الآلاف يشيعون الشيخ عفت.. ومفتي مصر يؤم صلاة الجنازة بالجامع الأزهر

زملاؤه أطلقوا عليه «الإمام الثائر».. وأسرته: خرج لاستعادة الوطن وتحريره

د. علي جمعة مفتي الديار المصرية خلال صلاة الجنازة بالجامع الأزهر على الشيخ عماد عفت أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء أمس (أ.ف.ب)
TT

أمّ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية أمس بالجامع الأزهر صلاة الجنازة على الشيخ عماد عفت أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، والذي قُتل نتيجة إصابته بطلق ناري خلال اشتباكات وقعت بين عناصر من القوات المسلحة والمتظاهرين أمام مجلس الوزراء بشارع قصر العيني بوسط القاهرة أول من أمس، في حضور عشرات آلاف من المواطنين، ومشايخ الأزهر.

وعقب صلاة الجنازة انطلقت مسيرة حاشدة من الجامع الأزهر تقدمها مفتي مصر الذي انخرط في البكاء، إلى مقابر السيدة عائشة (جنوب القاهرة)، وسط هتافات مدوية من علماء الأزهر وطلابه وشباب الثورة، مرددين هتافات: «أيوه بنهتف جوه الأزهر يسقط يسقط حكم العسكر»، و«القصاص القصاص.. يا نجيب حقهم يا نموت زيهم»، و«الله أكبر يحيا شهيد الأزهر.. لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله». كما قرر المشيعون التوجه إلى ميدان التحرير عقب انتهاء دفن الشهيد، للمشاركة في المظاهرات التي تندد باشتباكات مجلس الوزراء. وبينما نعت دار الإفتاء المصرية فقيدها، مؤكدة أن «الأمة الإسلامية فقدت عالما فاضلا وفقيها متميزا من علماء الأزهر الشريف»، أصدرت أسرته بيانا أمس، قالت فيه إن «الله أكرمه بالشهادة التي طالما تمناها وهو يقف أمام الكعبة أثناء تأديته مناسك الحج قبل شهر».

وشددت أسرته على عزمها الأخذ بثأره، وقال البيان «نؤكد عزمنا سلوك كل الدروب، واتخاذ كل الأسباب، لا لمحاسبة المسؤولين عن قتله فحسب؛ وإنما لتحقيق ما خرج من أجله في أول الأمر (منذ انطلاق الثورة المصرية)، وهو استعادة الوطن لأهله، وتحرير إرادته من أسر أعدائه، وإعادة بنائه والنهوض به».

ويطلق زملاء الشيخ الفقيد في دار الإفتاء عليه «الإمام الثائر»، وقالوا لـ«الشرق الأوسط»: «الشيخ شارك بعمامته وزيه الأزهري الثوار ثورتهم، منذ اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير (كانون الثاني) في ميدان التحرير». ولعب مشايخ الأزهر دورا كبيرا في الثورة منذ انطلاقها، كما عملوا على تهدئة الأوضاع أثناء الأزمات، وكان عدد من مشايخ الأزهر قد نجحوا في تهدئة المتظاهرين خلال أحداث شارع محمد محمود في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وعقد هدنة بينهم وبين قوات الأمن والجيش. وقال الدكتور أشرف فهمي مدير عام العلاقات الخارجية بدار الإفتاء، إن «الدار أبدت شديد أسفها وحزنها لما آلت إليه الأوضاع في مصر، وشددت على أن الإسلام حرم سفك الدماء وجعلها أشد حرمة من بيته الحرام»، مؤكدا «أن الدار تسير في الإجراءات القانونية لضمان ألا يضيع دمه هدرا».

وقال فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «الفقيد كان محبوبا من الجميع وقدم الكثير من الأعمال الخاصة بالفتوى للإسلام والمسلمين في مصر والعالم الإسلامي»، لافتا إلى «أن جنازته شهدت مختلف أطياف المجتمع مسلمين ومسيحيين»، وأنه «نزل إلى ميدان التحرير ومحيط مجلس الوزراء مجاهدا». وتولى عفت (52 عاما) رئاسة الفتوى المكتوبة بدار الإفتاء، وهو متزوج ولديه أربعة أطفال، ولدان وبنتان، وبحسب عمرو عبد الرحمن عضو تحالف ثوار مصر، فإن «الجميع يتذكره وأبناءه في ميدان التحرير».

ونعى الدكتور محمد البرادعي المرشح المحتمل للرئاسة الشيخ عفت، وقال على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «رحم الله الشهيد عفت»، مضيفا «إذا كان الشيخ عفت قد استهدف كما ذكر مفتي مصر، فنحن نعيش في زمن الجريمة المنظمة».