المعارضة السورية ترفض الوساطة العراقية وترى أن العراق «غير مؤهل وغير حيادي»

أعضاء في المجلس الوطني لـ«الشرق الأوسط»: لم تعرض علينا.. والأزمة تتجه للتدويل

مظاهرة صباحية في منطقة الصورة بحوران أمس في صورة مأخوذة من موقع «أوغاريت»
TT

لاقى الناشطون السوريون «المبادرة العراقية» تجاه سوريا بالكثير من الاستخفاف والاستغراب، فيما أكد أعضاء المجلس الوطني أنها لم تعرض عليهم، معلنين رفضهم لها ومعتبرين أن العراق «غير مؤهل حاليا وغير حيادي» للقيام بوساطة بين النظام السوري والمعارضة.

وفي هذا الإطار، قال عضو المجلس الوطني السوري لؤي صافي لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لم نطلب وساطة العراق ولا ندرك حتى معناها أو حدودها وشروطها كونها لم تعرض علينا كقوى معارضة»، مؤكدا أنه «وبعد فشل المبادرة العربية فالأزمة السورية تتجه للتدويل»، وأضاف: «نعلم تماما أن ثمن هذا المسار سيكون باهظا لكن لا خيار آخر لدينا والنظام يتحمل كل المسؤولية».

وشدد عضو المجلس هيثم رحمة على أن «النظام العراقي بشكله الحالي غير مؤهل للقيام بأي وساطة بين المعارضة ونظام الأسد»، لافتا إلى أن «العراقيين أثبتوا مؤخرا أنهم ليسوا حياديين كونهم دعموا نظام الأسد تماما كما يدعمه الإيرانيون الذين وبخلاف العراقيين أعلنوا ذلك للملأ». وقال رحمة لـ«الشرق الأوسط»: «كنا نتوقع من العراقيين والمصريين والليبيين والتونسيين، أي أصحاب الثورات، أن يقدروا موقفنا ليتركونا نحل مشاكلنا بأيدينا ولا يقفون إلى جانب الظالم بوجه المظلوم».

وعلق أعضاء المجلس الوطني على مقررات اجتماع اللجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري في الدوحة، وإعلان رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية حمد بن جاسم أن جامعة الدول العربية ستطلب من مجلس الأمن الدولي تبني المبادرة العربية وكافة الإجراءات العربية التي تم اتخاذها من الجامعة بشأن سوريا، فقال صافي: «ما صدر عن بن جاسم يعكس عجز الجامعة العربية عن تحقيق أي تقدم مع النظام الذي لا يزال يصر على التلاعب والالتفاف على البروتوكول المتعلق بإرسال مراقبين دوليين إلى سوريا، وبالتالي وبعدما أثبت نظام الأسد أن لا مجال للحل السياسي معه كونه بالأصل نظاما أمنيا، ها نحن نرى أنفسنا مضطرين لسلوك الطريق الذي لم نكن نتمناه لجهة تدويل الأزمة» واصفا المبادرة الروسية بـ«الخطوة إلى الأمام التي تؤكد أن الحكومة الروسية بدأت تبدل من موقفها بعدما لمست لمس اليد أن لا مجال لأن يقوم نظام أمني بإصلاحات أو غيرها».

ووصف هيثم رحمة التلويح القطري بأن الجامعة العربية ستطلب من مجلس الأمن تبني قراراتها بشأن سوريا بأنه «إقرار دبلوماسي بأن الجامعة لم تستطع أن تحل المشكلة وأن الحل لن يكون عربيا وهو ما اكتشفه القادة العرب بعد أسابيع من مهل أعطوها لنظام أمعن بقتل الآلاف في هذا الوقت المستقطع»، وأضاف: «نظام الأسد حشر العرب في الزاوية وها هو يدفع بهم إلى نفق أشبه بالنفق اليمني وهذا ما لن نقبل به». وفي ما يتعلق بمشروع القرار الروسي، اعتبر رحمة أن «الروس باتوا يسحبون اليوم بطرف الخيط»، متوقعا «تبدلا وشيكا بالموقف الإيراني بالتزامن مع التبدل بالموقف الروسي ليتبلور مشهد جديد باتجاه تدويل الأزمة السورية».

وكان الناشطون السوريون على صفحات التواصل الاجتماعي، استنكروا التدخل العراقي بالشأن السوري، متسائلين «لماذا لا يحل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مشاكل بلاده أولا حيث يسقط يوميا ما يزيد عن 20 قتيلا قبل إقحام نفسه بالملف السوري؟» وفي منطقة كفرنبل في إدلب رفع العشرات لافتات حملت صور المالكي وكتب عليها: «هذا اللي كان ناقصنا..».