مصادر سودانية لـ «الشرق الأوسط»: اتجاه لعقد قمة بين البشير وسلفا كير في أديس أبابا الاثنين

انضمام السودان الجنوبي إلى صندوق النقد الدولي في 2012

الإيطالي فرانسيسكو أزارا الذي حررته قوات الأمن السودانية في نيالا جنوب دارفور في السودان يصل إلى الخرطوم أمس (رويترز)
TT

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن أنباء غير مؤكدة بوجود ترتيبات لعقد قمة بين الرئيسين السوداني عمر البشير ونظيره الجنوبي سلفا كير ميارديت يوم غد الاثنين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لكسر الجمود بين الخرطوم وجوبا حول القضايا العالقة في ترسيم الحدود، وتصدير نفط الجنوب إلى الموانئ الشمالية، في وقت تستأنف فيه المفاوضات الرسمية بين وفدي الجانبين بعد غد الثلاثاء، ويتوقع حضور المبعوث الصيني للشؤون الأفريقية الذي قام بزيارة مكوكية بين البلدين لحثهما على استئناف التفاوض قبيل نهاية العام الحالي. وقالت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها لـ«الشرق الأوسط»، إن الاتحاد الأفريقي وعددا من الدول التي لها علاقة بملف دولتي السودان والسودان الجنوبي، اقترحت عقد قمة تجمع البشير وكير، لكسر الجمود والفشل المتكرر في ملفات التفاوض بين الجانبين وإنهاء التوتر على حدود البلدين التي شهدت أعمالا عسكرية وصلت إلى حد تبادل الشكاوى إلى مجلس الأمن الدولي. لكن المصادر أوضحت أن تأكيد عقد اللقاء لم يعلن بشكل رسمي، مع تأكيدها أن وفد حكومة السودان الجنوبي سيصل إلى أديس أبابا اليوم قادما من العاصمة الأميركية واشنطن بعد مشاركته في مؤتمر خاص عن التنمية والاستثمار في الدولة الجديدة. وأضافت المصادر أن اللقاء سيتناول المواقف التفاوضية حول القضايا العالقة لاتخاذ قرارات حولها، وقالت إن التحذيرات المتكررة من المجتمع الدولي حول التوترات بين البلدين والتخوف من عودة الحرب بينهما شكلت أداة ضغط على البشير وكير بضرورة دخولهما إلى تفاوض لاتخاذ قرارات مباشرة. ولم تستبعد المصادر أن يتطرق البشير وكير إلى الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق وأبيي، وقالت إن القوات السودانية كانت دخلت أراضي في السودان الجنوبي بحسب اتهامات جوبا. وأبلغت مصادر أخرى من جوبا «الشرق الأوسط» بأن مواقف وفدي التفاوض لم تتغير بشأن أسعار مرور النفط الجنوبي إلى موانئ الشمال، وقالت إن مسؤولا كبيرا في الحكومة السودانية قد أبلغ حكومة السودان الجنوبي بأن تاريخ الثلاثين من ديسمبر (كانون الأول) الحالي هو آخر موعد للوصول إلى اتفاق بين البلدين حول أسعار تصدير النفط عبر ميناء بورت سودان، وهدد بأن توقف الخرطوم عبور النفط إلى الميناء في حال عدم التوصل إلى اتفاق وفق السعر الذي عرضته بأن يكون سعر عبور البرميل الواحد إلى التصدير بمبلغ 36 دولارا. وأضافت أن جوبا تتمسك بالسعر الذي عرضته وهو 70 سنتا للبرميل الواحد. وكشفت المصادر أن المبعوث الصيني ليو قوي جين اعتبر أن العرض الذي قدمته جوبا بشأن سعر عبور النفط إلى موانئ الشمال معقول، لكنه لم يقدم مقترحات عملية للجانبين، لكنه أيضا وقف إلى جانب مقترحات دولية بعقد قمة تجمع البشير وكير في أديس أبابا، لاستمرار المفاوضات بين وفدي البلدين في العشرين من الشهر الحالي. من جهة أخرى، اعتبر السفير العبيد أحمد مروح، الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية، وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وجود الجيش السوداني في منطقة أبيي بالاحتلال، وصفا غير صحيح. وقال إن الجيش السوداني موجود شمال حدود خط 1956م، وهي الحدود الفاصلة بين الشمال والجنوب والتي أقرتها اتفاقية السلام الشامل. وقال العبيد في تصريح لوكالة السودان الرسمية للأنباء، أمس، إن وجود الجيش في منطقة أبيي هو أمر طبيعي، وإن أي قوات أجنبية أخرى هي التي توصف بأنها قوات احتلال، مشيرا إلى أن أبيي شمالية، وأن حقائق الجغرافيا والتاريخ تقول ذلك، وأن أي حديث غير هذا يجافي الحقيقية، مناشدا الأمين العام أن يكون أكثر دقة في إطلاق الأوصاف. وقال إن وجود جيش الحركة الشعبية في بحر العرب يمكن أن يوصف بأنه احتلال. إلى ذلك، قالت مديرة صندوق النقد الدولي إنه من المتوقع أن تصبح دولة السودان الجنوبي التي نالت استقلالها حديثا عضوا في الصندوق أوائل عام 2012، وذلك بعد محادثات مع الرئيس سيلفا كير. وقالت كريستين لاغارد، في بيان صدر أول من أمس، إن السودان الجنوبي تقدم بطلب للحصول على العضوية أوائل العام الحالي، وأضافت «أتطلع إلى أن يصبح السودان الجنوبي العضو رقم 188 في أوائل 2012»، مشيرة إلى أن طلب العضوية بلغ رحلة متقدمة. وقالت إن السودان الجنوبي يواجه تحديات هائلة، من بينها تحقيق الاستقرار الاقتصادي، وبناء المؤسسات لدعم الاقتصاد، وإدارة إيرادات النفط بحكمة. وأضافت أن الصندوق يقدم الدعم الفني والتدريب للحكومة الجديدة في مجال إدارة المالية العامة وإيرادات النفط وإدارة الاحتياطيات الأجنبية وعمل البنك المركزي والإشراف المالي، إضافة إلى الإحصاءات الاقتصادية، وقالت «نعمل على برنامج مدته ثلاث سنوات للمساعدة الفنية الموجهة».

وكان كير قد أبلغ مؤتمرا صحافيا في واشنطن الأسبوع الماضي بأن السودان الجنوبي عازم على أن يصبح «جزيرة للاستقرار» في أفريقيا بعد حصوله على الاستقلال في يوليو (تموز)، متوجا اتفاق سلام يعود إلى عام 2005 أنهى عقودا من الحرب الأهلية في السودان.