مقتل 24 مدنيا بينهم طفلان في سوريا.. ومدينة القصير الحدودية ترزح تحت القصف العشوائي

ناشط لـ «الشرق الأوسط»: لا يمكن إدخال الجرحى إلى لبنان بسبب إغلاق المعابر والألغام

أهالي عثمان في حوران ينتقدون روسيا في مظاهرة صباحية أمس
TT

قتل 24 مدنيا، بينهم طفلان، برصاص قوات الأمن في سوريا أمس، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأوضح المرصد أن ستة مدنيين قتلوا خلال عمليات دهم نفذتها قوات الأمن في قرية كفر شمس شمال غربي مدينة درعا (جنوب) مهد الانتفاضة الشعبية.

وقال المرصد في بيان: «استشهد ستة مواطنين إثر إطلاق رصاص خلال مداهمات شمال غربي مدينة درعا في قرية كفر شمس، التي دارت فيها اشتباكات عنيفة بين الأمن والجيش النظامي ومجموعة منشقة قبل قليل».

وفي محافظة حمص (وسط) قتل أربعة مدنيين في مدينة القصير برصاص قناصة من قوات الأمن، كما قتل خامس في قرية مجاورة.

وقال المرصد في بيان ثان: «استشهد أربعة مواطنين في مدينة القصير إثر إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن السورية التي ينتشر فيها القناصة على أسطح الأبنية قرب المشفى الوطني، كما استشهد مواطن آخر في قرية قرب مدينة القصير».

أما في محافظة إدلب (شمال غرب) فقد قتل ثلاثة مدنيين بينهم طفلان، برصاص قوات الأمن التي أطلقت النار عشوائيا في قرية كفر سجنة في حين قتل مدني وجندي منشق في بلدة ابديتا خلال العمليات العسكرية في جبل الزاوية، الذي اقتحمته أكثر من 150 آلية عسكرية مدرعة، بحسب المرصد.

وأضاف المرصد الذي مقره لندن أن هذه البلدة «تدور فيها اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة عنه أعطبت خلالها أربعة دبابات ونقالات جند مدرعة وشاحنة للجيش النظامي».

وقال ناشطون من مدينة القصير السورية القريبة من الحدود اللبنانية: «إن قوات الأمن السورية تجبر السكان على الموت»، مؤكدين أن «أهالي القصير على الرغم من مقاومتهم القتل والدمار يعيشون منذ 3 أيام أبشع الظروف الإنسانية بعد أن غزت القوات التابعة للرئيس بشار الأسد بيوتهم واستهدفت شوارعهم بالقصف والقنص وإطلاق الرصاص العشوائي على شبانهم».

وأوضح الناشط أحمد من بلدة القصير في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «المدينة تشهد يوميا تحليقا جويا للطيران المروحي، وقد أدى القصف إلى هدم 7 منازل بشكل كامل على رؤوس سكانها العزل»، مضيفا أن «المدرعات على حاجز (الغيضة) تغزو الشوارع الفرعية والداخلية للأحياء، وترعب الناس وتقصف بيوتهم بشكل عشوائي، انتقاما من السكان المتمسكين بقرارهم بعدم الرضوخ لنظام الأسد وآلة القتل التابعة له». وأكد أن «هناك إطلاق رصاص كثيفا من مفرزة أمن الدولة في القصير على البيوت الداخلية، حيث قتل عدد من السكان، وتم استهداف مئذنة مسجد أبو عبيدة بن الجراح في الحي الشرقي من المدينة، وتصاعد بعض الدخان من المئذنة بعد تعطل إذاعة المسجد وأنواره»، مشيرا إلى أن «القصف المدفعي على المدينة يأتي بشكل مباشر ومكثف من حواجز أبو عاصي والمشتل والصوامع». وأوضح أن «جيش الأسد استهدف جامع بيت الكنج وجامع الرحمن بزاويته الغربية بقذيفة، في حين وجهت بقية القذائف إلى المنازل المجاورة». وقال إن «أغلب المنازل المجاورة للمشفى الوطني تهدمت من جراء القصف العنيف المدفعي الذي تتعرض له من دبابات «T72» و«الشيلكا» والقذائف، إلا أن السكان أخلوا المباني قبل 3 أيام نتيجة تعرض المنطقة للقصف منذ أول يوم»، وأكد أن القصير شيعت صباح أمس الشاب محمد غازي شحادة، الذي قتل برصاص قناصة وكانت إصابته بالقلب مباشرة، كما أفاد عن مقتل حمية العلي، من أهالي قرية المصرية، برصاص عن عمر يناهز الخامسة والثلاثين، ومريم محمد سيمان سويد، التي تبلغ من العمر 45 سنة، حيث وجدت جثتها تحت جسر بعد المشفى الوطني في القصير».

