التونسيون يحتفلون بذكرى اندلاع شرارة الثورة

17 طلقة نارية في سيدي بوزيد إحياء للذكرى

الرئيس التونسي المنصف المرزوقي إلى جانب رئيس المجلس التأسيسي أثناء إلقائه كلمة بمناسبة الاحتفالات بانطلاق الشرارة الأولى للثورة التونسية في منطقة سيدي بوزيد أمس (رويترز)
TT

أطلقت في مدينة سيدي بوزيد التونسية 17 طلقة نارية احتفالا بانطلاق الثورة التونسية من ذاك المكان، في ظل وجود أبرز السياسيين وقياديي الأحزاب السياسية التونسية، تتواصل الاحتفالات بالذكرى الأولى لاندلاع الثورة تحت شعار «سيدي بوزيد نبع الثورة». المدينة التي تقرر أن يكون يوم أمس السبت عطلة رسمية فيها، كانت قد اكتست لافتات عملاقة وعرفت تقديم لوحات فنية تجسد الثورة ورموزها، وتصور ملاحم المعارك التي دارت هناك بين 17 ديسمبر (كانون الأول) و14 يناير (كانون الثاني)، كما فتحت أبوابها منذ مساء الجمعة لاستقبال وفود سياسية ونقابية من مختلف مناطق البلاد، يتقدمها المنصف المرزوقي، الرئيس التونسي الجديد، وراشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة، ومصطفى بن جعفر، رئيس المجلس الوطني التأسيسي.

وانتظم على هامش هذا الاحتفال الدورة الأولى للمهرجان الدولي لثورة 17 ديسمبر للحرية والكرامة (تاريخ إضرام محمد البوعزيزي النار في جسده)، ويتضمن كثيرا من الفقرات، من بينها كما ذكر عطية العثموني (ناشط سياسي) أن يتم تحطيم أكبر نصب دعاية لابن علي وتعويضه بنصب رخامي يزن نحو 30 طنا مستوحى من أيقونة الثورة التونسية، كما جاء على لسانه. وأضاف أن آلاف الشماريخ ستطلق وآلاف الشموع ستضاء بهذه المناسبة، في ملحمة احتجاجية بمضامين فنية وشعرية ومعرفية، وذلك في المكان نفسه الذي أحرق فيه البوعزيزي جسده. ومن المنتظر مشاركة قرابة 14 فرقة موسيقية تونسية وعربية في تلك الاحتفالات.

وعلى الرغم من مظاهر الاحتفال، فإن الوضع الاجتماعي والاقتصادي كان محل انتقادات كثيرة من قبل شباب المدينة، فقد ذكروا الساسة الحاضرين، ومن بينهم المنصف المرزوقي، رئيس الجمهورية الجديد، بأن سيدي بوزيد عرفت الاحتجاجات التي قادت إلى الإطاحة بنظام بن علي، لأنها كانت في حالة غبن اجتماعي، على حد تعبير معظم أبناء الجهة. بهذا الشأن قال عبد السلام الحيدوري (ناشط نقابي)، لا شيء تغير في ولاية - محافظة - سيدي بوزيد، إن لم تكن قد ذهبت نحو الأسوأ، بعد سنة من الثورة، فأعداد العاطلين عن العمل تزايدت، والمستثمرون الذين يعدون على أصابع اليد الواحدة أوقفوا استثماراتهم حتى يطمئنوا على الوضع السياسي. الحيدوري أضاف أن المنطقة في حاجة إلى برنامج «مارشال» جديد حتى تتمكن من اللحاق ببقية مناطق البلاد، وخاصة المناطق الساحلية المجاورة. الحيدوري قال إن الاحتفال الصحيح بالثورة هو يوم 17 ديسمبر وليس 14 يناير كما يريد بعض التونسيين، فالثورات يؤرخ لها منذ الشرارة الأولى، واعتبر أن التسمية مخطئة في معناها لدى شباب سيدي بوزيد، فهي ليست، على حد قوله، ثورة «ياسمين»، بل ثورة قنابل مسيلة للدموع لمدة 18 يوما متواصلة. ويضيف نحن لا نريد ياسمينا بل شغلا لأبنائنا العاطلين عن العمل.

وتجمع منذ الفجر عدد غفير من التونسيين القادمين من مختلف المدن التونسية لمشاركة أهالي سيدي بوزيد، المدينة التي همشت طويلا، وتضم 100 ألف نسمة، احتفالاتهم بذكرى إقدام الشاب محمد البوعزيزي، البائع المتجول، قبل عام على حرق نفسه أمام مقر الولاية احتجاجا على إهانته ومنعه من إيصال شكواه إلى المسؤولين في المنطقة، إثر مصادرة بضاعته التي كان يبيعها على عربته بحجة عدم امتلاك التراخيص اللازمة. وتوفي البوعزيزي في 4 يناير 2011 متأثرا بجروحه.

وأشعلت حركته اليائسة ثورة شعبية لا سابق لها أطاحت في 14 يناير الماضي بنظام زين العابدين بن علي، وأشعلت فتيل الربيع العربي الذي أطاح بأربعة من القادة العرب حتى الآن.