وزير الدفاع الإيراني: صمودنا أمام التهديدات الأميركية إنجاز إلهي.. ومتأهبون لاحتمالات الحرب

إيران تعلن القبض على جاسوس تدرب في القواعد الأميركية بالعراق وأفغانستان.. وصالحي: مستعدون لأسوأ سيناريو للعقوبات

TT

بينما ما زالت قضية طائرة الاستطلاع الأميركية بدون طيار التي أعلنت طهران عن إسقاطها تتفاعل وسط شد وجذب بين واشنطن وطهران، استعرضت الجمهورية الإسلامية عضلاتها وقدراتها أمس مؤكدة أنها تعمل حاليا على إنتاج طائرات بدون طيار وأنها مستعدة لخوض الحرب. وجاء ذلك بعد أن زعم مهندس إيراني بأن إسقاط الطائرة الأميركية كان عبر استدراجها بحيلة للهبوط في إيران من خلال قرصنة إلكترونية وخداع نظامها من أجل الهبوط. كما أعلنت الجمهورية الإيرانية عن اعتقال «جاسوس» يعمل لصالح الولايات المتحدة.

وكانت السلطات الإيرانية قد أعلنت في 5 ديسمبر (كانون الأول) الجاري عن إسقاطها طائرة من طراز «آر - كيو 170 سينتينال» المتقدمة على الحدود الشرقية لإيران. ويذكر أن هذه الطائرة استخدمت في عمليات سرية مهمة خلال السنوات الماضية، مثل رصد مكان زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن قبل مقتله في مايو (أيار) الماضي.

وأعلن وزير الدفاع الإيراني العميد أحمد وحيدي أمس أن الجمهورية الإسلامية تمتلك «قدرات كبيرة» في تصنيع طائرات بدون طيار، لافتا إلى إنتاج نماذج من طائرات هجومية بدون طيار. وقال «قمنا بتناول موضوع الحرب غير المتكافئة والاحتمالات لجميع النظريات والتكتيكات والآليات المناسبة المتخذة من قبل القوات المسلحة وما تحتاج إلى إعداد خطط وبرامج»، وأضاف أن «القوات المسلحة الفضائية يمكنها سحب العدو للاشتباكات الأرضية وهذه هي الحرب لكننا لسنا طلاب حرب أما إذا قرر الأعداء دخول الحرب معنا فنحن على استعداد كامل لخوضها من جميع الجهات مستخدمين في ذلك وسائل معقدة».

وقال وزير الدفاع الإيراني إن «العدو شن علينا حربا إلكترونية وإنهم قاموا بهذه المحاولة قبل ذلك بإرسال فيروسات إلى أنظمتنا إلا أن الجمهورية الإسلامية تعتمد الأسس المتينة التي ساعدتها على مواجهة هذه الهجمة وهو ما قمنا به من خطط تمثلت في إنزال طائرة التجسس الأميركية، وجميع أفراد القوات المسلحة أعدوا أنفسهم لجميع احتمالات الحروب». وأكد أن لدى بلاده «القدرة الفائقة في الحرب الإلكترونية والحرب الناعمة».

وزعم أنه «ف الوقت الذ لا تستطيع فيه دول كبر الصمود أمام الضغوط والتهديدات الأميركية، استطاعت إيران الوقوف أمام جميع تهديدات واشنطن، وهذا إنجاز إله».

وكانت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية قد نقلت عن مهندس إيراني أن بلاده خدعت الطائرة الأميركية بدون طيار من خلال استغلال ثغرة معروفة من أجل الهبوط في الأراضي الإيرانية.

وقال المهندس إن «إيران وجهت الطائرة التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية وخدعتها للهبوط بشكل سليم داخل أراض معادية من خلال استغلال نقطة الضعف الملاحية المعروفة لدى الجيش الأميركي».

وأضاف أن «تحديد المواقع والملاحة هو النقطة الأضعف للطائرة»، مشيرا إلى أن إيران نصبت «كمينا إلكترونيا» للطائرة الأميركية من خلال التشويش على اتصالاتها، وأجبرتها على الانتقال إلى الملاحة الآلية، وعندها فقدت السيطرة على التنقل.

من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في مقابلة نشرت أمس، إن بلاده مستعدة «لأسوأ سيناريو محتمل» لتفادي آثار تشديد العقوبات الغربية عليها بما يستهدف قطاعها المالي وصناعتها النفطية.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا) عن صالحي قوله «لسنا قلقين حقا. تم إعداد التصور المناسب للتجاوب مع أسوأ سيناريو محتمل وخرجنا بخارطة طريق» لتجنب آثار العقوبات الجديدة.

وجاءت تصريحات صالحي بعد إقرار الكونغرس الأميركي مقترحا جديدا قاسيا بفرض حظر على صادرات إيران من النفط وعزل البنك المركزي الإيراني عن المنظومة المالية العالمية، بهدف تحقيق انهياره. كما يبحث الاتحاد الأوروبي اتخاذ إجراءات مماثلة.

وفي سياق متصل، قالت السلطات الإيرانية أمس إنها ألقت القبض على إيراني بتهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وهو أحدث نجاح تزعمه الجمهورية الإسلامية في حرب الجاسوسية مع واشنطن.

ونقل تلفزيون الدولة عن وزارة الاستخبارات قولها إن الشخص الذي اعتقل تلقى تدريبا في قواعد أميركية في دولة أفغانستان والعراق المجاورتين، وإنه كان يهدف إلى نقل معلومات كاذبة للمخابرات الإيرانية، بعد أن أعد سيناريو استخباراتيا - عسكريا معقدا.

وذكرت الوزارة في بيان نقله التلفزيون «بدأ جاسوس مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي، وهو إيراني الجنسية، مهمته بتلقي تدريب على استخدام سلاح»، وتابع «لكن تعرف عليه ضباط المخابرات الإيرانية وكشفوا النقاب عن أنشطته التجسسية».