وأشار الناشط إلى أن «السكان شاهدوا قطعا من الجيش الأسدي أمام استراحة الجلاب في النبك، تضم عددا من سيارات الزيل وما يقارب الثلاثين مدرعة متوجهة إلى أحياء حمص، حيث ستشهد قصفا عنيفا لن ينتهي قبل أيام».

وأفاد أحمد الذي تعيش أسرته في القصير على «أعصابها»، حيث تستقبل العائلات الهاربة من الحي الشمالي من المدينة داخل غرف بيتها، بأن هناك «انفجارات عنيفة يشهدها الحي الشمالي»، موضحا أن «سكان الحي خرجوا من بيوتهم وتوجهوا إلى أحياء أخرى، ومن ليست له أقارب في القصير فقد خرج متجها إلى بلدات أخرى آمنة، إذا أبقت عصابات الأسد بلدات آمنة في محيط المنطقة»، حيث (كما أكد) إن «السكان لا يستطيعون إسعاف الجرحى؛ لأن قوات الجيش السوري أطبقت الخناق عليهم ولا يستطيعون إخراج الجرحى إلى بلدات عكار اللبنانية بسبب إغلاق المعابر وزرع الألغام وقنص كل من يحاول إسعاف الجرحى»، لكنه أكد أنه تم إدخال 13 جريحا منذ يومين، لكنه لم يشأ الدخول في تفاصيل محددة لـ«حساسية الوضع الأمني».

واعتبر الناشط أن «التصريحات التي رشحت عن احتمال تحويل الملف السوري إلى مجلس الأمن هو دس للسم في العسل»، مشيرا إلى أن هذا التحويل «هو دعوة من الجامعة العربية لمجلس الأمن لتبني المبادرة العربية الفاشلة أصلا، والجميع يعلم كم من الوقت سيأخذ التداول، وكيف سيطلب النظام السوري الوقت ليفكر، حيث سيظهر معارضته، وبعد المشاورات والمناقشات سيتم تبني تلك المبادرة التعيسة، ولكن دون الإشارة إلى الفصل السابع الذي يلزم الدول المعنية بالقرار تطبيقه ولو بالقوة»، مضيفا أنه «إذا تم تنفيذ المبادرة فسيكون من بين المراقبين، مراقبون عراقيون وجزائريون وروس وبرازيليون وجنوب أفريقيون، وكل هذه الدول ستعمل على الترويج لرواية النظام عن وجود عصابات مسلحة». وقال إنه «لا حل إلا بالتوكل على الله سبحانه وتعالى، والعمل على دعم الكتائب المنتشرة في عموم الأراضي السورية، سواء كانت تحت اسم الجيش الحر أو تحت أي اسم، حيث لا سبيل لنا اليوم لنصرة ثورتنا إلا أن نجبر العالم على التدخل عندما يشعر أن الاستقرار لا مكان له في سوريا ما دام نظام الأسد حاكما لها»، داعيا إلى «دعمهم الانتفاضة بالسلاح والمال، ولنري جنود الأسد كيف يكون جنود الشام إن هم حملوا السلاح».