرزوقي، قال ثابت إن تلك الهدنة ستكون على حساب عمل المعارضة التي ستطالب بألا تعارض والرابح من العملية في منطق الحسابات السياسية هو مثلث الحكم، وقال إن المطلوب اليوم هو تكوين حكومة إنقاذ وطني في ظل تفاقم الديون وسيطرة ظاهرة الانكماش الاقتصادي في أوروبا.

ودعا المنذر ثابت إلى التعجيل بالتركيز على أربع أولويات؛ أولها ضخ دماء جديدة في عمليات الاستثمار، والثانية التعجيل بوضع برنامج عاجل للتشغيل، والثالثة إرساء ميثاق اجتماعي بين الحكومة والمنظمات المهنية، والأولوية الرابعة تتمثل في التمسك بمطلب الاستفتاء حول الدستور لتحديد طبيعة النظام السياسي حتى لا تنتج الثورة التونسية مثيلا للجمهورية الفرنسية الرابعة إذ إن أفضل الدساتير قد تفرز، على حد قوله ثابت، أعتى الديكتاتوريات.

وفي سياق آخر، اعتبر الرئيس التونسي الجديد المنصف المرزوقي أمس في مقابلة مع قناة «فرانس 24» أن دور أول رئيس لتونس المستقلة الحبيب بورقيبة كانت فيه نواح «سلبية وإيجابية» بخلاف خلفه زين العابدين بن علي الذي كان دوره «سلبيا جدا» في تاريخ تونس. وقال المرزوقي إن الرجلين لعبا دورا في تاريخ تونس.. «دور سلبي جدا بالنسبة لابن علي، وسلبي إيجابي بالنسبة لبورقيبة». وبعد أن أشار إلى أنه يجلس في المكتب الذي كان يستخدمه بورقيبة أضاف أن «نهايتهما كانت حزينة (...)، انقلاب طبي بوليسي أطاح ببورقيبة» أما بن علي فقد «هرب بكيفية مشينة ولعنة الشعب تلاحقه».

وتابع «أملي ألا أعرف المصير نفسه، فقد دخلت (القصر الرئاسي) بإرادة الشعب وسأخرج بإرادتي».

وكان المرزوقي يشير إلى تولي بن علي السلطة سنة 1987 بعد إزاحته بورقيبة بداعي المرض و«طول الشيخوخة» بحسب تقرير طبي، وإلى فرار بن علي في 14 يناير (كانون الثاني) 2011.

كما كشف المرزوقي عن أن بن علي دفن في غرفة بقبو القصر الكثير من صور وآثار بورقيبة، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.