الناشطون السوريون يلاقون بغضب واسع قرار تأجيل اجتماع الجامعة العربية

نشار لـ«الشرق الأوسط»: يعكس حالة إرباك وانقسام القرار العربي بين محورين

مشهد من مظاهرات درعا في جمعة «الجامعة العربية تقتلنا»، أمس، في صورة مأخوذة من موقع «أوغاريت»
TT

استهجن الناشطون السوريون بشدة قرار الجامعة العربية تأجيل اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي كان مزمعا إجراؤه اليوم السبت، والاكتفاء باجتماع اللجنة العربية المكلفة الملف السوري في الدوحة. واعتبر الناشطون أن الجامعة العربية «أدارت الأذن الصماء» لأصواتهم المستنجدة في مظاهرات جمعة «الجامعة العربية تقتلنا» لتثبت التهمة الموجهة إليها بالمساهمة بقتل الشعب السوري.

ودان المجلس الوطني السوري بقوة قرار التأجيل، واعتبر عضو المجلس التنفيذي سمير نشار أن هذا القرار «يعكس مدى حالة الإرباك التي تعيشها الجامعة العربية، كما يبين - وبما لا يقبل الشك - انقسام القرار العربي بين محورين أساسيين: الأول تقوده العراق، بينما تقود الثاني الدول الخليجية»، لافتا لـ«الشرق الأوسط» إلى أن ما يؤكد ذلك «الاستعاضة عن اجتماع وزراء الخارجية العرب باجتماع اللجنة العربية المكلفة الملف السوري التي لا تضم العراق».

واعتبر نشار أن «قرار التأجيل هو مساهمة غير مباشرة إلى جانب النظام السوري في عمليات قتل المواطنين»، واضعا «موقف الجامعة في الكفة نفسها مع الموقف الروسي»، وأضاف: «المطلوب من الدول الخليجية التي تخطت بموقفها الداعم للثورة والشعب السوري الكثير من الدول العربية، أخذ المبادرة والضغط على هذه الدول لإحالة الملف السوري بأسرع وقت ممكن إلى مجلس الأمن لأنه وكما نعلم فسقف الجامعة محدود جدا وهي قامت بما كان مطلوبا منها، وقد حان الوقت لنتخطي الإطار العربي لإطار المجتمع الدولي المطالب وبأسرع وقت ممكن بتأمين حماية المدنيين العزل الذين يقتلون ويعنفون بشكل غير مسبوق».

وبالتزامن مع ذلك، شن الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حملات عنيفة على الجامعة العربية وحملوا صور شهداء مظاهرات الجمعة، وعلقوا بأسفل إحداها قائلين: «طفل مصاب برصاص الأمن ومهل الجامعة العربية».

وكتب عدد منهم على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011»: «الجامعة العربية لا هي جامعة ولا هي عربية... هي أشبه بدار للعجزة فثابروا في صبركم وصمودكم، فأنتم الشباب والشعب أقوى وأكبر من أن ينتظر هؤلاء المسنين والمتقاعدين المحبطين».

وعمم القائمون على الصفحة وفي جمعة «الجامعة العربية تقتلنا» دعوة للمشاركة بالتظاهر، ورد فيها: «حين وصلت جامعة الدول العربية، وصلت متأخرة.. لكننا قلنا حينها، أن يصل الإخوة متأخرين خير من أن يصل الغرباء.. مهلكم تعطي النظام مزيدا من الوقت لينهي ثورتنا، ولكن لا تصدقوه إن قال لكم إنه يستطيع إنهاءها».