دفاع المتهم بتسريب وثائق «ويكيليكس» يرفض محاكمته عسكريا

مانينغ قد يواجه المؤبد ومحاموه ينفون إلحاق أي ضرر بالأمن القومي الأميركي

مانينغ (يمين) خلال نقله إلى محكمة عسكرية في فورت ميد بميريلاند، مجددا أمس (أ.ف.ب)
TT

دافع محامو الجندي الأميركي برادلي مانينغ بقوة عن موكلهم في جلسة استماع، متسائلين ما إذا كان يتعين محاكمة موكلهم عسكريا بتهمة إفشاء أسرار دبلوماسية وعسكرية أميركية لموقع «ويكيليكس». فبعيد الجلسة التي انعقدت في قاعدة فورت ميد العسكرية الضخمة بولاية ميريلاند أول من أمس، اتهم ديفيد كومز كبير فريق الدفاع عن مانينغ، الضابط الذي رأس الجلسة بالانحياز مطالبا بتنحيه. ورفض اللفتنانت كولونيل بول ألمانزا الذي كلف تحديد ما إذا كان يتعين محاكمة مانينغ عسكريا، المطالب برده، أي طلب إعفائه من هذه المهمة قائلا: إنه يستطيع القيام بمهامه بحياد رغم عمله في حياته المدنية ضمن وزارة الدفاع الأميركية.

وكان كومز شكك فيما إذا كان ألمانزا، الضابط بالاحتياط بالجيش الأميركي والذي يعمل في حياته المدنية كمحامي ادعاء بوزارة العدل الأميركية، قادرا على رئاسة الجلسة بينما تحقق وزارته في قضية موقع «ويكيليكس» ومؤسس الموقع جوليان أسانج المتهم بنشر برقيات أميركية سرية.

وكان مقررا أن تستأنف جلسة الاستماع أمس، وقد تصدر المحكمة حكمها بشأن استئناف مانينغ، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن خبير قانوني في الجيش الأميركي. وقد تستمر الجلسات عموما لنحو أسبوع. يذكر أن مانينغ متهم بتحميل 260 ألف برقية دبلوماسية أميركية وأشرطة فيديو لضربات نفذتها القوات الجوية الأميركية فضلا عن تقارير عسكرية أميركية من أفغانستان والعراق أثناء عمله كمحلل معلومات متدني الرتبة في العراق وتقديم تلك الوثائق لأسانج الذي نفى أن يكون على علم بمصدر المعلومات الواردة. ويواجه مانينغ حكما بالسجن المؤبد إذا أدين بالاتهام الأخطر بين الاتهامات الموجهة إليه، وهو تقديم دعم للعدو.

وقال المحامي كومز في طلبه تنحي الضابط رئيس الجلسة إن ألمانزا رفض كذلك أغلب الشهود الذين طلبهم الدفاع، ومنهم الرئيس باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع السابق روبرت غيتس، معتبرا أن ذلك يبرهن أيضا على تحيزه. وقال كومز: «إذا نظر أي شخص لهذا الأمر بنظرة موضوعية فسيقول حتما إنه انحياز». كما قال محامي الدفاع إن الوثائق التي يتهم مانينغ بتسريبها لم تلحق ضررا يذكر بالأمن القومي الأميركي، متسائلا: «أين الضرر؟».

وقد انقضى أغلب يوم الجمعة في المراوحة حول قضية رد القاضي ومع الاستراحة 4 مرات للتشاور. وبدا مانينغ هادئا خلال الجلسات، وقد حضر إلى القاعة مرتديا زيه العسكري الأخضر المموه ونظارة سوداء. وكان مانينغ قد اعتقل قبل أكثر من 18 شهرا. وجلس مانينغ إلى جوار الدفاع يحرك قلما بين أصابعه ويدون بعض العبارات ويتكئ بين الحين والآخر لجانب الدفاع متحدثا إلى كومز وإلى المحاميين اللذين عينتهما الهيئة العسكرية للدفاع عنه.

وخلال الجلسة تحدث مانينغ، 24 عاما، عدة مرات حيث أجاب القاضي العسكري بالتحية العسكرية بالإيجاب حينما سأله ألمانزا ما إذا كان يعي الاتهامات الموجهة إليه وما إذا كان على بينة بحقوقه وراضيا عن الدفاع الموكل عنه. وجرت الجلسة التمهيدية للمحاكمة في إحدى القاعات البسيطة بقاعدة فورت ميد مقر وكالة الأمن القومي الاستخبارية وحضرها العشرات من الجمهور ووسائل الإعلام من أنحاء العالم. وكان أنصار لمانينغ قد تجمعوا خارج بوابات القاعدة بينما هتف أحد الحاضرين في القاعة معتبرا برادلي مانينغ بطلا مع اختتام الجلسة التي استمرت قرابة السبع ساعات.

وفي رسالة إلكترونية إلى أدريان لامو، قرصان الكومبيوتر السابق الذي أبلغ السلطات الأميركية عنه، أعرب مانينغ عن أمله أن تؤدي المادة التي سربها إلى إثارة «نقاش عالمي وجدل وإصلاحات». وقال مانينغ خلال تبادل الرسائل الإلكترونية الذي نشره موقع «وايرد دوت كوم»: «أريد أن يرى الناس الحقيقة أيا كانوا لأنه دون توافر المعلومات لا يمكن للمواطنين اتخاذ قرارات على بينة».

ويعد مانينغ المتهم الوحيد الذي يواجه المحاكمة في الولايات المتحدة على خلفية إفشاء البرقيات السرية، التي عدت خرقا ضخما للاستخبارات إذ انكشف الكثير من البرقيات الدبلوماسية بشكل شبه يومي ما أثار حرجا للحكومة الأميركية ولحكومات بلدان أخرى.